الجزء الحادي عشر

386 17 0
                                    

هذا ما كان يحدث في أعلى القلعة أما في أسفلها وتحديدا داخل السجن الذي وضع أسفل الأرض في رواق طويل سيطر عليه الظلام الدامي والرطوبة القاتلة التي جعلت رائحة العفن تسيطر على كل ناحية من الأحجار القديمة التي لم ترى النور ولم تستنشق الهواء النقي منذ سنوات طوال، داخل إحدى زنازين الرواق العشرة والذي لم يتجاوز عرضها الخمسة أمتار بباب حديدي من الصلب دون أي منفذ جلست ريم برفقة روي وسارس والصمت يخيم على ثلاثتهم، فكل واحد منهم يفكر فيما سيحصل له الآن وبخطط جيفرس المستقبلية وبالدور الذي سيلعبه جونثان فيه، صحيح أنهم لم يتواجدوا هنا إلا من يومين فقط إلا أن الأمور بدت اوضحة لهم جميعا، فجيفرس يريد التخلص من العائلات الحاكمة بدأ بالامراء ومن ثم الملوك ويتبع ذلك التخلص من السياسيين والعسكريين الموالين لهم وهو ما سيعني تمهيد الطريق وزرعها بالورود له من أجل ارتقاء عروش هذه الممالك ودمجها جميعا في مملكة واحدة، وليفعل ذلك عليه ان يقتل الأمراء وهو ما سيحدث قريبا جدا حسب ما قال، فهم منذ وصلوا إلى هنا محجوزين داخل هذه الزنزانة فيما يقبع الأمراء في الزنزانة المقابلة لهم دون أن يتمكنوا من التواصل معهم أو حتى معرفة ما يحدث معهم، عدا عن هذا فجونثان هو قضية أخرى هنا، جيفرس كما يبدو مصر على الانتقام منه لأنه ببساطة أخل بالعهد الذي قطعه له يوم قدم الدواء الشافي لألكسندر ، فجوان قد اعترف لهم بأنه قد وافق على مساعدة يونايتد في عمليتها القادمة مقابل تقديم الدواء ولكنه الآن لا يستطيع أن يفعل هذا لأنه ببساطة قد أقسم على حياة آنجيلا أمام ألكسندر ألا يقوم بأي عمل يطلبه جيفرس منه حتى لو كان الثمن هو قتل ألكسندر ، والجميع يعرف مدى إلزامية القسم الذي يقوم به مصاصي الدماء، وهو ما جعل ما بدا في قاعة الحفل منطقي جدا عندما أصر جونثان على جهله بكلام روبي حتى عندما كانت تلك الفتاة تعذب ألكسندر أمامه وعلى مرآ منه، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو إلى متى سيظل جونثان قادرا على الالتزام بهذا القسم؟، تحرك مفتاح باب الزنزانة في القفل الصدئ مما دفع بأنظار الشبان للثبات عليه حين دخل جونثان فيما عاود الحراس إغلاق الباب، تقدم الشاب ليجلس على الأرض مسندا ظهره للحائظ خلفه فيما قال روي

-هل من جديد؟

هز الشاب رأسه نفيا فيما تنهد سارس بتعب ليقول

-يا إلهي

أما ريم فحافظت على صمتها وهي تجيل أنظارها بين رفاقها الثلاثة، لا بد لهم أن يجدوا طريقة للخروج من هنا مهما كلفهم هذا من ثمن لذا قالت

-لا يمكن لنا أن نبقى هنا

رفع الثلاثة عيونهم نحوها لتتابع هي الكلام

-علينا أن نجد طريقة للمغادرة وإنقاذ الأمراء

وهنا قال جونثان بتعب

-لا توجد طريقة يا ريم

رمقته الفتاة باستنكار لتقول

-أأنت واثق أنك جونثان آندرياس الذي أعرفه؟

الانسان المحرمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن