الجزء الخامس

586 25 1
                                    

وقف جونثان أمام النهر وهو يحدق في سطحه الذي عكس النجوم المتلألئة فوقه بحيرة، ماذا علي أن افعل الآن؟ إن كلام روي صحيح مهما حاولت أن أقنع نفسي بأنه خاطئ وعلي الآن أن أحدد ما سأفعله فلا يمكنني البقاء هنا بمفردي فهذا بلا ريب سيصيبني بالجنون الأبدي، يا إلهي ما العمل الآن؟

-لم تبدو شاردا هكذا؟

التفت جونثان لطيف آندرياس الأول الذي وقف خلفه فقال بسخرية

-لم تظهر منذ فترة طويلة يا سيدي؟

فقال الرجل باستمتاع

-وهل اشتقت لي؟

رمقه جونثان بملل ليقول

-تابع الحلم

تقدم الرجل ليقف بجانبه قائلا

-بم تفكر؟

فتنهد الشاب بتعب وأعاد نظره للنهر قائلا

-أنت تعلم جيدا

-ألكسندر

-لم يعد حتى الآن وبدأت أقتنع أنه لا يريد العودة إلى هنا بعد أن عثر على الفرصة المناسبة للعودة

-وهل تلومه على هذا؟

فقال بهدوء

-إن كنت تريد الصدق لا، إنه يستحق الراحة بعد كل ما عاناه هنا، ثم لنكن واقعيين أنا لم أظهر له جدية عرضي بإعادته لمملكته

-هل تريد فعل ذلك حقا؟

-أجل أريد لقد وعدته بهذا ثم إنني أحس بشيء غريب يجبرني على فعل هذا

ورفع نظره نحو طيف جده الأول ليقول

-أهذا غريب؟ أم أنني قد بدأت أصاب بالجنون؟

فقال الرجل بابتسامة هادئة

-بل لقد بدأت تعيد نفسك لرشدك

فتنهد بتعب وقال

-ولكن هذا جاء متأخرا فهو قد عاد لموطنه

-كلا

رمقه الشاب باستفهام فتقدم آندرياس نحو النهر ليلمس سطحه بيده فتحركت أمواجه بهدوء مشكلة صورة دائرية على سطحه عليها صورة ألكسندر الذي كان يسير بين الأشجار التعب يملأ وجهه فيما ملأت الدماء والجراح جسده، حدق جونثان بالصورة أمامه بدهشة ليقول

-هل عاد حقا؟

-ألم يعدك بذلك؟

-أنا

اعتدل الرجل في وقفته لينظر إليه قائلا

-عليك أن تذهب لمساعدته

-كيف؟

-هكذا

ورفع يده ليفرقع إصبعيه مخفيا إياه من المكان وابتسامة رضى بادية على ملامحه.

الانسان المحرمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن