قد تمرين4

79 2 0
                                    

فأنت دائما ماتتلذذ بذلك وتستمتع برأيتي محمر الوجه مطأطأ الرأس ...صدقني لن اجيبك هذه المرة فلست مستعدا لان اخسرك بسبب هذه الآنسة التي ليس لي ولا لباقي الشباب منها اي فائدة ترجى.......
واستطردت مكررا جملتي الاولى
:"فتشوووها حالا"
حتى لاحظت اخيرا أن الثقة التي بنيت على كتفيها وجبينها المرفوع بدأت بالتلاشي شيئا فشيئا...واخيرا رحمني الخوف فانتقل مني اليها وبدأ يدب في عروقها ...والرعشة التي سكنت اعضائي من قبل هاهي تحل مكانا افضل في جسمها المرتبك وهاانا ذا استمتع برؤيتها على هذه الحالة السيئة ...ماذا تظنون؟؟ لست شريرا الى هذه الدرجة ولكن فقد لو تدركون كرهي لهؤلاء القوم الهمجيين....ليس بعد انا لم أكتف من مضايقتها بعد لن افلتها حتى اقتص من غرورها المتواصل وثقتها الزائدة فتعلم وتدرك حق الادراك حجمها الحقيقي....ولكن مابالي انا لماذا يصر ضميري على اهانة هذه الفتاة التي تبدو اللطافة جوهرا باديا على ملامح وجهها المتعب والقلق....هل لانني احس انها ليست عابرة سبيل عادية كما يبدو للكل ام انني اريد منها شيئا ولا استطيع اخذه بالتي هي احسن كما قال صديقي من قبل.
أمسك جون بطرف قميصي ثم جذبني منه اليه بقوة وهمس في اذني مستطردا:"إياك ياألكس ان تخطأ ..انظر اليهم هؤلاء المواطنين الغاضبين لن يفوتو اي فرصة للخوض معنا في عراك دفاعا عن حرماتهم وانت تعلم اننا حتما سنكون ضحايا هذا العراك"
فأجبته بثقة زائدة عن اللزوم :"هون على نفسك ياشريك انهم لن يتجرؤو"
ثم استطرد جون قائلا وقد ازداد لون وجهه شحوبا من حرارة ذلك اليوم المشؤوم وهو يلوح بعينيه الى الفتاة الواقفة امامنا تنتظر الاذن بالمرور:"ولكنهم لاطالما تجرؤو ياألكس:"
ولكنني...حسنا...لا بأس...:"أتعلم مامشكلتنا ياصاحبي..نخشى منهم ونحن اقوياء ويرعبوننا وهم ضعفاء "
ابتسم جون ابتسامة استسلام ثم اخذ يشد على قبضة يده حتى رفعها الى الاعلى وضربني بها بقوة كدت ان اردها له صاعين لو لم تكن عن غير قصد منه ...إنه جبان ولا يحب الاعتراف بالخطأ كما انه فنان مبدع في الافلاة من المواقف المحرجة عكسي انا تماما.
والآن وبعد كل هذا السيناريو الممل يتشجع احد من جنودنا لينفذ امري الذي امرته منذ حوالي خمسة دقائق فلم يكترث لادائه احد...ولست استبعد ان هذا الجندي تقدم فقط ليس امتثالا لمطلبي بل ليحضى بالاقتراب من تلك الجميلة الواقفة امامنا ولو بشيئ قليلا.... لقد سبق وقلت لكم ان الشباب يفقدون عقولهم اذا ماقابلو الفتيات وهذا ليس بالامر الجديد..ولكن هذه القاعدة قلما تنطبق علي فانا انسان منظم ومرتب واعلم الى اي قدر من الجنون يمكنني ان اهدر مشاعري....
لحظة هل مارأيته للتو حقيقي ..تخيلو ماذا لقد دفعته بقوة محاولة ابعاده عنها وهي لاتزال تنظر الي بحقد شديد واحتقار ليس له اي مبرر بل بنظرات التهديد والكره ....اكاد ادعها ترحل من هنا بسلام ...هل سبق ومدحت نفسي قليلا وقلت انني حنون جدا.....احسست لوهلة انها تود مخاطبتي لتعلمني بانها ليست خائفة بتاتا:"انظر الي كيف دفعت هذا الجندي ...اني لست اخشى منكم"
هكذا كانت تحدثني نظراتها الممتلئة بالجرأة والخوف في نفس الوقت....
التفت الي ذاك الجندي حتى يستكشف مامدى ردة فعلي وحتى يتحقق ان كنت لازلت مصرا على تفتيشها فأومئت برأسي بنعم ولما علم انني متمسك بعنادي ولا انوي انهاء القصة على خير ...امسك بكلتا ذراعيها وهو يدفعها نحو الجدار بقوة ويحاول اغاضتها بحركاته الاستفزازية انتقاما لنفسه على ماالحقته به من عار ...ياله من احمق وهل يظنني تمثالا قابعا هاهنا لا حول لي ولا قوة ....رغم انني اعلم انني لو كنت مكانه لكنت اتفضت غضبا وحقدا الا انني انزعجت بشدة من وقاحته تلك امام مرئى من عيوني وصرخة محاولا قطع سيناريو مسرحته الانتقامية قائلا:"طلبت منك تفتيشها ايها الاحمق..فماهاذا الذي تفعله بحق السماء:"
ثم سرعان ما ابعد يديه عنها وافلتها وهو يبتعد من هناك محمر الوجه خجلا من اهانتي له ثم استند على الحائط الذي كان متسمرا بجوارنا وقد بدا عليه الاستياء والغيظ واخذ يربع يديه بانزعاج تحت صدره وهو يخاطبني بقلة احترام:"إنني لم استطع الاقتراب منها ياسيدي فابعث باحد غيري اصلح مني لهذه المهمة"
قال ذلك قصد السخرية مني فحسب .اعلم انه تعرض لموقف محرج جدا وانه حتما سينتقم مني بأكثر من ذلك في دورية اخرى حين يحين دوره ليكون هو المسؤول علينا ..لكنني لن افكر في ذلك وسأستغل موقفي دون مبالاة للعواقب للاسف لست من النوع الذي يطيل التفكير قبل الاقدام على عمل متهور ...نعم ولذلك لن اسمح لاحد باهانتي فانا صعب المراس وعنيد جدا وسيندم على الفاظه الوقحة:"اسمع ياهذا عد وفتشها حالا ولا تحاول ابتزاز اعصابي"
نظر الي نظرة مخيفة وكأنه سيهجم علي بشراسة حتى توهمت ان الليث قد كشر عن انيابه وقرر الدخول في معركة لا علم لنا من المقتول فيها ومن المنتصر ....والآن هاهي الحياة تفاجئني للمرة الالف وانا اراه بهدوء شديد غطى به اعصابه المحترقة يعود للامتثال لامري .

اميرتي تحت الحصار للكاتبة ندى معمري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن