الجزء 14

216 5 0
                                    


عاد داؤد الي المنزل وتظهر علي وجهه علامات الغضب ..والإستئياء قابلوه ابناءها في الباب وامطروه بوابل من الاسئلة الساخنة ..ان شاءالله وجدت امنا يا عمي جدي داؤد ..صمت قليل ثم رد عليهم قائل

نعم وجدتها وهي في اتم الصحة والعافية ..والحمدلله فصمت مرة اخري ماذا يقول لهم ..وجدتها في اي الاماكن وهو بالتأكيد ينتظر ويتوقع منهم نفس السؤال هذا ان يطرح عليه

فقالت له علوية البنت الكبري لها ..اها يا جدي وجدت امي وين؟

وليه ما جات معاك ...؟

احكي لي الحصل شنو .. ؟

هل هي في المستشفي....؟

اما اصابها مكروه ....؟

اخيرا قرر ان يقول لهم الحقيقة فقال لها أمك بخير والله ولكن.... ناس المحلية ساقوها وودوها القسم عشان ما عندها ورق للمحل

وهي ما دفعت الرسوم ..الف هذه القصة من وحي خياله ليصبر بها ابناءها

فحالهم يغني عن السؤال

فقالت له علوية طيب يا جدي ليه ما ضربت ليك تلفون وحدثتك بالحصل ليها من امس ...قبل ما تمشي معاهم القسم

واقلو نعرف مكانها وين ..؟

فقال لها والله تلفونها كان قافل كهرباء وهم جوهم فجأة ..وهاك يا علوية عشان تتأكدي دا تلفون امك امشي اشحنيه ليها لحدي ما أمك تعود

امسكت علوية بالهاتف بعد ما نظرت اليه جيدا تعرفت عليه فهو فعلا هاتف والدتها ..

الان اتأكدت ان العم داؤد كان صادق فيما يقول

فقالت له ..طيب يا جدي داؤد الرسوم المفروضة علي امي كم ...

تفاجأ العم داؤد بهذا السؤال المباغت ..من هذه الطفلة الذكية التي حاصرته بكميات مهوله من الاسئلة الساخنة

فقال لها بعد ان القي نظرة الي الارض ..والله يا بتي قروش كتيرة هي كلمتني لكن انا نسيت والله مع المشغولية ما قدرت احفظ الرقم كم ان شاءالله انا برجع ليها باكر وبتأكد وانتي ما تشيلي هم يا بتي امك حتطلع بكرة او بعدو ..

هزت علوية رأسها ثم قالت له طيب يا جدي داؤد انا ماشة اودي التلفون للشحن ..أمرت اخوانها علي وعبلة بالبقاء مع جدهم داؤد في المنزل الي حين عودتها

من مكان الاتصالات الذي يقع بالقرب من منزلهم

ذهبت علوية الي صاحب المحل الخاص بالاتصالات وتحويل الرصيد وشحن الموبايلات ..فهو عبارة عن كشك صغير مصنوع من الزنك ..

فقالت لصاحب المحل وهو يعرفها جيدا وتعتبر من زبائنه وكل افراد اسرتها يحترمهم جدا ..استعارت منه بطارية بعد ان شرحت له حوجتها اليها ..واستدانت منه جنيهين رصيد ..وهو يثق تمامآ فيها وفي والدتها فطومه وكان يتعامل معهم تعامل جيد وراقي

عادت مسرعآ الي البيت .. ودخلت الي راكوبتهم متخفيه كي لا يراها احد ..جلست علي السرير ..وأمسكت الهاتف وبدئت تبحث في الاسماء بسرعة فائقة حتي عثرت علي الاسم الذي تبحث عنه ..واختارت الرقم ووضعته علي الشاشة ..وارادت ان تضغط علي زر الاتصال ..ولكنها ترددت قليلا ماذا تقول له ....؟

ارتجفت يداها وبداء قلبها ينبض بقوة ..

فقالت في نفسها اذا إتصلت عليه وطلبت منه مساعدة ماما ..هل امي حتذعل من هذا التصرف ...؟

إحتارت علوية فيما تفعل حينها فكرت في مصير امها التي محبوسة في السجن ..فقالت انا لاذم أتصل عليه واخبره بكل شي والبحصل يحصل

آخيرا إتصلت علوية علي ارباب ذاك الشاب الذي مد اليهم يد العون وساعدهم ..والان هذه المصيبه لا يستطيع احد ان يساعدهم فيها الا ارباب

إتصلت عليه علوية وعرفته علي نفسها بأنها علوية اسحق ادم

فطلب منها ان تعرفه اكثر وان توضح له ماهي علوية لانه لم يتعرف عليها

فقالت له تتذكر قبل فترة من الزمن ثم حكت عليه قصتهم بأكملها حينها تذكر .فسلم عليها بفرح ونشوة وسرور ..فقال لها ماشاءالله تبارك الله يا علوية بتي الله يخليك وسألها عن والدتها وكل افراد الاسرة ..

وخص بالسؤال والدها قائل لها كيف صحة عمي اسحق ان شاءالله كويس

حينها بكت علوية بكاء شديدا ..فقال لها الحاصل شنو يا علوية ...قالت له ابوي اتوفي والله يا عم ارباب

فحزن ارباب حزنا عميقآ وتحسر علي فقدانه ..واسترجع ثم قال لها ..طيب اديني امك لكي اعزيها

فبكت علوية مرة اخري حينها شعر ارباب بالخوف الشديد حتي افتقد لتوازنه فخشية ان تقول له امي ايضآ توفت فقال لها امك وين يا علوية

فقالت له امي في الحراسة ..يا عمي ارباب ...؟

ومحتاجة لقروش عشان تطلع ..وانا إتصلت عليك بخصوص هذا الموضوع حتي امي ما عارفة اني إتصلت عليك ..

فقال لها ومتي حدث كل هذا ولماذا لم تتصل علي فطومة ورقم الهاتف معها ..فقالت له قبل يومين فقط ..

وحتي الهاتف ما معاها ...

فقال لها انا حاليا قريب من الخرطوم ..وغدآ سوف احضر الي الخرطوم ..وبعد غدآ سأكون معكم وان شاءالله كل الامور حتتيسر وتطلع امك من الحبس

اغلقت علوية الهاتف ودموعها تنهمر كسيل جارف لا شي يستطيع ان يوقفها

يتبع.....

أمل وضياعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن