10

6.5K 741 304
                                    

- بني، هل عدت ؟

سألت تلك السيدة التي شارف عقدها الخامس على الانتهاء، بينما تخرج من المطبخ متجهة نحو مدخل المنزل فور التقاطها لصوت إغلاق الباب.

على عكس العادة، لم تستقبلها ابتسامة ابنها الأصغر و الذي صار كذلك ابنها الوحيد بعد الحادث، بل هو تجاهلها ليصعد الدرج نحو غرفته.

تتبعت خطاه ففتحت الباب لكنه مغلق، دب الرعب لفؤادها فكيف لابنها إغلاق الباب و هو لا يملك مفتاحا لغرفته خوفا عليه من إيذاء نفسه. حاولت تهدأة نفسها و طرقت الباب بخفة نادهة باسمه لعله يجيب، لكن ظلت هناك لفترة تقدر بالخمس دقائق و ما من مجيب.

نقرت على هاتفها متصلة بالرقم الذي تحفظه عن ظهر قلب، محاولة التغلب على ارتعاش يديها، مطمئنة نفسها أن ابنها تجاوز الهلوسات و لن يؤذي نفسه.

- دكتور، أنا السيدة جيون، جونغكوك يبدو على غير عادته و هو الآن يكمن في حجرته بعد إيصاد بابها، و إني لأخشى أن يقدم على فعل يضر به.

استرسلت فور رد الطرف الآخر على المكالمة بعد رنات قليلة. أغلقت هاتفها بعد أن حصلت إجابة من طبيب ابنها، لتعيد طرق الباب في محاولة بائسة أخرى لجعله يجيبها.

في الطرف الآخر وراء الباب، يجلس ذو الشعر الأسود على سريره، ناظرا لانعكاسه في المرآة، محادثا ذاته الأخرى، تلك التي تكمن في داخله، تتغذى على حزنه و خوفه، على هواجسه، فتضعفه أكثر.

"- إذا جونغكوك ما رأيك بلعب لعبة ؟ قال الصوت بداخله، يتردد صداه في باطن عقل الفتى.

- نعم، ما هي ؟

- فلنقم بإحياء ذكرى قديمة، ما رأيك؟ بنبرة ماكرة قال.

- تقصد مقتل هيونغ.

- أتقصد كيف قمت أنت بقتله، بيديك العاريتين، حينما ألقيته من السطح. أخبرني جونغكوك أتذكر ؟ أتذكر منظر دمائه التي لطخت الأرض التي هوى عليها ؟ تلك الدماء الحمراء المريحة للنظر، الأحمر قد صار لونك الأحمر بعد ذلك أليس كذلك كوكي؟

- أنا لم أقتله ! صرخ بأقصى صوته مرددا نفس الجملة مرات عدة، صافعا وجنتيه و مؤذيا ساعديه بظفره حتى انهمرت بعض الدماء منها.

-اوه جونغكوك هيا، كلانا يعلم أنك فعلت. في الواقع، يونغ دو استحق الموت، هو كان أبله، و من الأفضل للبلهاء أن يموتوا أليس كذلك كوك ؟ همم قانون الأرض لا يحمي البلهاء، لذا لا بأس بالتخلص منهم. أنت لم تخطئ كوك، قتله كان الصواب. دفعه من السطح كان مثاليا، هو كان يترجاك بصوته المزعج لكنك يا صغيري قوي فدفعته، ألا تود فعل الشيء نفسه بأمك، هي لا تصلح لشيء على أي حال، أليس كذلك؟ ألن يكون من الرائع السماع لصراخها المتألم و أنت تشنقها إلى أن تنقطع أنفاسها، ثم تنعم بالهدوء. أتمم ذلك الصوت بداخله، و مع كل كلمة ينطقها صوت صراخ جونغكوك ينخفض، و كأنه يستمع لتهويدة هادئة.

-نعم، فلنفعلها. سأقتلها"

كان ذلك ما تمتم به جونغكوك، ليلقي آخر نظرة على صورته الواقفة أمامه على المرآة، ثم ينفض ذراعيه غير آبه بألمهما ليبعد الأريكة التي استعملها لإغلاق الباب ثم يتجه نحو نحو المطبخ حيث تكمن أمه بعد أن يئست من جعله يخرج.

هو كان يردد ألحان أغنية لطالما استمع إليها جاعلا من أمه أن تستدير ناحيته ثم تبتسم لابنها قائلة.

- أوه بني، هل أنت بخير ؟ لقد أفزعتني.

رسم هو ابتسامة الأرانب البريئة على ثغره قبل أن يهز برأسه إيجابا ثم يتجه نحو والدته التي فتحت ذراعيها منتظرة الشعور بجسد صغيرها يرتد ضد صدرها، ولم تنتظر أبدا أن تتغير نظرة ابنها فجأة فينقض عليها، شادا على عنقها بيديه بشدة جاعلا من التنفس عسيرا عليها.

هي حاولت رده لكن بنيته الجسمية كانت أقوى من ان تتصدى له و حين كانت ستلفظ أنفاسها الأخيرة، ركض شخصان باندفاع نحو المطبخ. السيد جيون، و الذي قد عاد لتوه من العمل، قام بسحب زوجته بينما ابنه قد أخذ بين يدي طبيبه الذي حقنه فورا بإبرة مهدئة كان قد أحضرها معه تحسبا لما قد يتلقاه من ردود فعل من طرف مريضه.

وسط شهقات السيدة جيون و تهدأة زوجها لها، استطاع طبيب جونغكوك، كيم سيوك جين، معرفة ما قد حصل مع مريضه كما قد حضى بحديث هادئ مع هذا الأخير فوق استيقاظه. جونغكوك قد صرح أنه لا يذكر الأحداث المذكورة، و أنه كان "جونغهو" من أقدم على التخلص من أمه.

ليلتها لم يرف جفن للفتى بل أمضاها يبكي بينما يحادث تايهيونغ على الهاتف، مخبرا إياه عن كيف أنه قد خسر حربه مع "جونغهو" هذه المرة أيضا و فوض له امر التحكم به، حتى قد شارف على تحويله لوحش قاتل كاد أن يقتل تلك التي وهبته روحا.

بالرغم من أن جونغكوك لم يذكر حديثه مع "جونغهو"، الذات الأخرى التي تشاركه جسده، كما لم يتطرق لمقتل أخيه و كيف أنه قد اتهم بقتله من طرف الآخر، إلا أن تايهيونغ قد خمن ذلك و قد أحس بأن حديث جيمين و يونغي عن جونغكوك كان حقيقيا، و أن جونغكوك بالفعل سبب مصرع يونغ دو.

- أنا وحش تايهيونغ، أنا وحش. كان آخر ما نطقه جونغكوك قبل أن يغلق الخط في وجه الآخر غير راغب في إطالة الحديث عن الأمر، و الاعتراف بتلك الكلمات الجارحة له.

***

"هلا نلتقي، لقد صدقتك، جونغكوك هو قاتل أخيه بالفعل. بقائي معه سيدمرني فحسب".

كتب تايهيونغ ذلك ليرسل النص القصير لجيمين و الذي رد عليه ب"حسنا".

تنهد تايهيونغ فور رؤيته لرد الآخر، هو سيواجه العديد من المشاكل في الغد، هو متأكد.









مراحب 🐧💕
كيفني و أنا أحدث ببارت اطول من العادة و أسرع مما أنا متعودة 😂💔 يا رب دايما يجيني ابداع و احدث بسرعة 🌚
البارت ركز هالمرة على جونغكوك، مرضه توضح شوي ؟ الشيزوفرينيا و هي نفسها تندرج كانفصام الشخصية هي مرض كوك، يلي تعيش بداخله شخصيته هو "جونغكوك" و الشخصية الثانية يلي أسماها "جونغهو". يعني اذا ما فهمتوا جونغهو هو فقط شخصية وسط كوك مب شخص حقيقي.
عموما، حادث مقتل يونغ دو توضح شوي، هو مات ملقى من السطح، بس وين جيمين و يونغي من القصة ؟
+ تايهيونغ بالأخير، تتوقعون قراره صواب أو لا ؟
بارت من دون سو وون، تبون هيك بارتات أكثر أو أركز عليها هي و مشاعرها أكثر ؟
و بس حكيت كثير، سو ياه
لوفيو الل 🌈💜

مريض الذهان || شيزوفرينيا (JJK)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن