الرياء في ميزان الاعمال:
الرياء عملٌ محكومٌ بقباحته عقلاً وشرعاً، أما عقلاً؛ فلأنه عملٌ نتيجتهُ الفساد لصاحبه ولجماعته التي يعيش معها. وشرعاً؛ لما ورد في ذلك من النصوص الصريحة القطيعة (كتاباً وسنةً) ، التي صنفته في قائمة الاعمال المحظورة والمقبوحة لدى الشارع المقدّس، فقد حذّرت منه أشدّ التحذير، وأبلغت مقترفه بتحمل عواقبُ مصيرٍ لا تحمد عقباه من حرمانٍ في الدنيا وعقابٍ شديد في الآخرة. واليك طرفاً من تلك النصوص الشريفة:
أ ـ الآيات:
قوله تعالى )فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءُون(.[1]
وقوله تعالى )والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ومن يكون الشيطان له قرينا فساء قرينا(.[2]
وقوله تعالى )... كالذي ينفق ماله رِثاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فَمثَلُهُ كَمَثَلِ صفوان عليه ترابٌ فأصابه وابل فتركه صَلْداً...( . [3]
ب ـ الأحاديث:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: «إنَّ أخوف ما أخاف عليكم: الشرك الأصغر» قالوا: وما الشرك الأصغر؟ قال: «الرياء، يقول الله عزّ وجلّ يوم القيامة للمرائين اذا جازى العباد بأعمالهم: إذهبوا الى الذين كنتم قراؤون لهم في الحياة الدنيا فانظروا هل تجدون عندهم الجزاء».[4]
وقال صلى الله عليه وآله وسلّم: «لا يقبل الله تعالى عملاً فيه مثقال ذرةٍ من رياء»[5]
وقال صلى الله عليه وآله وسلّم : «سيأتي على الناس زمان تخبث فيه سرائرهم وتحسن فيه علانيتهم طمعاً في الدنيا لا يريدون به ما عند ربهم، يكون دينهم رياء لا يخالطهم خوف، يعمهم الله بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم».[6]
وقال صلى الله عليه وآله وسلّم : «أشد الناس عذاباً يوم القيامة من يرى الناس أن فيه خيراً ولا خير فيه».[7]
وقال صلى الله عليه وآله وسلّم : «إنّ الجنة تكلّمت وقالت: إنّي حرام على كل بخيل ومراء».[8]
ـ وقال أمير المؤمنين عليه السلام : «إعلموا أن يسير الرياء شرك».[9]
وقال عليه السلام : «اللّهم إني أعوذ بك من أن تَحْسن في لامعة العيون علانيتي وتقبح فيما أُبطن لك سريرتي، محافظاً على رياء الناس من نفسي بجميع ما أنت مطّلعٌ عليه مني فأبدي للناس حسن ظاهري وأُفضي اليك بسوء عملي، تقريباً الى عبادك وتباعداً من مرضاتك».[10]
ـ وقال الامام الباقر عليه السلام : «من كان ظاهره أرجع من باطنه خف ميزانه».
ـ وقال الامام الصادق عليه السلام : «قال الله تعالى: أنا أغنى الأغنياء عن الشريك، فمن أشرك معي غيري في عمل لم أقبله الإ ما كان لي خالصاً».
وقال عليه السلام : «كل رياء شرك، إنّه من عمل للناس، كان ثوابه على الناس، ومن عمل لله كان ثوابه على الله».
ـ وقال الإمام الرضا عليه السلام لمحمد بن عرفة: «ويحك يابن عرفة! اعملوا لغير رياء ولا سمعة؛ فإنّه من عَملَ لغير الله وكله الله الى ما عمل، ويحك ما عمل أحد عملاً إلا أراده الله به، إن كان خيراً فخيراً وإن شراً فشراً».
أنت تقرأ
أسئلة واجوبة مكتب المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني دام ضله
Espiritualهنا سانقل بعض فتاوى السيد علي الحسيني السيستاني ( دام ظله )