صباح اليوم التالي، توجهت سو وون صوب قاعة الدرس بخطى بطيئة، ذهنها شارد، أَما تفعله صواب ؟ أَكان من الأفضل لو انسحبت بهدوء من كل هذه الفوضى، و انتقلت لمدينة أخرى، بعيدا عن ضجيج سيوول و صخب الفتيان الأربعة ؟
قوطِع سيل أفكارها حين أحست بأحد يجذب جسدها نحوه، لترفع ناظرها تواجهُ به تايهيونغ الذي بادر بسؤالها قبل تحيتها حتى.
- أين اختفى الجميع ؟ ثم أردف موضحا استفساره. جيمين، يونغي، ... و جونغكوك أيضا غائب.
- بوسان. أجابته هي ببساطة.
- نعم ؟
- بوسان، ثلاثتهم توجهوا لبوسان. على ما يبدو، جونغكوك يودُّ أن يتجرع الاثنان من كأس الفراق، سيسلبهما عائلاتهما غالبا. همَّت تكمل سيرها نحو وجهتها، إلا أنها استدارت لتخبر تايهيونغ كلماتها قبل أن تغادر. أوه و تايهيونغ، لو كنت مكانك سأضاعف حرصي و حذري، جونغكوك يحتفظ بك كتحلية.
التقى حاجباه وسطَ جبهته التي تجعدت مترجمة ضياعه بكلماتها، هل حقا جونغكوك ينوي بهم شرا، أم أن سو وون تبالغ فحسب ... هو لا يمكنه الجزم في وقت مبكر كهذا، لكنه بالفعل لن يتغاضى عن الأمر. جونغكوك ثائر بالكامل، و خطواته لا يمكن توقعها.
***
أخرجت هاتفها بينما تمشي بهدوء ناحية حيها، لتبتسم فور اختراق صوته مسامعَها.
" - كوكيي مرحبا !
- أوه، ماذا هناك سو وون ؟
- أنا حزينة لأنك لم تخبرني بوجهتك، لقد سمعت من يونغي أنك ذهبت لبوسان، صحيح ؟
- أجل صحيح. و لمَ تسألين ؟ أتشتاقين إلي ؟ "
و قد أقسمت الفتاة أن بإمكانها تخيل ابتسامته البشعة الواثقة، لتدخل في صلب الموضوع قبل أن يكمل جونغكوك مغازلاته الرديئة المبنية على أحلامه و تحليلاته الواهية.
" - لن يحصل ذلك حتى في أحلامك الأكثر جنونا، أيها الغبي. على أي، ما رأيك في أن أحظى بجلسة شاي لطيفة مع والدتك، كوكيز ؟ لقد اعتدت على القيام بنفس الأمر مع أمي ... يمكنني استغلال الفرصة أيضا، لأجعل منها ساعي بعيد يرسل رسالتي لأمي. لكنها لن تعود إن فعلت ... ما رأيك بالأمر، جيون جونغكوك ؟"
و كعادتها لم تنتظر منه جوابا لتغلق الخط، و تحادث نفسها هامسة، "آمل أن يفِي هذا بالغرض." تنهدت مستنكرة أعمالها، ماذا دهاها لتقدم على فعل متهور كهذا، هي و اللعنة تعرض نفسها للخطر ...
أقنعت نفسها أنها على صواب، كما أنها ستعمل على جعل جيمين و يونغي يشكرانها لاحقا، فهي قد أنقذتهما من سماع صوت نذير شؤم يبلغهما موت أحد يحبانه. فهي قد أشعلت نار الخوف لي جونغكوك بتحريك بيدقها هي الأخرى، هي تهدده بعائلته مجبرة إياه على التراجع و إعادة بيدقه لصف المحاربين.
طرقت الباب بخفة فور وصولها، لتستقبلها امرأة حسناء بالرغم من الهالة الحزينة المحيطة بهيئتها، فتُفرج الفتاة عن ابتسامتها منحنية بخفة للسيدة، معرفة عن نفسها بصديقة جونغكوك.
و فور نطقها لتلك الكلمات، وجدت نفسها على أريكة وسط منزل جيون، بينما والدة جونغكوك تطرح عليها أسئلة عديدة، بَرَعت سو وون في الإجابة عنها، محاولة إظهار ود و لطف زائد زعمت أنها تُكِنُّه لصغير السيدة.
- اعذري فضولي رجاءً، لكن هل لي بسؤال من فضلك ؟ نطقت هي بنبراتها الأكثر تهذيبا لتتلقى إيماءة من محادثتها فتسترسل. جونغكوك أخبرني أنه ليس على علاقة جيدة بكل من يونغي و جيمين، لكنه يأبى إعلامي بتفاصيل أدق، أَ بإمكانك البوح لي عمّا يخفيه كوكي عني لعلي أساعده ؟
سو وون لوهلة ظنَّت أن محاولتها باءت بالفشل لِلَمحها شبح التردد يلمع في عيني السيدة جيون، إلا أن الأخيرة كان أقصى همها مساعدة ابنها، لتهمهم موافقة للفتاة أمامها و تقول.
- في الواقع أنا أيضا أجهل التفاصيل، لكن بالماضي كنا نعيش ببوسان، حين كان ابني يونغ دو لا يزال حيّاً يرزق. بالرغم من كونه أكبر من شقيقه، إلا أنهما كانا كالتوأم، حتى أن جونغكوك شارك أخاه أعز أصدقائه، تايهيونغ، جيمين و يونغي. كل شيء كان مثاليا، طفلاي كانا سعيديْن، محفوفان بحب و دعم والديهما و أصدقائهما، إلى يوم الفاجعة. توقفت لوهلة تمحي دمعات سقطن من زجاجيتها و تسترجع أنفاسها المسلوبة بحديثها الحزين و تكمل. يونغ دو مات، تاركا الجميع وراءه في فوضى عارمة. تايهيونغ لم يكن موجوداً يومها، لكن جيمين و يونغي أقسما أن جونغكوك قد ألقى بأخيه من أعلى سطح البناية التي اعتادوا أن يلتقوا فيها، بينما جونغكوك أبى أن يقبل باتهام كذاك، بل و سلط انعكاس ذاك الانعكاس على يونغي، مؤكدا أنه هو السبب في موت يونغ دو. رحلنا عن بوسان جراء تلك الحادثة، ليلحقنا تايهيونغ آبيا ترك صديقه في محنته، و كذلك جيمين أُرسل مرغما من طرف والديه، فهما لم يحبَّا أن يجالس ابنهما يونغي.
تقدمت سو وون بخفة مربتة على ظهر السيدة الحسناء محاولة التخفيف عن آلامها، ابنها الأكبر قُتل، و صغيرها باتَ لا يعِ تصرفاته. و إن كان قلب جونغكوك يعتصَر مرة، ففُؤاد الأم يعتصر ألف مرة.
- و أنتِ ماذا تظنين، سيدتي ؟ أَتُصدقين براءة ابنك أم تشُكين في نقاء يديه من دماء شقيقه ؟
و يا حسرتاه على نظرة الأم حين تخيب، فلا شيء يسوء أكثر من فقدان ثقة أم من فلذت كبدها.
- وَ إِني لأخشى إيماني أن صغيري قابيلُ عينه.
و ذاك كان كل ما احتاجته سو وون، لتُجزم أنها على صواب. هي ستغامر بكل شيء، كل شيء لعلها تثأر لدماء شتى، دماء أُزهقت دون أن تُرف جفن لها.
مرحبا 💕،
مفاجأة صح ؟ ادعوا دائما حماسي يكون هيك و أصير أحدث بانتظام زي أول.
بارت مليء بالمعلومات نوعا ما، رأيكم ؟
و تصدقون طرف يونغي أو كوك من القصة ؟
و بس مدري شو بعد، بس دائما و للأبد ما رح أوقف عن شكركم على دعمكم لي و للقصة. فلاَ وجود لي و لا لشخصيات قصصي من دونكم، فعن جد شكرا لأنكم قدمتولي فرصة مثل هيك و سمحتولي شارككم أفكاري💜.Love you to the moon and never back, sweeties 🏹
أنت تقرأ
مريض الذهان || شيزوفرينيا (JJK)
Fanfic"و اسم خالق الكون ذاك الفتى مجنون، أقسم برب السماء أنه وحش، شيطان بهيئة إنسان." - هان سو وون - جيون جونغكوك - بارك جيمين Started 26.06.17 Finished 02.03.20