Part n15

741 65 28
                                    

هو كحلمٍ بعيد.... يقف في نهاية الطريق باسطاً ذراعيه... هامساً "أركضي إلى ملجأك".... ينتهي بي الأمر راكضة وراكضة على جسرٍ مهترء. يتهشم بمجرد لمسه.... اركض واركض باتجاه أفقه الذي طوّق ماضيي وحاضري ومستقبلي.... أقف لالتقاط انفاسي وانظر إليه... أجده قد ابتعد وابتعد ضعف المسافة التي كانت تفصل بيننا....... أمد يدي لألمس سرابه البعيد ليتلاشى كالغبار المنثور.... عندها اتمنى أن أكون فراشة لاجمع هذه الذرات واكوّنها بزرف رحيق قلبي فوقها... اجمعها لتشكل الفسيفساء خاصتي..
باتت هذه الأحلام روتيناً لا تفارق مخيلتي.... تفكيري ينحصر به وبعشقه اللامحدود....
فتحت عيني نصف فتحة لأقلب وجهي بعيداً عن أشعة الشمس المتسربة من فتحة الخيمة... لاواجه ضوء الولاعة الذي اعمى عيني لأغلقها بقوة وانا أدفن رأسي بغطاء كيس النوم... لأشعر بأنفاس على رأسي سحقاً لمن كان السبب... رفعت الغطاء وأنا اصرخ بتذمر "ماذا؟ ماذا؟ ما الموضوع الهام الذي توقظينني من اجله؟!!"
لتزفر هيونا بملل "اووه جيني.. ارجوك.. احكي لي ما حدث بالأمس... أكاد اموت من الفضول.. لم استطع النوم وانا افكر بما قد حدث"
نظرت بغضب.. لأحمل الغطاء وادفن نفسي به مجدداً.. لكن هيونا لا تيأس... هل ركبت عليي!؟؟؟اه سأجن" أأأأأ هيونا انزلي من على ظهري.. هيونااااا"
لتضحك بسخرية وهي تحتضنني" لا لا لا لن انهض حتى تروي لي ما حصل بالأمس "
استسلمت امام ازعاجها لارميها جانباً" حسناً سأتحدث فقط اغلقي فمك الثرثار ولا تقاطعيني حتى انتهي" ...
رويت لها ما حدث بالتفصيل لتقفز وتحتضنني... هي مختلة هذا أمر مؤكد لكن ما الذي يدفعني للبقاء مع مختلة مثلها..... الامر أنني احبها وأرى الجانب الجيد منها.... صرختْ بفرح" اووووه جيني عزيزتي يتنازع عليها أفضل الرجال... لكِ الفخر بذلك عزيزتي"
قالتها لأدفعها من جبينها "ليسو أفضل الرجال... ينطبق هذا على سيهون لكن تشانيول لا اعتقد ذلك"
ضحكت بخفة لتضرب ذراعي ممازحة "احسدك يا فتاة" نظرت لها بطرف عيني بسخط... حقاً تحسدني وهي أكثر شخص في هذا العالم يعلم مقدار تعاستي... أأه...
نهضنا الاغتسال وتناول الفطور... بعدها بدأ الجميع بالتجهز لحرب الدهان والحمدلله بفضل غبيان تمت معاقبتي وحُرمت منها.... جلست متّلحفة بمعطفي مكتفة الأيدي فوق أحد الكراسي بانتظار خروج الجميع لأبدا بتنظيف الأطباق.. مؤكد لن احتمل غلاظة احد فوق رأسي وانا بحالة عقاب..... كنت سارحة اجوب في عالم أفكاري الخاص لدرجة انني لم انتبه لجلوس تشان على يساري وسيهون على يميني..كلاهما تملأ الخدوش والكدمات وجيههما.. شكلهما تماماً كافراد عصابة...يذكرونني بالاختيار بينهما كلما نسيت امر ذلك وقررت عيش حياتي وحيدة.... في الحقيقة كلما انفرد باحداهما ينسيني الاخر.... اللعنة على المشاعر.. فاض كيلي بألمها الحارق....صمت بيننا ثلاثتنا يخترقه صوت تنفسنا....
ذهب الجميع واقفهر المخيم... هدوء تام تماماً كهدوء الليل... يبدو أن الجميع كان بانتظار هذا اليوم...
وقفت لاتوجه إلى المغاسل خلف مكان جلوسي.. رفعت عن يدي لألامس الماء.. رعشة سرت إلى جسدي.. صاقعة.... سحبت يدي بسرعة لاتنهد وأبدأ بالغسيل..... سمعت صوت تحرك الكراسي لابتسم أخيراً قرر أحدهما مساعدتي.... لكن سحقاً!!!! التفتت لأرى أن كل منهما ادار كرسيه باتجاهي وعدّل جلسته أحدهما مكتف الايدي والآخر يدس يداه في جيوبه وينظران الي... احرجتني نظراتهما.. اشعر بوجنتاي تحترقان... تحمحمت لاصرخ بهما "ما بكما؟ اتنوينان على البقاء كهذا حتى المساء..؟؟ هيا تعاليا وساعداني"
ليجيب تشانيول بابتسامة "أفضل مراقبتك على العمل... هذا ممتع"
ليسخر منه سيهون بعدها "اوو حقاً!!! ما رأيك بتسجيل صوت يصل ليونغ... أضمن أنها ستقوم بصفعك.... تبدو فكرة جيدة"
ليشخر تشانيول "كخخخخ. اخرس صغيري... هذا الموضوع أكبر من حجمك"
ليضحك سيهون ويشمئز" يبدو أن وجهك الجميل قد أشتاق للكدمات التي اسببها... رغم مرور الأمس فحسب"
لأصرخ بهما مكتفة الأيدي" أنتمااا... توقفا لن تعيدا الكرة مرة أخرى... لن يجرأ أحدكما على ضرب الآخر إذا كنتما حقاً تحترمان وجودي"
أنزلنا رأسيهما متأسفين" أسف جيني"
هه يعتذران مني هه أشعر وكأنهما أطفال صغار....

لم نعد مثلما كناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن