✯. آداب قضاء الحاجة .✯

132 8 0
                                    

آداب قضاء الحاجة
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (نزلتْ في أهل قُبَاء: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين} [التوبة:108]. كانوا يستنجون بالماء ، فنزلت فيهم الآية [أبو داود والترمذي
وابن ماجه].
***
قيل لسلمان الفارسي -رضي الله عنه- قد علمكم نبيكم كل شيء حتى الخراءة (قضاء الحاجة) [مسلم]. فما أعظم هذا الدين! ما ترك شيئًا -ولو صغيرًا- إلا دلَّ المسلمين عليه ، ومن الآداب التي يحرص عليها المسلم في قضاء حاجته:
قـضاء الحاجة في المكان المخصص: المسلم يجتنب قضاء الحاجة والتبول في موارد الماء ، أو في مكان تجمع الناس أو في ظلهم ، أو في الطرقات أو الشوارع على مرأى من الناس.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اتقوا اللَّعَّانين). قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: (الذي يتخلَّى (يقضي حاجته) في طريق الناس أو في ظلهم [مسلم].
الدخول بالرِّجل اليسرى والخروج بالرِّجل اليمنى: الخلاء أو دورة المياه مكان توجد فيه النجاسات ، لذلك فالمسلم يدخل إليه برجله اليسرى ، ويخرج برجله اليمنى.
الدعاء قبل الدخول: يقول: (بسم الله. اللهم إني أعوذ بك من الخُبْث والخبائث [النسائي]. أي أتحصن وأعتصم بالله من ذكور الشياطين وإناثهم.
عدم اصطحاب شيء فيه ذكر الله: المسلم لا يدخل الخلاء ومعه مصحف أو شيء فيه ذكر اسم الله ، إلا إذا كان لا يأمن عليه عند تركه بالخارج؛ وقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم خاتم منقوش فيه: محمد رسول الله.. وكان إذا دخل الخلاء وضع خاتمه. [أبوداود].
عدم التحدث أثناء قضاء الحاجة: فقد مر رجل على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يبول ، فسَلَّم عليه فلم يرد عليه. [مسلم]. ويكره أن يجتمع اثنان على قضاء الحاجة ويتحدثان ، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الله يكره
ذلك.
التعجل في الخروج بعد قضاء الحاجة: فإن أتم المسلم قضاء حاجته ، فعليه ألا يطيل المقام في الخلاء ، ويخرج سريعًا.
عدم الإسراف في المياه: فالإسراف في كل شيءٍ مذموم ، قال تعالى: {ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} [الأعراف: 31].
استخدام اليد اليسرى: قال صلى الله عليه وسلم: (إذا بال أحدكم فلا يأخذنَّ ذكره بيمينه ، ولا يستنجى بيمينه [متفق عليه].
عدم استقبال القبلة أو استدبارها: قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ببول ولا غائط لكن شرقوا أو غربوا [مسلم].
أما إذا كان في البناء كدورات المياه الحالية ، فقد أجاز بعض الأئمة له ذلك.
التستر: إذا كان المسلم على سفر أو كان في أرض ليس بها مكانٌ مخصصٌ لقضاء الحاجة ، فله أن يقضيها بعيدًا عن أعين الناس ، مع مراعاة التستر ، ولا يكشف من عورته إلا ما يحتاج إليه لقضاء حاجته ، فعن جابر -رضي الله عنه- قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتي البَرَازَ (مكان قضاء الحاجة) حتى يتغيب (يختفي) فلا يرَى. [ابن ماجه].
ومَرَّ صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال: (إنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير: أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة.
[متفق عليه].
الاستنجاء: وهو تنظيف محل البول أو البراز بالماء أو الحجارة ، وقد مدح
الله -سبحانه- الصحابة -رضوان الله عليهم- لاستنجائهم بالماء ، فقال تعالى: {فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين} [التوبة: 108].
الاستجمار: وهو استخدام ثلاثة أحجار في إزالة النجاسة ، وذلك عند عدم وجود الماء ، ويمكن استخدام المناديل الورقية ، أو ما يحل محلها.
عدم التبول في مهب الريح: لئلا ترتد إليه النجاسة.
عدم التبول في الماء الراكد: فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البول في الماء الراكد. [النسائي].
عدم التبول في جحر: خشية أن تصيبه حشرة أو أذى.
الجلوس عند التبول: الجلوس أثناء التبول أفضل من الوقوف حتى لا يعود رذاذ البول عليه ، فتصيبه النجاسة ، فإن تأكد من عدم رجوعه عليه يمكن له أن يبول واقفًا.
غسل الأيدي وتنظيفها: المسلم يحرص على غسل يديه بالماء والصابون بعد قضاء حاجته.
الدعاء عند الخروج: فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من الغائط قال: (غفرانك) [أبوداود]. وكان يقول: (الحمد لله الذي أذهب عني الأذى وعافاني) [ابن ماجه].
الوضوء: كان بلال بن رباح -رضي الله عنه- يتوضأ بعد أن يقضي حاجته ويصلي ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (يا بلال ، حدثني بأرجى عمل عملتَه في الإسلام ، فإني سمعت دَفَّ نعليك بين يدي في الجنة (أي: اذكر لي أفضل عمل عملتهَ؛ لأنني سمعت صوت أقدامك في الجنة في رؤيا رأيتها بالأمس). قال بلال: ما عملت عملا أرجى عندي من أني لم أتطهر طهورًا في ساعة من ليل أو نهار إلا صليتُ بذلك الطهور ما كُتِبَ لي أن أصلي. [متفق عليه].

كن مع الله 6 (آداب إسلامية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن