19

3.1K 427 52
                                    

- جيمين، أرجوك لا ترحل. همست لمن يهم بالخروج بعد الأشقر، راجية ألاَّ يدعها و أفكارها السوداوية في خلوة.

نظر إليها بأسف، لكنه قد ضاق ذرعا بتصرفات الأكبر. أبعد يد الفتاة بلطف كاسرا قبضتها، ليبتسم بخفة لها مجيب بهمس ينافس خفوت همسها.

- سأعود، سو وون، أعدك.

سو وون قوية، هو يؤمن بذلك، هي تستطيع الانتظار قليلا، قليلا فقط إلى أن ينتهي كل شيء.

ركض بسرعة آملا أن يصادف يونغي بسرعة، جيمين سئم من وضعهم الحالي و لن يرف له جفن إلى أن يُنهي بيديه كل شيء.

- مين يونغي ! صرخ بمن تصرخ ملابسه السوداء بحزنه، و الذي تسارعت خطاه سرعان ما وعى بملاحقة الأصغر له.

تسارعت خطى الضئيل ليهوي بجسده على الأشقر، مرتدا و إياه على حائط إحدى المنازل. يونغي كان يبكي، و جيمين لم يحس إلا بيده ترتد على وجنة الأشقر. دموع حارقة بدأت تنساب على وجنتي جيمين أيضا، و التي باتت تخور قواه منعكسة على خفة اللكمات التي بات يسددها للأكبر.

- لمَ ؟ سأل بنبرة معاتبة. لمَ تقوم بذلك ؟ لمَ أجبني يونغي لمَ لمَ ؟

- لأن أحداً لم يسأل عن حالي سواه، هو كان أقرب الناس إلي جيمين، لقد كان الوحيد الذي رأى ما أخفيه وراء قناعي، هو الوحيد الذي رأى بشاعتي و لم يفر هاربا، لقد كان ملجئي، يونغ دو كان ملجئي ...

نظر السائل للأكبر بصدمة، ما يتوارى خلف قناع الأشقر، شخص يونغي الحقيقي، أكان جيمين حقا جاهلا بهكذا تفاصيل ؟

- صورته لا تفارق ذهني جيمين، كل ليلة أبلع أقراص منومة لأن الأرق صار خليلي منذ رحيله، جيمين الذنب يقتلني، أنا مُنهك ما دامت دماء أخرى لم تُزهق. لأكون صريحا معك، و لأول مرة بارك، أرغب بأن تُقام جنازة للسيدة جيون قريبا، عليها أن تموت بارك ! على العجوز الشمطاء الرحيل ! صرخ يونغي، يهز جسد جيمين بشدة.

- السيدة جيون ؟ والدة جونغكوك ؟ و ما دخلها يونغي ؟

- هي سبب كل شيء.

نظرات جيمين حثته على الاستمرار، و لأن كاهل الأشقر ثقل بحمل الأسرار، هو قرر أن الآن قد حان للرجوع للصفحات الأولى من القصة، و يفرج عن القطع اللازمة لتكتمل الصورة. مسح على وجهه بخفة، عائدا لرشده و مستعيدا هدوءه رويدا رويدا، ليدفع عنه الأصغر بخفة و يعتدل ماشيا.

- اتبعني، ليس من الجائز أن نكمل حديثنا وسط الشارع.

جيمين لم يجبه، محتفظا بالحروف في جوفه لجين يُخبر بالقصة، إذ هو خائف أن تنفذ كلماته و يجف بحر حديثه حين يرغب بالحديث لاحقا.

وصل كلاهما لمنزل الأشقر، ليجلس كلاهما القرفصاء و يباعد يونغي بين شفتيه تاركا العنان لنفسه ليبدأ بالسرد.

- يونغ دو ليس ابنا لعائلة جونغكوك، هو متبنى. لاحظ يونغي جيمين يهم بالحديث ليقاطعه قبل أن ينبس بحرف. لا تقطاعني رجاء، أعرني سمعك فقط.

هز الأصغر رأسه موافقا ليبتسم يونغي بخفة و يسترسل.

- يونغ دو كان ابنا لامرأة كانت تخدم عائلة جونغكوك، شاءت الأقدار أن تموت و هي تهب الحياة لابنها، لذا قرر السيد جيون التكفل بطفلها كمجازاة لوفائها و خدمتهم لسنين طويلة. هو حتما وفر ليونغ دو كل شيء ليعيش برغد و هناء، يونغ كان مغمورا بحب و دعم كبير من أبيه بالتبني، إلا أن زوجته لم تُحب تواجد الفتى بالأنحاء. هي رأته كطفيلي، هو ليس من لحمها و دمها، لذا لمَ يحتفظ به زوجها. الأمر ساء بعد ولادة جونغكوك، إذ أبوه كان عادلا بين الطفلين و لم يفضل ابنه الحقيقي عن يونغ دو قط، و ذاك أزعج العجوز الشمطاء أكثر. بسببها عانى يونغ دو من طفولة بشعة، إلا أنه لم يهرب و لا يتمرد، فجونغكوك و والده لم يقابلوه إلا بالطيب من المعاملة، كما أن كلاهما يجهلان حقيقة المرأة معهم،  و لم يرد لعائلتهم اللطيفة أن تتدمر.

توقف لوهلة و كأنه يسترجع ذكرياته هو، ثم أكمل.

- كنت الوحيد الذي ائتمنه يونغ دو على سره، و أنا بدوري أخبرته بأسرار عدة. سرعان ما صار أقرب صديق لي، و سرعان ما وجد كلانا أنيسا في قوارير الخمور، فبتنا نعاقرها و نمضي ليالينا نتجرع همومنا و نتناساها. كل شيء كان هادئا، إلى أن تطفل جونغكوك مرة إلى إحدى مجالسنا. لم ننتبه لقدومه، بل نسينا أننا كنا على موعد معه، و معك أيضا. كان ذاك يوم الحادثة.

ابتلع يونغي غصته بصعوبة، دموعه عادت تنهال على محياه، و شهقاته بات من الصعب السيطرة عليها.

- يومها كنا نتحدث بسوء عن العجوز، و جونغكوك صادف أن سمع كل شيء. بالتحديد سمع يونغ دو يتمنى الموت لأمه، ليستشيط غضبا و ينقض على أخيه. للأسف يونغ دو حينها كان تحت تأثير الكحول، و لم أكن في حال أفضل منه. أنا، أنا شعرت بنشوة للمنظر أمامي، كلاهما كان ينهال ضربا على الآخر بوحشية، بينما قهقهت و كأني أشاهد عرضا.

شهقة تمردت على حديث يونغي، ليصرخ بقهر و ألم لتذكره الفاجعة، ثم يغمض عينيه مجبرا نفسه أن يكمل.

- حينها، و ليتني لم أفعل، صرخت بالأخوين قائلا، أراهن أن أحدكما سيزور الجحيم اليوم. رهاني الغبي دفع بشياطين الأصغر لتأخذ زمام الأمور، و كل ما أذكره صراخ يونغ دو و يدي جونغكوك تلقي به من الحافة. جونغكوك قتل أخاه، ثم بكاه. بعدها أتيتَ أنتَ و تعلم ما حدث بعدها.

أتم يونغي السرد ليهوي برأسه مضطجعا على ركبتي الأصغر الذي خلل أنامله بينه خصلات الأشقر لعله يخفف عن ألمه.

- أنا آسف لكل هذا، هيونغ.

- لا عليك، فالعجوز ميتة اليوم لا محالة.










مرحبا 💕

و ليكها القصة توضحت، و البارت الجاي بيكون الأخير و بنودع كلنا شيزوفرينيا.

آراءكم و توقعاتكم للنهاية ؟ و شي تبونه يصير بالنهاية ؟

مدري شو بقول بعد، بس عنجد شكرا لبقاءكم معي من يوم بديت القصة لين الحين و هي عم تنتهي،
أحبكم كلكم 💕💕💕








مريض الذهان || شيزوفرينيا (JJK)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن