✯. آداب الدعوة .✯

173 9 0
                                    

آداب الدعوة
كان هناك غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم ، فمرض الغلام يومًا فذهب إليه النبي صلى الله عليه وسلم يزوره ، فقعد عند رأسه ، وقال له: (أسلم). فنظر الغلام إلى أبيه ، فقال له أبوه: أطع أبا القاسم. فأسرع الغلام قائلا: أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله. فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فرحًا مسرورًا بإسلام الغلام ، وهو يقول: (الحمد لله الذي أنقذه بي من النار) [البخاري].
***
أمر الله -عز وجل- المسلمين بالدعوة إلى الإيمان به وعبادته ، فقال سبحانه: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} [آل عمران: 104].
وقال الله تعالى مبينًا فضل الدعوة إليه: {ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحًا وقال إنني من المسلمين} [فصلت: 33].
وقال صلى الله عليه وسلم: (من دلَّ على خير فله مثل أجر فاعله) [مسلم].
وللدعوة إلى الله آداب يتحلى بها المسلم ، منها:
إخلاص النية: الإخلاص هو السر في نجاح الداعي إلى الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات ، وإنما لكل امرئ ما نوى) [متفق عليه].
الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة: المسلم -في دعوته غيره- يستخدم الكلمة الطيبة ، ويبتعد عن الفحش والتفحش ، قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} [_النحل: 125].
الفهم الجيد للدين: لا بد أن يكون الداعي إلى الله على علم بأحكام الدين ، ولكي يتحقق له ذلك فيستحب له حفظ القرآن الكريم ، ومن أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم قدر ما يستطيع حتى يستدل بها في دعوته ، يقول تعالى: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني} [يوسف: 108].
القدوة الحسنة: الداعي قدوة لغيره ، ولذلك عليه أن يحرص على العمل بما يعلم ، وأن يتخلق بما يدعو إليه وإلا كان ممن قال الله فيهم: {أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون} [البقرة: 44].
واحذر أن تكون ممن قال الشاعر فيهم:
يا أيهَــا الرَّجُــُل المعـلِّـمُ غَيـرَه
هـَلا لِنَفسـِـكَ كـَانَ ذَا التَّعْلِـــيم
فلابد أن يكون الداعي طيب الأخلاق ، حسن السيرة. وقد جاء رجل إلى السيدة عائشة -رضي الله عنها- فسألها: ماذا كان خلق رسول الله؟ فقالت: كان خلقه القرآن [مسلم]. أي أنه صلى الله عليه وسلم كان يتصف بكل صفات الخير التي يدعو الناس للتمسك بها من خلال آيات القرآن الكريم والسنة النبوية.
وليحذر الداعي من الانسياق في المعاصي مع الناس ، ويبتعد عن مواضع التهم والشبهات ، قال صلى الله عليه وسلم: (.. فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى ، يوشك أن يرتع فيه ، ألا وإن لكل مَلِك حِمَى ، ألا وإن حِمَى الله محارمه) [مسلم].
البعد عن مواضع الخلافات: الداعي يبتعد عن مواضع الخلاف ما وسعه ذلك ، فيتحدث إلى الناس في الأمور المتفق عليها ، حتى لا يتعرض للدخول في جدال لا طائل تحته ، أو لرياء يُذهب ثواب عمله.
البدء بالأهم: الداعي إلى الله يتدرج في دعوة الناس ، فيدعوهم إلى الفرائض قبل السنن ، ويدعوهم إلى الأمور الواجبة قبل الأمور المستحبة.
بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى أهل اليمن ، فقال له: (إنك تقدم على قوم أهل كتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله -عز وجل- فإذا عرفوا الله ، فأخبرهم أن الله فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم ، فإذا فعلوا ، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تُؤْخذ من أغنيائهم ، فَتُردُّ على فقرائهم ، فإذا أطاعوا بها فخذ منهم وتوقَّ كرائم أموالهم (لا تأخذ أفضلها عندما تجمع زكاة أموالهم) [مسلم].
الرفق واللين: المسلم يدعو غيره بالرفق واللين ، قال تعالى: {ولو كنتم فظًا غليظًا لانفضوا من حولك} [آل عمران: 159] وقال صلى الله عليه وسلم: (إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، ولا ينـزع من شيء إلا شانه) [مسلم وأبو داود].
الذكاء والفطـنة: المسلم ذكي وفطن ، يعرف كيف يدعو الناس إلى الله ، وكيف يتحدث إليهم ويقنعهم ، وهو دائمًا يختار الوقت المناسب لدعوته.
فهم شخصية المدعوّ: الداعي إلى الله لابد أن يكون بصيرًا عارفًا بمن يدعوه فيتفهم شخصيته ، ويحسن الطريقة التي يدعوه بها ، وما يناسب شخصًا قد لا يناسب شخصًا آخر. ومن الأفضل للداعي أن يعرف شيئًا عن ظروف المدعو الاجتماعية.
مخاطبة الناس على قدر عقولهم: المسلم إذا دعا غيره كان عليه أن يراعي حاله ومستواه ، فمن الناس من يناسبه الكلام الفصيح ، ومنهم من يناسبه الكلام البسيط المفهوم ، قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: (حدِّثوا الناس بما يعرفون ، أتحبون أن يكذَّب الله ورسوله) [البخاري].
البدء بدعوة الأهل والأقارب: المسلم يبدأ بدعوة أهله وأقاربه ، قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارًا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} [التحريم: 6]. ويقول تعالى: {وأنذر عشيرتك الأقربين}. [الشعراء: 214]. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ابدأ بمن تعول) [الطبراني].
عدم اليأس: الداعي إلى الله لا ييأس إذا صادف رفضًا ممن يدعوه ، فعليه أن يدعو ويترك أمر الهداية إلى الله ، قال تعالى: {إنك لا تهدي من أحببت والله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين} [القصص: 56].

**النهاية**

⭐رأيك بالكتاب ؟

⭐هل أفادك ؟

⭐منشن لأشخاص تظن أنه قد يعجبهم الكتاب لكي تعم الفائدة.

⭐إذا أردت كتبا دينية و مفيدة كهذا الكتاب فلتتابع حسابي و ستجد فيه كتبا كثيرة دينية مفيدة .

🎉 لقد انتهيت من قراءة كن مع الله 6 (آداب إسلامية) 🎉
كن مع الله 6 (آداب إسلامية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن