تجاوز روني الرواق حتى توقف في نهايته ليدخل إلى مكتبه الخاص، تقدم ليجلس على المكتب ورفع نظره للأمام حيث بدت أمامه تلك الفتاة فقال
-ما الأخبار آنا؟
فأجابت الفتاة بهدوء
-إنها أكثر من جيدة يا سيدي
-يبدو أنكِ تحملين إلي أخبارا جيدة هيا أسمعيني
-لقد تمكنت من الحصول على معلومات مؤكدة من قلب مقر الرايجر الرئيسي، والشيء الذي لا يمكن أن تصدقه هو أن هناك من يمكنه قتل الرايجر
هذه الكلمات دفعت بالدهشة لتعتلي وجه الشاب الذي قال
-ماذا؟
-أجل، يتواجد في القصر حاليا بشري يدعى ألكسندر تونيار ولسبب ما لم أعلمه فهذا الشاب لديه القدرة على قتل الرايجر وفي المقابل هؤلاء لا يمكنهم قتله أو حتى مسه بأذى
-أتمزحين يا آنا؟
طرح الشاب هذا السؤال بحذر لتقول الفتاة بلوم
-وهل هذه أمور يمزح المرء بها يا سيدي؟
-إذن تريدين القول أن هناك من يمكنه قتل فرد من الرايجر وفي الوقت نفسه لا يمكن للرايجر أن يقتلوه
-بالضبط
-ولكن كيف؟ هذا مستحيل يا آنا
-لست أدري هذا ما سمعته، وتفيد مصادري بأن الشاب مسجون الآن في القصر تحت حراسة مشددة
قلت روني هذه الكلمات داخل عقله بذهول، بشري؟ ويمكنه قتل الرايجر؟ لا بد أن هذه معجزة ما، فما أعرفه بوضوح أن الرايجر لا يقتلون، ولكن أن يأتي بشري ليقتلهم؟، كيف؟ كيف يمكن لهذا أن يحدث بحق الجحيم؟ كيف؟، رفع الشاب نظره نحو مساعدته التي بقيت واقفة مكانها تنتظر الأوامر ليقول
-أريد أن تكثفي جهودكِ آنا، يجب أن أعلم كل شيء يحدث داخل ذلك القصر بكل تفاصيله، مهما كان صغيرا ومهما كان كبيرا، لا أريد لشيء أن يفوتني واضح؟
-حاضر سيدي
واتجهت لتغادر المكتب فيما بقي الشاب جالسا مكانه وهو يقلب هذه الكلمات في رأسه، أيمكن أنه وبعد آلاف السنين هذه قد يوجد شيء قادر على قتل فرد من الرايجر؟.
ساد الصمت على كل ناحية من تلك الزنزانة الصغيرة التي استقرت في قبو القصر حيث جلس ألكسندر على الأرض مسندا جسده للحائط خلفه وهو يضم قدميه لصدره فيما كانت عينيه تائهتين في السواد المحيط به، فداخل عقله تتقاذف ثلاث أفكار بعضهم البعض بشكل سيء مسببا صداعا فظيعا له، فما الذي حل بجونثان أولا؟ وما الذي لا يزال يبقيه هنا ثانيا؟ والكيفية التي سيستعيد بها كرامته التي هدرت على أرضية هذا المكان، إن الشيء الوحيد الذي يذكره هو تلك الكلمات الغريبة التي تفوه به سايمون بأنه لن يغادر المكان، ما الشيء الذي قد يدفع بهؤلاء لإبقائه هنا؟، ارتفع صوت دوارن قفل الباب شادا الشاب من أفكاره ليرفع عينيه نحو الباب الذي فتح والذي وقف امامه كل من دانيال وسايمون وآندرو، راقب الشاب سجانيه الثلاثة دون ذرة ارتباك أو خوف واحدة، فتلك المشاعر بعدم الخوف والتحدي ما زالت تملأ صدره وتنبض داخله بقوة كبيرة، صحيح أنه تنازل عنها لجونثان ولكن صديقه الآن في مكان آخر بعيدا عن ميدان المواجهة كما يأمل، حافظ الشاب على هدوئه فيما استند دانيال للحائط خلفه منتظرا مشاهدة ما سيحدث أمامه، تقدم سايمون خطوة نحو الشاب ليقول
أنت تقرأ
الانسان المحرم
Fantasyتدور أحداث الرواية حول النبيل جونثان آندرياس الذي يعتبر الابن الضال لأثرى عائلات مصاص الدماء وأنبلهم, سيرسل به جده الأكبر إلى الغابة السحرية ليعلمه حقيقة الانضباط والالتزم, هناك سيقابل ضحيته وعدوه الأكبر البشري ألكسندر رواية خيالية فانتازية تدور في...