الجزء الخامس عشر

279 15 5
                                    


فتح ألكسندر عينيه ببطء وهو يحس بثقل جسده بالكامل، أدار نظره حوله ليجد نفسه في سريره، بدت الصورة أمامه مشوشة فاستغرق عدة دقائق حتى تمكن من استعادة السيطرة على نفسه، اعتدل في جلسته ليدير نظره حوله باستغراب قائلا

-ما الذي حدث بالضبط؟

ونهض عن السرير ليحس بالدوار يدق رأسه بقوة فأسند جسده للحائط دقيقة حتى تمكن من تمالك نفسه، أخذ نفس عميقا وتقدم ليخرج من الغرفة حيث سلك طريقه نحو الباب، وما أن هم بالخروج من الكوخ حتى تجمد مكانه والذهول يعتلي وجهه، فنظره استقر على فريقه السابق والذي جلس أعضاءه الخمسة في دائرة بجوار النهر وهم يلعبون لعبة الحقيقة فيما كانت لوسي جالسة بجوارهم تراقبهم بملل، حدق الشاب بالمشهد الذي استقر أمام عينيه ليقول بصدمة

-مستحيل

رفعت لوسي نظرها نحو الكوخ ليستقر على سيدها مما رسم السرور على وجهها لتزأر بقوة فهز ألكسندر يديه مانعا إياها من ذلك ولكنها كانت أسبق منه، حركتها المفاجئة هذه دفعت بالشبان ليلتفتوا نحو مصدر سرورها لتستقر أعينهم على ألكسندر الذي اعتلى الرعب وجهه، نهض الشبان عن الأرض ليقول باتريك

-ها قد صحوت يا ألكسندر

وتقدموا نحوه ليدخل ألكسندر إلى المنزل مغلقا الباب خلفه بقوة فقال سارس باستغراب

-أهذا يعتبر ترحيبا أم طردا؟

فقال روي وهو يغلي من الغضب

-في كلتا الحالتين سأقلته

وتقدم نحو الكوخ برفقة الشبان ليطرق الباب بقوة بيديه الاثنتين وهو يصرخ

-ألكسندر أيها الوغد الحقير عديم الفائدة افتح هذا الباب، افتح هذا الباب أيها المغفل المعتوه

راقب الشبان هذه الثورة بخيبة ليقول جونثان

-إن من حقه أن يغلق الباب في وجهنا ما دام أمثال هذا معنا

هذه الجملة دفعت بروي ليرميه بنظرات حاقدة فيما تقدمت ريم لتقف أمام الباب قائلة

-ألكسندر

حافظ الشاب على صمته وهو يقف مستندا إلى الباب المغلق خلفه مستمعا للفتاة التي تابعت الكلام

-افتح الباب يا ألكسندر إننا بحاجة لمحادثتك

راقبت ريم الباب الذي بقي على حاله دون أن يتحرك فعادت لتقول

-لا داعي للاختباء يا ألك فنحن لسنا أعداءك

وعند هذا تولى سارس الكلام

-إننا لسنا هنا للشجار معك ألكسندر فالشيء الوحيد الذي أتى بنا هو رغبتنا بمساعدتك، لقد كدت تموت بين يدي ريلينا وأتباعها، هذا هو ما أعادنا إلى سيريانا رغم أنها آخر مكان قد يفكر المرء بالدخول إليه

الانسان المحرمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن