18

3.2K 417 49
                                    

- هيه سو وون. نطق ضئيل البنية بينما يريح رأسه على مكتب الفتاة، إبان استراحته الصغيرة من الاستعداد لاختبار محبوبتهما.

- همم. ردّت بشبه انزعاج، حاجباها جعلا من وسط جبينها ملتقى لهما، و التركيز على حلّ المعادلة أمامها شاغل تفكيرها.

- حول آخر مرة، لعق شفتيه بتردد ليتمم، تعلمين يونغي هيونغ ...

- أوه، مجرد تراهات لا غير.

- و إن يكن، الفضول يقتلني و إن رسبت في اختبارنا النهائي سيكون بسببك إعراضك عن إشراكي في تراهاتك.

و لأنها لم تعد تستحمل تأنيب الضمير، و ليست مستعدة للوم نفسها إن لم يبلِ جيمين جيدا و إن كان حديثه غبيا،  هي بسرعة أخبرته بما صدر من ثغر جونغكوك، و ما ادّعاه حول أكبرهم عمرا.

- ما رأيكَ إذن، جيمين ؟ سألت خاتمة حديثها، لتصعق من إجابة صديقها.

- جونغكوك لن يتفوه بأمر كهذا دون سند يدعمه، كما أن يونغي كان على علاقة وطيدة بجونغكوك قبل الحادث.. أنا بالفعل أثق بهيونغ، لكن جونغكوك كان يفعل أيضا..

- أفهم من كلامك أن يونغي قد ينضم لصفه حقا ؟

- كل ما عليك فهمه الآن هو كون ابسيلون أصغر من الصفر في معطيات التمرين سو وون، لذلك أمضيتِ عصورا في حل المعادلة.

ردّ واضعا حدا للموضوع، ربما لأنه في قرارة نفسه، يرغب في ألا تلطخ صورة يونغي في ذهنه، و أن يتناسى ما جال خاطره من شكوك لعينة في الماضي.

و هي الأخرى أدرى بألم الشك، لذا لم تشأ أن تصّر على جيمين، مؤمنة أن الحقيقة ستظهر حين أوانِها، لذا بصمت غيرت ابسيلون و استرسلت في حل المسألة.

-

أسبوع، أسبوعان، ثلاث أسابيع، شهر كامل مرّ دون حدث يُذكر، حتى تناسى الفتية همومهم و ما شغل فكرهم طيلة الأشهر الماضية، و لأن السنة الدراسية شارفت على الانتهاء، جل تفكيرهم كان منقسما على الموادّ و الحفظ استعدادا للامتحانات النهائية.

الجميع ما عدا الفتاة، هي تعلم بالفعل أنها قادرة على النجاح بنقط مميزة، إذ لا أحد يداهي ذكاءها غير جيمين، و لن يضايقها إن تنازلت عن رتبتها الأولى لضئيل البنية.

لكن الدافع الحقيقي وراء تشتت أفكارها هو الأشقر و حديثه، هو أمضى الشهر الماضي مقتربا منها، لا ينفكُّ عن ذكر السيدة جيون، و والديها الراحلين.

هي أقسمت أنه يحاول دفعها لقتل السيدة الحسناء، إلا أن حديثه بأن تركز على دراستها أولا ينفي كل ما توقعته. كان الأمر كالمد و الجزر، إلى أن سكن البحر و هدأت الأوضاع مبينة نية يونغي حين أرسل رسالته الليلة الماضية.

- "جونغكوك سيغيب الليلة عن المنزل،
أسرعي بتحريك بيدقك لقتل الملكة،
ستفارق روحها مع اختفاء قمر الليلة،
افعليها سو وون.
من أجلك، من أجل والديك،
من أجل يونغ دو،
و من أجلنا جميعا."

هي خممت كثيرا، أ تُذيق حالك الشعر فقدان أمه، أم تتنازل عن ذاك و تمضي بذهن مشوش. يونغي لن يدفع بها إلى الهاوية ؟ هو لا يريد لها التهلكة ؟ صحيح ؟

صوت الجرس غمر أرجاء المنزل لتهتز إثر صداه لتفتح الباب، الأشقر كان من استقبلها، السواد عنوان لملابسه، عادة اكتسبها منذ موت يونغ دو، إذ هو لم يعلن أبدا انقضاء حداده على رفيق سمَرِه و خليل ثمالته.

- يونغي .. نطقت هي، بنبرة هادئة، لتلتقي عيناها بخاصته المشتعلتين، فتتنهد بخفة مفسحة له المجال ليلج بيتها.

يونغي خطا نحو المنزل، منتظرا أن تغلق الباب ليمسك بيدها، حاثا إياها على اللحاق به لغرفة والديها. أبت أن تنظر للحاف أمها المحمر الملطخ بالدم، إلا أن يونغي صرخ بها، غير آبه للسواري الجارية من عينيها.

- أفيقي سو وون !

هز جسدها بشدة و كأنها جماد لا يشعر، أعصابه متلفة إثر التوتر، على السيدة جيون الموت الليلة، و إلا سيكون مرغما على تقبل الخسارة.

- سو وون ! أنظري ! لقد فقدتِ والديك، و فقدتُ أنا صديقي، و قد أفقد عائلتي أنا أيضا، و حياة تايهيونغ على المحك كذلك ! أما زلتِ تعتقدين أن جونغكوك يستحق بعض الرحمة و الشفقة بعد كل ذنوبه.

- يونغي توقف ... همست بتعب، ترجته باكية، لكن لم يرف له جفن.

يونغي لم يخسر رهانه السابق، و لن يخسر رهانه هذا.

- كلا لن أتوقف ! لن أتوقف ما دام حدادي لم ينتهِ، لن أتوقف ما دام أحد لم يثأر ليونغ دو، لن أتوقف، كلا، لن أفعل.

صرخته التالية قوطعت حين فُتح باب الغرفة على مصراعيه فجأة، ليظهر ضئيل البنية، معالم الدهشة عنوان له.

- هيونغ ... ؟

- اللعنة عليك، بارك جيمين. نطق الأشقر ليترك الحجرة.

ربما مين يونغي قد خسر رهانه هذه المرة...




مرحبا 💕
و رجعنا، رأيكم ؟
الرواية عم تطل على النهاية، و تلميحاتي صايرة أكبر بخصوص مقتل يونغ دو، سو اقين شو توقعاتكم ؟
و بس،
شكرا دائما على دعمكم لي و للرواية، أحبكم كثير كثير كثير 💕💕.

مريض الذهان || شيزوفرينيا (JJK)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن