الجزء السادس عشر

342 12 1
                                    


خرج كونر من بين الأشجار ليقف أمام سيدته التي كانت جالسة على الأرض مسندة ظهرها لجذع الشجرة خلفها، تقدم نحوها ليجثو بجوارها فنظرت إليه لتبتسم قائلة

-مرحب يا فتى

وضع الحصان رأسه في حجرها لتمسد سلينا شعره وهي تقلب أحداث الأيام الماضية في عقلها، لم أكن أتوقع أنني سأفقتد أحدا ما كما أفتقد ألكسندر ، علي أن أعترف أنني مجنونة نوعا ما، بل إن هذا أكيد بلا شك، من في موقفي عليها أن تكون سعيدة لأنها قد تخلصت من مشكلة كبيرة كانت تهدد بإنهاء أمرها للأبد وها أنا بدل ذلك أتحسر على الوقت الذي كنت أقضيه برفقته، تنهدت بتعب وهي تداعب شعر كونر بيديها، على الرغم من أن تلك اللعنة سيطرت على تفيكيري بالكامل إلا أنني لم أستسلم لها بالكامل، هذا واضح بلا شك، فقد استمتعت فعلا برفقة ألكسندر ، إنه شاب مسلٍ وكذلك باقي رفاقه، فمتى كانت آخر مرة قضيت فيها وقتا ممتعا كما حدث معهم؟، لم تجب عن السؤال لأنها تعرف إجابته بوضوح، طالما أبقت نفسها داخل هذه الغابة دون أن تسمح لنفسها بالخروج منها، فأصلا خروجها منها لم يكن لديه معنى، فأين من المفترض بها أن تذهب حتى لو خرجت؟ إلى منزلها السابق؟ إن الموت سيكون أكثر سهولة من الدخول إلى ذلك القصر مرة أخرى، أغمضت عينيها لتسند رأسها للجذع خلفها وهي تحاول أن تزيل ما مرت به برفقة قاتلها السابق ورفاقه، ولكن المشكلة الوحيدة هي أنها نفسها لا تريد أن تزيله، فمن فترة لأخرى سيكون من الجميل أن تكسر جو الرتابة الذي تعيش فيه والذي عاشت فيه منذ أن غادرت منزل العائلة

-لا تبدين بحالة جيدة يا أختاه

حافظت سلينا على وضعيتها تلك لبرهة قبل أن تفتح عينيها ببطء هادئ لتستقرا على تلك الشابة التي وقفت أمامها، والتي كانت نسخة كاملة منها دون أن تحتوي إحداهما على مجرد خصلة شعر تفرقهما عن بعض، راقبت سلينا شقيقتها التوأم لتقول

-إلينا

تقدمت الفتاة نحوها لتقف أمامها قائلة

-ما بكِ يا عزيزتي؟

راقبتها سلينا بصمت لتقول

-ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟

وهنا قالت الضيفة بملل

-أنسيتِ أن عملية الإحياء بعد خمسة أيام وأنكِ لا تستطيعين القيام بها دوني

رسمت هذه الجملة الاستهزاء على ملامح سلينا لتقول

-يا لحظي الجيد

فقالت الفتاة بابتسامة مستمتعة

-أليس كذلك؟

نهضت سلينا عن الأرض برفقة كونر ونظرت إلى شقيقتها قائلة

-لا يزال هناك خمسة أيام على موعد العملية إلينا ومن الأفضل لكِ أن تكوني فتاة جيدة

الانسان المحرمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن