الجزء الرابع

567 24 3
                                    


تقلب جونثان في سريره بضيق وهو يحس بنفسه على وشك الاختناق لدقيقة قبل أن ينهض بفزع وهو يلهث فيما كان جسده بأكمله يقطر عرقا، رفع يده ليمسح رقبته وهو يحاول تنظيم أنفاسه لدقيقة حتى هدأ، أزال الغطاء عنه لينهض عن السرير ووجه نظره نحو السرير المجاور ولكنه لم يجد ألكسندر عليه فقال باستغراب

-أين هو يا ترى؟

سلك طريقه للخارج حيث وقف يدير نظره حوله في المكان الفارغ الذي سيطر الظلام عليه مما رسم الشك على ملامح وجهه فقال

-لِم يراودني شعور سيء؟

وتقدم للأمام ولكنه توقف أمام الضفة حين شاهد ناي ألكسندر ملقى عليها وهو محطم لنصفين، أمسك الشاب الناي المحطم ليحدق به بدهشة قائلا

-يا إلهي ألك

واعتدل في وقفته لينظر حوله بتوتر محدثا نفسه

-يا إلهي أين هو؟ وما الذي حدث هنا؟

ولكن اسما واحدا انبثق في رأسه مما رسم الحدة على ملامحه ليقول

-روي

وأسرع يجري نحو الغابة حتى ابتلعه ظلامها.

فتح ألكسندر عينيه ببطء وهو يشعر بالدوار الشديد يعصف برأسه فيما بدت الصورة أمامه مشوشة وغير واضحة، حاول أن يحرك نفسه ولكنه شعر بيديه مثبتتين مكانهما بقوة كبيرة فيما شيء يضغط على معصميه بألم، استجمع قوته لدقيقة وهو يشعر بالدنيا تدور به ليفتح عينيه حيث شاهد أمامه ذلك السقف الأبيض الوهاج، أخذ نفسا عميقا ليستجمع قوته وينظر حوله حيث شاهد نفسه في تلك الحجرة المربعة المصنوعة من الحجر الأبيض وهو ممدد على سرير حجري وسطها فيما يديه مقيدتان بالحبال لأعلى السرير تماما كما كانت قدميه مقيدتان بالحبال لأسفله، نظر للسقف فوقه بتعب، لقد فشلت ليلة البارحة في الوقوف بوجه سارس بشكل كامل، حتى أنني لم أتمكن من الإفلات منه لطلب المساعدة، يا إلهي ماذا أفعل الآن؟ لقد بدا البارحة متوحشا بشكل لم أعهده من قبل حتى أنني شككت لدقيقة بأنه سارس، تنهد بتعب قبل أن يحول نظره نحو باب الغرفة الذي فتح ليدخل منه سارس، راقبه الشاب بصمت وحذر فيما تقدم هو ليقف بجانبه قائلا بهدوء

-لا تبدو مرتاحا يا صديقي

رمقه ألكسندر بحذر ليقول

-ما الذي تريده مني؟

-ماذا تعتقد أنت؟

-لو أنك أردت أخذ روحي لفعلت ذلك بجانب النهر ولم تتكلف عناء إحضاري إلى هنا يا سارس، لذا هلا أخبرتني

فتنهد الشاب بتعب وقال

-يبدو أن الحظ السيء قد قرر ألا يجعلك من نصيبي للوقت الحالي

الانسان المحرمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن