الجزء 07

235 3 0
                                    


حينها منحه رئيس اللجنة الشعبية في الحي قطعة ارض جوار صديقة داؤد ليسكن فيها ..عندما علم ظروفه دون اسمه ضمن سكان الحي العشوائي فقال له عندما يتم تخطيط هذا السكن سوف تمنح قطعة ارض بطريقة رسمية مثلك مثل باقي الناس القدامة ..

بعد ذلك تعاطف الناس معه وجاءو وشييدو له راكوبة كبيرة ..واعطاه جاره اسماعيل سرير ولحاف ..ومنحه جاره الاخر سرير اخر

وهو اشتري بدوره بساطة ..من سوق ليبيا فالان تبقت له اغراض المطبخ وملابس يرتديها هو وابناءه ..

حينها تذكرت فطومة امرا ماء

ان ارباب سائق الشاحنة الذي اوصلهم ..الي الخرطوم ..ترك لها وصية في شكل خطاب مع ابنتها علوية .. ذهبت اليها وأخذته منها واخفته بعيدا عن اعين اسحق زوجها ..بعد ان شعرت بحب ارباب لها ..قالت في نفسها بالتأكيد داخل هذا الخطاب كلمات غرامية وحروف معسولة تركها هذا الشاب .. وانا إمرأءة متزوجة كيف يعقل ان احب ..

يجب ان احرق هذا الخطاب قبل ما يقع في يدي اسحق او تقرأءه بنتي علوية ..فهي تجيد القرأءة

فعزمت علي حرقه واوقدت النار ..في منتصف النهار ..بعد ما ذهب اسحق الي السوق وابناءها الي المدرسة ..جلست علي بمبرها وامامها كانون ملئ بالجمر المشتعل ..ارادت ان ترمي هذا الخطاب في النار ولكنها تراجعت قليل وقالت في نفسها

يجب ان افتحه واقراء ما في داخله اولا ثم بعد ذلك اقوم بحرقه

خرجت الي الخارج ونظرت يمينا ويسار ..عندما تأكدت عدم وجود اي انسان ..عادت وجلست علي البمبر ..وقلبها يخفق بشدة والخوف يداهمها كل ما ارادت ان تفتح جزء من الخطاب ..ولكنها بدئت في ازالت الورقة الخارجية ومزقتها تماما حينها تفاجأت فطومة بعدد مهول من النقود تتساقط علي الارض تبعثرت وطارت كفراشات تبحث عن الرحيق

ظلت تجمع فيها بلهفة وشقف كبير

وهي مذهولة ما بين مكذبة وما مصدقة

حتي جمعتها كلها ووضعتها في خصرها ..واخرجت عيناها من الداخل ..والدهشة سادت كل اعضاء جسدها ..احتضنتها ولا تستطيع ان تقول شيئا ..صمتت لدقائق ..وهي تقول في نفسها الله يجازي الشيطان الذي لعب بعقلي وكنت سأرمي هذه النقود في النار .. وانا في اشد الحوجة اليها

عندما رتبتها وقامت بعدها ..وجدتها عشرة الف جنية ..احتارت فطومة وعادت اليها هذه الشكوك وماذا تقول لزوجها هل تخبره او تصمت

تخشي لو اخبرته ان ..يسئ الظن بها و بأرباب. . ولكن ماذا تقول له ...؟

إحتارت في امرها واخيرا قالت في نفسها ..يجب ان اخبئ هذه النقود في مكان ماء ..الي ان اجد مخرج ...لهذه الورطة ادخلتها في شنطتها القديمة وخبئتها جيدا ..وهي تشكر الله كثيرا ثم تشكر ارباب هذا الشاب الشجاع ..الكريم ..الذي قدم لهم يد العون ..

ثم خبئت الخطاب ايضا ووضعته داخل فستانها ..فهي لا تجيد القرأءة ولا الكتابة لانها اخرجوها اهلها من الصف الثالث اساس وزوجوها لهذا الرجل الذي يدعي إسحق ابن عمها ..

حينها خطر ببالها أمر ما

فنادت ابنتها علوية فهي تدرس في الصف الثامن اساس ..فقالت لها تعالي يا علوية..عندما جائت اليها سألتها قائلة لها إنتي لما ارباب اداك الجواب دا ما قال ليك اي شي ..

قالت ليها لا لا والله بس قال لي مجرد ما انا امشي منكم ..انتي اديهو لي امك ..

ومافي زول يعرفو غيرك انتي وامك وبس

هزت فطومة رأسها ..وهي الان في وضع يرثي له ..لا تدري ماذا يقصد ارباب من هذه المنحه ..هل هي مساعدة منه لها..بعد ان علم بحالهم....؟ ولا هناك شيئآ آخر ولا هناك امر اخر من وراء هذه النقود

يعلم به الله وحده ام ماذا ...؟

حامت الشكوك فوق رأسها ..وخيمت سحابة الرعب في قلبها ..فظلت تقول اللهم فرج همي وغمي ..ودلني علي حل لهذه المشكلة

وانا بالجد في امس الحوجة لهذه النقود

ماذا افعل ........؟


يتبع.....

أمل وضياعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن