(١٧) قلمي

179 10 10
                                    

قلمي
قلمي أشكوا إليك ما أُلاقي
فإن لي عندك بلسماً و ترياقي
أشكوا إليك ما أُلاقي
فدُنيتى دائماً تسعى لجعلي أُعاني
كُلما فتحت لي باباً أقفلتة في وجهي بِكل قسوةً و عِناديِ
وكُلما قدمت لى جميلاً أخذته مني أو حولته لها كأنه شئ عادي
تُسعدني لحظهً و ترجع فتوجعني و كأنها لى جلّادي و سجّاني
لا أفهمها أبداً و هى لا تُحاول فهمي تُحاول عِنادي و إلامي
قلمي أشكوا إليك ما أُلاقي
فإن لى عِندك بلسماً و ترياقي
تمدحُنى فأقبِل عليها بقلبٍ يهفو من شدة الأماني
و ترجع و تهجوني فلا أستطيع منها الهرب و النسيانِ
تعطى لى بيدها كل حُبِ و حنانِ
و تأخُذه مني و كأنها لم تُعطي لى شيئاً سوى ألمٍ و أسوء المعاني
تُفرحني قليلاَ قليلاَ حتى لا أرجوا أن تنتهي الثواني
تُحزِنُني كثيراً كثيراً حتى أتمنى إنني لم أُخلق و لا يكون هذا مكاني
قلمي أشكوا إليك ما أُلاقي
فإن لى عِندك بلسماً و ترياقي
آلمت قلبي كثيراً و كأنه لها لُعبهً و قامت بِطعنهِ حتى نزف أمامي
كسرت الفؤاد مرةَ بعد مرة و كأنها من بيدها طمس كل المعاني
أبكت العين التي طالما نظرت لها بِحُبٍ و عشقٍ و كل الأماني
أحزنت عقلا طالما أحس بحبها و جمع لها كل الأسامي
قلمي أشكوا إليك ما أُلاقي
فإن لى عِندك بلسماً و ترياقي
أمنتُ لها و جعلتها لى صديقةَ و لكني أنا من كُنتُ أحلم بِحلمٍ كان رَسمه بخيالي و أحلامي
أعطيتها حباً و حناناً ولكنها تلاعبت بى حتى أوجعتني ضرباً مُبرحاً أضناني
تعاملت معها بقلبٍ صافى و لكنها قابلتني بكثرة التلوث و الآثامي
تعاملت معها بطيبةٍ و لكنها قابلتي بقسوةٍ و نُكراني و خِذياني
قلمي أشكوا إليك ما أُلاقي
فإن لي عِندك بلسمٍ و ترياقي
قلمي أنت لى صديقاً لم يُبرح أبداً مكاني
حين أسعد أجري إليك فأجدك تأخذني بالأحضاني
حين أحزن أجِدُك بجانبي تقوم بمواساتي و جُبراني
حين أبكى تمسح عني دموعى و تحمل عني أحزاني
حين أبتسم ترقص و تبتهج كأنك تفرح لفرحي و تبتسم أمامي
حين أُحب تُدون كل أشواقي و أشجاني
حين أنكسر تحملُنى و تقيمُني من تاني
قلمي أشكوا إليك ما أُلاقي
فإن لي عندك بلسماً و ترياقي
أُخبئ نفسي بين الورق و الأقلامِ
فهم أصدقائي الذين إصطفيتهم من بين الأنامِ
وأنت لي من أعشق و من يُداويني من جروحي و الآمي
فأنت من سميتهُ بتوأمي فلا تهجُرنى و تتركني كما تركتني الأماني
فدُنيتي جميله و لكنها لا تشعُر بما بي و دائماً ما تغفو عني و تزيدني من الملامِ
تقوم فتُسعدني لحظات ثم ترجِع فتُبكيني ساعاتٍ طويلةً و ثواني
قلمي أشكوا إليك ما أُلاقي
فإن لي عِندك بلسماً و ترياقي

أوراق و قلم✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن