إقتربت مني شقيقتي بسرعة بعدما كانت على بعد بضعة بوصات مني وهي تمسك بذراعي بقوة وتشدها إلى صدرها وكأنها تخشى أن تفلت من بين يديها ...أم انها فهمت من نظرات ذلك الجندي الذي كان يرمقني بها من حين إلى آخر انني انا سبب مجيئه إلى هنا...لقد سبق واطلعتكم أن مريم ذكية جدا ولا أستبعد أنها باتت تدرك كل شيئ...وهاهي ذي أختي تنظر إلي بتعجب شديد تنتظر مني جوابا مقنعا....على رسلك يامريم اوقفي نظراتك المهاجمة هذه ...ألا يكفيني أن كل شيئ يدور من حولي ويستفزني ويشعرني بالدوار ولا أجد للخلاص منه سبيلا.....
إلتحمت نظراتنا الثاقبة أنا وهو بشجاعة يملأها خوف كبير ...وبقيت واقفة بصمود اتحدى وقفته المتكبرة تلك ...ها أنا اقف بصدري انتظر طعنات الخناجر التي سيغرسها في قلبي بعد قليل بلا رحمة ولا شفقة...اتوقع وانتظر كل شيئ فهذا جندي فرنسي كنت قد التقيته من قبل في ذلك اليوم الشاق اذ انه هو من سمح لي بالمرور يومها...لابد انه اكتشف استغبائي لهم وعاد لينتقم مني باعتقالي...صدقوني لست متشائمة ولكنني اعلم ان حضورهم لا ينبأ الا بالمتاعب هؤلاء الفرنسيس....
أحس انني اصبت بالحمى او ماشابه ذلك ..لماذا أزداد تعرقا مع كل لحظة من وقفتي هذه ...خلصني ياهذا وأخبرني بما تريد قبل أن يتوقف قلبي على ضخ الدماء في جسدي العيان من هول الصدمة...فإني بدأت أشعر بأطرافي تتصلب واحدة تلوى الاخرى من شدة البرودة ..وأي برودة هذه والحرارة تكاد تحرق وجهي العائم في قطرات العرق." عفوك يا آنسة...هل انت زينب "
أهذا كل شيئ ...اتراني أيها القدر ...أسمعت كلماته ..أجاء ليسألني ان كنت انا زينب ....طبعا أنا لست زينب وكيف عساي أن اكون كذلك وقد جئت تنوي بي شرا يا هذا....أيريد مني هذا المجنون أن اسلم نفسي للمجهول...وهل تعلمون ماذا يعني المجهول في بلدي....السجن...التعذيب....الاعدام...
قلت له :" هذا يتوقف على نية السائل يا سيدي "
اعلم انه جواب غريب صدر مني دون ادراك ولا أي سابق تفكير ولكن مالذي توقعتموه مني أن أسلم نفسي بكل تلك البساطة الى أب العيون الزرقاء هذا....ايعقل أن هذا الشاب قد تذكرني منذ ذلك الوقت من بين كل أبناء وبنات آدم الذين مروا لايزال يعرفني ولكن كيف عرف اسمي؟...آه تذكرت يالحماقتي ونسياني المتكرر ...أكاد اقسم انني مصابة بالآز هايمر نوعا ما ....وكيف عساه ينساني وقد سبق وأخبرته عني وعن مكان إقامتي عندما هددني بالتفتيش .
وهاهو ذا اليوم بكل روح رياضية يعود ليعتقلني بعدما شعر بتأنيب الضمير لانه سمح لي بالمرور يومها....
نظر إلي في تعجب وحيرة من جوابي الغير متوقع ...اقصد ذاك الجواب الغبي...ثم ابتسم قليلا ابتسامة عفوية ولاح بأنظاره إلى الفضاء واسترسل قائلا : " ماخطبك يا آنسة أهذا كله خوف؟..لا تقلقي لم أحضر الجيش معي أتيت لوحدي "
توترت بعد جملته الاستفزازية وخاطبته غاضبة وصارخة في نفس الوقت :" لا لست خائفة..فالخوف من الله وحده لا منكم ...لكنني مستغربة فقط من وجودك لا أظن انني انا او غيري من هذه العائلة فعلنا مايستحق مجيئكم ".
ركز علي ذلك الشاب انظاره وبقي يحملق في وجهي طويلا فكأنه يريد قول شيئ ما ثم سرعان مايتردد...صدقوني لو قلت لكم أنه بدا ألطف بكثير من تلك المرة التي رأيته فيها عند الحاجز ...بدا مسالما جدا لا اعلم لماذا....واستمر يخاطبني بعينيه دون ان ينطق بأي كلمة وكأن وجهي سلعة جديدة او موضة تعرض حديثا على الاسواق...يالهؤلاء الفرنسيين وعيونهم الزائغة ...كل يوم أكتشف انني اكرههم أكثر فأكثر ...
:" ماخطبك يا سيدي هل أضعت شيئا ما على وجهي" أكاد اجزم لكم أن جملتي الساخرة كانت على وشك افقاده التحكم بأعصابه لولا أنه يبدوا انسانا عاقلا وشابا انضج واكبر بكثير من سنه....رأيت الإحمرار يكسوا وجهه الأبيض الجميل وعيناه الزرقاوتان تضيعان في اللا وجود وتتيهان في أبعاد الفضاء ...إنه يتحاشى النظر الي بأي طريقة ممكنة ...يالهذا الاحراج الذي ألم به ، لأول مرة أشفق وأندم على إهانتي للفرنسيين ولكن ماذنبي انا هو من بدأ دوامة السخرية التي نحن فيها الآن.......
إستطرد هذا الشاب بعد أن عجز على إخفاء إحراجه بين ملامحه الغير مكترثة قائلا :" إسمعي يا انت....إن الجرة لا تسلم مرتين ...دعينا نقل انني تجاهلت ماأقدمت عليه في المرة السابقة طبعا ليس رأفة في حضرة جنابك وإنما أخشى على صمعتي كما تعلمين...ولكن كوني على ثقة اني لن اتردد في اعتقالك إذا ماحاولت أي شيئ في المرة القادمة "
توترت أنا وزاد استيائي مما قاله وهاهي شقيقتي تضغط على ذراعي وتعتصرها بشدة لدرجة الإيلام ...ادرك انها تفعل ذلك من دون وعي منها فهي بالكاد مصدقة لما يقوله هذا المجنون وعلامات التعجب مرتسمة بإحترافية على وجهها القلق....ولكن مابك ياأختي رأفة بحالي لا تزيدي موقفي هذا هما على هم.
تظاهرت بعدم الخوف ولو أن ادعائي ذاك قد باء بالفشل ثم طوقت مريم بذراعي الايمن وأنا احاول جرها وادخالها إلى البيت يكفي ماسمعته من صدمات الى حد الآن ...
واسترسلت بعد ذلك :" ولكنني يا سيدي لم أفعل شيئا ولم أنوي بحياتي فعل شيئ فعلى ماذا تلمح بالضبط؟!"
فقال " إسمك جميل يا آنسة رغم انه عربي إلا أنه جميل "
ابتسمت انا برضا ثم قلت :" إنه من دواعي سروري أنه نال إعجابك يا سيد...؟!؟" قلت ذلك مستفسرة عن اسمه فأجابني :" ألكس...اسمي ألكس .."
ثم استمر قائلا وهو يطلق ضحكة جميلة من شفاهه :" لا تناديني ياسيد ناديني بإسمي يا آنسة ليس لدي مانع "
نظرت أنا إلى السماء اتفقد الجو حتى أتكلم عن موضوع آخر فقاطعني بمجرد أن رآني ابدل انظاري ظنا منه أنني سئمت التحدث اليه :" لابد أن لديكم أملا كبيرا بالاستقلال ...اليس كذلك "
فاجئتني جملته الغريبة واحسست بالتوتر والشفقة في نفس الوقت فالاوضاع داخل الحكومة الفرنسية لا تنبأ بالخير والاستقلال أصبح الآن أمرا محتوما بإذن الله إنما هي قضية وقت لا أكثر...ولكن هل انا حقا بوعيي كيف اشفق عليه وهو جندي فرنسي كيف اشفق على المحتل وانسى الجروح التي سببها لابناء وطني كيف انسى كل تلك السنين التي ضيعناها في خدمتهم ....كيف انسى كل ذلك...اومئت برأسي علامة الايجاب ثم قلت مستطردة :" أوليس من حقنا ياسيدي أن نأمل بالاستقلال بعد مايزيد عن قرن من الظلم والاستعباد "
لم أصدق كيف تفوهت بهذه الجملة ورحت اعبث بعقلي علني أجد من الكلام مايمكنه تلطيف الجو لكنني لم ألاحظ غضبه مما قلت على العكس تماما فقد ارتسمت ابتسامة عريضة على ثنايا وجهه واسترسل قائلا " لا تناديني ياسيدي ...لا أحب المحادثات الرسمية." وسكت قليلا ثم استمر " كم احب هذا الوطن ...لا أتخيل يوما ما أنني سأخرج منه" ....ان هذا الفتى يفاجئني بكل كلمة ينطقها ويبعث في نفسي العجز والراحة فلا أقوى على تهديئه ولا أخشى من إثارة غضبه....قلت لكم يبدوا مسالما...
حاولت تغيير الموضوع فقلت له :" حتى انا اكره التحدث بالطريقة الرسمية يا ألكس..." واستمررت ضاحكة :" اسمك جميل رغم أنه اسم فرنسي "
قلت ذلك حتى ارد اهانته التي رمى بها الاسماء العربية منذ قليل....ثم لاح بأنظاره بعيدا في كل مكان وقال :" اذن يمكنني مناداتك زينب مباشرة ...الن يزعجك ذلك " ابتسمت مجددا برضا ثم رحت أخاطبه ممازحة :" طبعا يمكنك ذلك...إلا إذا احببت مناداتي سيدتي الأميرة..ليس لدي مانع أيضا "
لا أعلم مالذي أثارته جملتي الاخيرة في نفسه لانه انفجر ضاحكا بكل عفوية وهو يرد انظاره الثاقبة إلي ثم عاد يحدثني :" حسنا يا أميرتي ....استمتعت كثيرا بالتحدث اليك ..."
ماذا؟؟؟...ماذا؟؟؟ هل قال أميرتي ام انني انا من صرت اتوهم ....توهجت وجنتي من شدة الخجل ثم رحت أعبث بخصلات شعري المنسابة على كتفي وفجأة...احزروا ماذا...اتذكر أنني لا البس الحجاب يا للهول ...تخلفت قليلا الى الوراء بحركة فعل لا إرادية ولما لا حظ هو ذلك ابتسم بمكر شديد واستدار موليا ظهره لي ومتحدثا في نفس الوقت :" تبدين جميلة من دون ذلك الغطاء يا سيدتي الأميرة "
وانصرف يقطع الطريق متوجها نحو الشارع الآخر يجر قدميه واحدة بعد الأخرى حتى اختفى عن ناظري ....يا إلهي من هذا الشاب الغريب ....رغم كونه فرنسيا إلا انه احترم حشمتي واستدار بسرعة ما إن عرف بأنني منزعجة من عدم ارتدائي للحجاب......مشاعري مختلطة حاليا بكل معنى الكلمة ....كره لا طالما حملته في قلبي....وشفقة لم أكن اتصور أنني سأحس بها يوما ما....وإعجاب من نوع غريب...ليس كما تظنون لا تذهبوا بأفكاركم الى الجحيم ....ولكن غالبا ماتسحرني المواقف الرجولية التي تبدي العرف الجميل او مكارم الأخلاق.....
هناك الآن بعد ان ارتاح عقلي وقلبي وضميري من مجيئ هذا الفرنسي مشكلة أخرى توجب علي التفكير مليا في حلها....بماذا سأقنع شقيقتي المصدومة حاليا....اتوقع ان اجدها تنتظرني في غرفتي بكل حزم حتى تلقنني درسا في معنى التفكير في الناس و عن بشاعة الأنانية او أنني سأجدها تبكي بحرقة على مكتبي الصغير وهي تغرق رأسها بين ذراعيها طبعا حتى تشعل لهيب الشفقة في قلبي اتجاهها وتتركني مكوية كالعادة بكلامتها ودموعها البريئة.....
غريب أمرها مريم.... حركاتها اصبحت غير متوقعة...هاهي ذي في المطبخ تساعد جدتي في اكمال ماتبقى من الأشغال ويبدوا على وجهها الإرتياح والسرور....وكأن ماكان لم يكن أصلا...ماالذي غير مجرى الأمور في رأس هذه الصغيرة ....في ماذا تفكر حاليا ياترى....وما شأني انا أصلا بالموضوع يأتيني الفرج بلا موعد ومن حيث لا أدري وأبقى اركض وراء المشاكل...الحمد لله سهل لي أمري نقطة انتهى عودة الى السطر.
دخلت إلى المطبخ ثم قلت وانا اتنهد بعمق حتى ابعد الشكوك عن أختي..:" تعال أيها البلاء او آتيك أنا بنفسي" ثم جلست على مقعد كان موضوعا هناك من أجل عمتي لأنها لا تتحمل الجلوس على الارض واتبعت قائلة :" يبدو أنه شك في أمري اذ انني يوم ذهبت لزيارة خالتي متنعتهم من تفتيشي وقد تم تمرير بعض السلاح....جاء ليتأكد فحسب "
ألقيت نظرة خاطفة على شقيقتي لارى مامدى براعتي في التمثيل فوجدتها منهمكة بوضع الصحون والكؤوس على الطاولة..الحمد والشكر لله يبدوا انني برعت هذه المرة في تمثيل دوري....
جلسنا انا وجدتي وشقيقتي بعد أن انهينا وحضرنا كل شيئ لنرتاح قليلا قبل وصول الضيوف وأغمضت انا عيوني بعد أن اسندت رأسي إلى حجر جدتي ثم باشرتهما بالحديث لقطع ذاك الصمت القاتل الذي كان مخيما علينا :" أكاد اموت من التعب يا جدتي..لم أنل في الامس قسطا جيدا من الراحة"
وراحت جدتي تربت على شعري بحنان مابعده حنان ثم ابتسمت قائلة :" متى سنفرح بك يا عزيزتي ...تعلمين أنني عجوز طاعنة في السن ومن لكما من بعدي ...لا أريد ان اموت قبل أن اسلمك وشقيقتك للأيادي الامينة "
اعتدلت أنا بسرعة في جلستي ورحت أتفف قائلة :" كفاك يا جدتي ارجوك..لا تفتحي هذا الموضوع ثانية "
وفجأة تقاطعني أختي مسترسلة :" ولكن يا زينب لقد اصبحت كبيرة الآن ..لماذا ترفضين الزواج...ثم إن شقيق صديقتي محمد دائما مايلمح امامي عن الزواج وانا متأكدة انه يقصدك انت...إنه فتى وسيم و..."
وقبل ان تنهي أختي حفل الإطراء هذا انتفضت غاضبة وقلت لها :" وما شأني به اذا كان وسيما ...اتظنينني انظر إلى الرجال على هذا الاساس....يالك من حمقاء"
واتبعت قائلة :" افهميني ياجدتي أنا اريد رجلا ...رجلا قولا وفعلا...."
وضعت جدتي كفها على خدها وهي تحرك وجهها يمينا وشمالا ثم استطردت قائلة :" ومن قال لك سنزوجك بامرأة....اسمه محمد كالرجال ...ووسيم وسامة الرجال...وقوي البنية كالرجال...ويملك عملا محترما كالرجال....ماذا تريدين أكثر من ذلك لنثبت لك أنه ينتمي لصنف الرجال"
واشاحت جدتي بوجهها الى الجانب الآخر متحاشية النظر إلي حتى تعبر لي عن مدى استيائها من عنادي واظنها نوعا ما تشعر بالشفقة اتجاهي فهي دائما ماتقول لي انت حالة ميؤوس منها.... .
ياليتك تدركين ياجدة زينب أنني لا أريد الزواج حاليا فحياتي معرضة للخطر...لا أريد أن اجر عائلتي وزوجي معي نحو الهاوية ثم من هذا المجنون الذي يقبل بفتاة ثورية ان تشاركه حياته ...علي أن اختار مابين الإثنين الدفاع عن الوطن او بناء عائلة...وهذان الإثنان لا يتفقان بتاتا....حاولت أن أخفف قليلا على جدتي فقلت لها :" انني أفكر في شخص ما يا جدتي ...وسيأتي عن قريب لخطبتي وسيعجبك انا متأكدة من ذلك وسأتزوج و ستفرحين بي...هل ارتحت الآن"
وأخيرا ابتسمت غاليتي بإرتياح وصدقت كل ماقلته منتظرة فارس الاحلام متى سيدق الباب....كنت مضطرة للكذب فأنا لا يهون علي ان اكون سببا في ازعاج جدتي الحبيبة..
سمعنا طرقات منتظمة على الباب فأسرعت مريم قبلي لتفتحه وتسبقني هذه المرة ولم أحرك أنا ساكنا فلم أعد قادرة على تحمل صدمة أخرى من صدمات الحياة كما أنني مرهقة جدا و قدماي لا تكادان تحملانني ...
:" صغيرتي المزعجة...كيف حالك"
اسرعت بالنهوض ما إن سمعت هذا الصوت الجميل الذي لا يدل إلا على وصول أخي علاء وتوجهت بسرعة نحو الباب لأجد مريم متعلقة بأخي وغارقة في أحضانه لا تريد تركه وهو يضمها الى صدره بقوة ويبتسم بسعادة كانت واضحة جلية على ملامحه...يبدوا أنه مشتاق كثيرا الينا لقد مضى وقت طويل منذ أن رأيناه آخر مرة....نظرت إلى أخي وتعلق بصري بعينيه الواسعتين فانتبه على وجودي والتفت الي مباشرة يحيطني بأنظاره باهتمام و اشتياق كبيرين مظهرا ابتساماته الجميلة على ملامحه حتى هممت أنا قائلة :" دعي لنا حصة من حضن أخي يامريم " فابتعدت شقيقتي عنه وتركت لي المجال لأحظى ببعض العناق والقبلات من اخي علاء الغالي.....قبل غلاء جدتي وضمها إلى صدره بحنان ثم راح يحدثها ضاحكا :" كم أصبحت جميلة ياجدتي...الناس تكبر وانت تصغرين "
نظرت إليه جدتي مبتسمة وهي تقرصه من ذراعه الأيمن قائلة :" آه منك أيها المشاكس متى ستنضج"
وبقينا نتبادل الأحاديث حتى طرق الباب من جديد وتوقعنا أنها عمتي وابنتها سهام فأسرعنا كلنا نحو الباب إلا أخي الذي لم يكن على علم بمجيئهما سئلنا إن كنا ننتظر ضيوفا فأجابته مريم :" نعم ننتظر عمتي وسهام ألم تكن تعلم "....اومأ أخي برأسه نفيا ثم استطرد :" إذن عمتي هي من تطرق الباب حاليا....جميل جدا عصفورين بحجر واحد لقد كنت أنوي زيارتها فلقد اشتقت إليها كثيرا...."
ثم أقبلت عمتي وابنتها بعد أن فتحت لهما شقيقتي الباب نحونا وبقينا نتبادل العناق والقبل واحدة تلوى الأخرى ونضحك ونتكلم في نفس الوقت عن طول الغياب الذي فرقنا منذ شهور حتى انتبهت عمتي على وجود علاء وتفاجأت كثيرا من ذلك اذ اننا لم نطلع أي شخص على حضوره ومدت يدها نحوه لتسرق قبلة جميلة من خده المتورد خجلا ثم استطرد أخي :" فضحتينا ياعمتي لم نعد صغارا الآن "....أما سهام فقد بقيت متعلقة الأنظار به لا تبعد عيونها عنه تتبع كل حركة او كلمة تصدر منه ...آه صحيح ألم أطلعكم من قبل أن سهام معجبة كثيرا بأخي منذ زمن طويل إلا أنه غير منتبه لذلك ولا يهتم أصلا أخي بهذه الأمور بل إنه لم يبادلها يوما هذه المشاعر فهو ينظر اليها كأخت لا أكثر......ابتسم علاء بعد ان شاح ببصره إلى سهام ثم استرسل ضاحكا :" لقد كبرتي يا ابنة عمتي واصبحت جذابة وجميلة "
ثم عاد ينظر إلى عمتي مخاطبا إياها بجدية أكبر :" الم يتقدم أحد بعد لخطبتها يا عمتي ؟؟ "
اجابت عمتي بنفاذ صبر :" بلى تقدم الكثيرون لكنها لا توافق على أي احد لا أعلم مع من هي متفقة على الزواج" أعلم أنها قالت ذلك لتحرج سهام لا أكثر فقد بدت مستاءة منها بعض الشيئ وفهمت مما حصل ان أبنة عمتي تعاني نفس المشكلة التي أعاني منها ....حاولت أن الطف الاجواء فقاطعت حديثهم قائلة وقصد أزعاج أخي قليلا :" لن نتزوج حتى يتزوج أكبرنا "
ورحت اضحك لدرجة القهقهة وألوح بنظراتي إلى أخي فابتسم هو بدوره وخاطبني بسخرية :" سأدع الأمر لك يا زينب جدي لي عروسا مناسبة "
فانتابني الشعور بالضحك والسخرية من جديد وابتسمت بمكر وانا أغير مجرى بصري إلى سهام واستطردت قائلة :" لا تقلق يا أخي ..وافق فحسب فهي لا تنتظر منك إلا إشارة صغيرة لتعلن عن قبولها"
وتتالت الجمل والضحكات والقصص الفكاهية بيننا الى غاية المساء فلم نحس أبدا لطول الوقت ولما حان موعد صلاة العشاء ادينا صلاة الجماعة في غرفة الاستقبال وصلى بنا اخي علاء في المقدمة بينما نحن متخلفون وراءه كما جرت العادة وما إن انهينا صلواتنا توجهنا نحو المائدة العشاء التي همت أختي بتحضيرها ووضع كل ماتشتهيه العين عليها ...حضرنا الاطباق المفضلة عند أخي وعمتي وابنتها وجلسنا نتحدث من جديد عن انشغالاتنا ومشاكلنا وبعض المواقف الطريفة والمحرجة .......وعندما اعلن الليل عن انتصافه و انتبهنا أنا وشقيقتي على تأخر موعد النوم ...قمنا بسرعة نجهز المطارح و الأفرشة للجميع بحيث نام أخي في غرفة جانبية لوحده ونمت أنا وابنة عمتي ومريم في غرفتي بينما نامت عمتي إلى جوار جدتي في غرفة مريم وبقيت غرفة جدتي شاغرة...
إن أخاك يكاد يفقدني عقلي يا زينب...متى سيفهم أنني لا أريد أن اكون اخته "
هذا ما صارحتني به سهام وهي تغمض عينيها متأهبة للنوم وتبتسم متحسرة على موقفها ...وما كان علي إلا أن أخفف عنها قائلة :" تعرفينه ياسهام لا يهتم لمثل هذه المرور....متأكدة أنه لو كان يعلم لما جرحك بكلامه"
فاستطردت هي :" لكنني مللت عدم اكتراثه يا زينب ....ماذا أفعل حتى يفهم مشاعري "
اعتدلت انا في جلستي ثم ابتسمت بهدوء قائلة :" إذا أحببت...حدثته عنك ليس لدي مانع "
فاستفاقت مدهوشة ابنة عمتي من شبه غفوتها وهي تصرخ في وجهي بارتباك :" إياك إياك ان تفعليها....على الأقل أحضى ببعض الكلمات منه حاليا ...لن يكلمني في حياته إذا عرف الحقيقة "
وأخذت تنزع الوسادة من تحت رأسها وتضعها فوقه مستطردة بذلك :" دعينا ننام الآن ...فأنا منهكة من طول المسير " واغمضت عيناها واستسلمت للنوم تاركة أياي اجول ببصري في كل زاوية من زوايا هذه الغرفة وافكر واتذكر وابتسم تارة واغمض عيني ثم اعود وافتحهما تارة أخرى.... وفجأة طرأ على مخيلتي أمر غريب كلمة جميلة وغريبة وممتع سماعها في نفس الوقت...أميرتي....ما إن تذكرت صاحبها حتى احمر وجهي خجلا مجددا و مجددا ورحت ابتسم باستغراب ...لا بد أنني لم انتبه لها جيدا في تلك اللحظة لكن الآن وعندما بدأت استحضر كلامنا مليا يبدوا ذلك غير طبيعي أبدا.... ام أنني أنا من صرت أفهم و أتحسس النقص من كل شيئ...يا إلهي سأنام تاركة حياتي لهذا القدر الذي اصبح يفاجئني في كل يوم بألعابه المثيرة أكثر من اليوم الذي يسبقه...
علي أن أستسلم للنوم واترك التفكير في المستقبل إلى يوم آخر فغدا هو اليوم الموعود وينتظرني هناك مشوار طويل ....
قمت في صباح اليوم التالي مع أذان الفجر الأول وطار النعاس من عيني ففكرت أن أذهب إلى غرفة جدتي واتلو بعض الآيات من الذكر الحكيم قبل ان يستيقظ الجميع على صوت آذان الفجر الثاني...ألقيت نظرة على ابنة عمتي سهام فرأيتها غارقة في النعاس لذلك لم أشأ افساد أحلامها فقد بدت سعيدة بماكانت تراه في منامها والله أعلم ...توجهت نحو غرفة جدتي واثناء مروري على غرفة أخي احببت أن اطمئن عليه ففتحت الباب بهدوء شديد والقيت نظرة سريعة الى حيث كان ينام أخي إلا أنني لم أجده موجودا هناك ...
قلقت قليلا على علاء رغم أنه كانت هناك احتمالات كثيرة لتواجده في غرفة أخرى فبيتنا كبير وشاسع ويتميز بوجود العديد من الغرف الخاوية ...ولكن لدي كل الحق في الخوف على أخي .اوضاع هذا البلد لم تعد تنبأ بالخير في الامس أخذوا جارنا أمين الذي لم يبلغ بعد العشرين سنة ليلا وامام اعين والديه ولا خبر عليه أو طمئنة ببقائه حيا إلى غاية الآن....وفي الاسبوع الماضي اختطفت جارة صديقتي خديجة ولا أحد يعلم اين هي الآن وكيف ولماذا وهل لاتزال حية اصلا ...كما تم انتهاك حرمات عائلة بأكملها منذ أيام في الشارع الآخر الذي يجاورنا وتم قتل كل الرجال الذين حاولوا صد البلاء عن نسائهم...
سأبحث عن أخي في غرفة الاستقبال ولن أطيل التفكير كثيرا في أمور سيئة ولم تحدث أصلا ....أحسست بيد شخص ما تلمسني فالتفت مفزوعة الى الخلف لاجد علاء ينظر الي في ذهول وهو يقول :" ماخطبك يازينب...لما انت مستيقظة الآن " ...
تنهدت أنا بارتياح بعدما تأكدت بوجود أخي سالما واجبته مطمئنة :" لا شيئ كنت سأتلو بعض القرآن قبل صلاة الفجر وخفت عليك عندما لم أجدك في فراشك...ماذا هناك ألم تستطع النوم ؟؟ "
قال أخي وقد بدا التوتر جليا على وجهه :" أريد أن احدثك في شيئ ضروري يا زينب "
اجبته باستطلاع وفضول كاد ان يقتلني :" طبعا علاء فالنذهب إلى غرفة الاستقبال ولنتحدث فحتى أنا أريد إطلاعك على شيئ هام "
قطب أخي حاجبيه في حيرة لكنه استطرد :" مثلما تريدين أختاه "....توجهنا أنا وعلاء نحو الغرفة وأخذنا نجلس في مكانين متقابلين منها إلا أن كلانا التزم الصمت لعدة طقائق حتى قطع أخي ذلك الهدوء وهو يقول :" سأسالك يازينب سؤالا صريحا جدا ولا علم لي بردة فعلك لكن ارجوك اختي ان تثقي بي ومهما قلت ومهما تضايقت من قولي فلا تصرخي ...دعينا نناقش الموضوع كشابين ناضجين "
كان كلام أخي غريبا جدا وجديا أكثر من اللازم .لم أرى ابتسامات الدعابة التي اعتدت رؤيتها مرتسمة على ملامح أخي الهادئة ....حاولت تهديئ نفسي وطمئنتها بأي شيئ خطر ببالي في تلك اللحضة لكنني استغليت الفرصة كالعادة واستطردت قائلة بعدما احتدت انظارنا أنا وعلاء نحو بعضنا :" حسنا ...سنناقش أمرك هذا يا أخي...لكن بعد ذلك ستستمع إلي وتفهمني كإنسان ناضج كما كنت تخبرني منذ قليل "...اومأ أخي براسه علامة الإيجاب فهو من المستحيل أن يتوقع أن زينب هي مجاهدة من مجاهدات الوطن وراح يحدثني تاركا في قلبي ثقبا اسود مزقني إلى اشلاء وقطع قلبي إربا إربا وتركني هائمة اتخبط في أفكار الحيرة والندم...قال أخي :" زينب إن عدد القتلى الأبرياء في وطننا يزداد ....لقد كنت في البداية أظن ان تضحياتهم دائما ماتضيع هباءا منثورا كنت أكتفي بالسخرية من ذاك الأمل الزائف الذي يغزو عقول شبابنا ....أنا لم أعد اتحمل أكثر رؤية دماء الرجال... فكلنا رجال هنا وكلنا أبناء هذا الوطن...بدأ الامل الذي لا طالما اعتدت السخرية منه يسخر من حياتي ويجرني إلى الجهاد خير جر....لم أعد اتحمل يا أختي سامحيني....فإما ان نموت كلنا وإما أن نعيش كلنا " اشاح أخي بوجهه الى سقف الغرفة ثم عاد ووجه أنظاره الثاقبة ناحيتي ليجدني أغرق في الدموع واستمر قائلا :" لقد أوصيت إبن عمي آدم عليكن كما اوصيت كل أصدقائي ...لم يبقى لي ما أخشاه من بعد موتي " وتنهد أخي بصعوبة بعدما كادت الكلمات المطعونة بالبكاء تكاد تخنق أنفاسه ورفع يديه الى خدي ثم راح يمسح عني دوعي بأنامله وهو يضمني في نفس الوقت إلى صدره المرتعش من برد ذلك اليوم قائلا :" إمسحي عنك هذه الدموع يا أختي....بل زغردي يا حبيبتي فإن نعمة حب الجهاد لا يحظى بها الكثيرون "
أخيرا إستطعت أن ابتلع مابقي من أنفاسي المخنوقة من هول ماسمعت وتكلمت ببضع كلمات متلعثمة بالكاد يستطيع الانسان سماعها :" لكنني يا أخي الحبيب لا ألومك...وكيف ذلك وقد رزقني الله أنا ايضا حب الجهاد "،
ظننت أنني تكلمت بصوت خافت جدا وان اخي من المستحيل أن يكون قد سمعه لكنني أدركت بعكس ذلك عندما بدأت دقات القلب تعلن الحرب في صدره المشتعل والمنذهل من ما سمعه للتو من اخته التي لا طالما كان يعتبرها انسانة ناضجة ....أزاحني أخي عنه وهو يبعد رأسي بلطف عن صدره وهو يخاطبني متوسلا :" لا تقتليني يا زينب أرجوك....لا تفعلي بي هذا "
نظرنا أنا وأخي إلى بعضنا في حالة ذهول وعدم استيعاب حتى قطعت حبل الصمت الذي ألم بنا في ذلك الفجر العجيب :" إنه قدري يا علاء...قدري أنا فلا تحاول إيقافي "
قال علاء بغضب صارخا في وجهي المتباكي :" توقفي عن هذا الهراء...منذ متى والنساء تقمن بعمليات الجهاد...ماذا عن جدتي عن شقيقتك عن حياتك أيتها المجنونة ..." فأجهشت أنا بالبكاء حتى استجلب عطف أخي بي ورحت أحدثه قائلة :" لماذا يا علاء لماذا؟؟...لماذا تحرم علي ذلك وقد حللته على نفسك "
قال أخي بلطف شديد وهو يربت على شعري :" أخشى عليك يا أختي...أخشى عليك ولا أتحمل فقدانك "..ثم ابتسم وقال متسائلا "ما المهمات التي تتولينها بالضبط في الجبهة "
قلت له محاولة طمئنته :" صدقني يا علاء إنها مهمات غير خطيرة وبعيدة كل البعد عن العمليات الفدائية ".....وأخيرا تنهد أخي بارتياح وابتسم ابتسامة رضا ثم خاطبني قائلا :" لكن عديني بأن لا تموتي يا أختي " ....لا أصدق هل منحني أخي أخيرا موافقته...أخيرا تحصلت على أكبر دعم كنت اتمناه ...وأخيرا نلت شهادة القبول..الحمد لله...نظرت الى أخي باستسلام ثم قلت له " اعدك "....وفجأة تذكرت أنه ايضا متورط في ذلك فعدت أساله بتوتر "وانت هل هناك خطر على حياتك ؟؟" ضحك أخي بعفوية محاولا مداعبتي ثم استطرد " لا تقلقي علي...تعلمين كم أعشق الحياة "
لا يا أخي لا يا حبيبي ....منذ متى وعاشق الحياة يتوجه نحو الجهاد....كم أحب هذا المخلوق وكم أخشى رحيله عن حياتي...بارك الله فيك يا والدي أبدعت في تربية هذا البطل...أبدعت حقااا..
أدلفت سهام الى الغرفة التي كنا نتحدث فيها ونطلق العنان لضحكاتنا لتخترق الجدران ومن ثم مسامع ابنة عمتي....
فتثائبت قائلة :" مجنونان حقا " واستمرت وهي تفرك عينيها المحمرتين من عدم أكتفائهما من النوم :" أما من مستشفى قريب من هنا حتى تزورانه وتتركاني أنام مثل الناس والخلق " ...نظرت أنا بسخرية نحو سهام ثم قلت لها موجهة خطابي نحوهما :" أذهبي وارتدي حجابك يا آنسة فلا أظن الله قد حلل عليك الوقوف الى جانب أخي هكذا...." وابتسمت مستكملة :" فقط حتى نتجنب الفتنة " ...احمر وجه سهام خجلا ولم تدري بما تجيب بينما أمسك أخي بشعري ممازحا وهو يقول :" يالك من لئيمة إن سهام مثل أختي وقد تربينا مع بعضنا " ثم نظر علاء نحو سهام مبتسما وهو يقول :" اليس كذلك يا ابنة عمتي؟؟"
تجيب سهام بغضب وغيظ باديين على وجهها ولم تستطع أخفائهما وأخيرا قررت أن تخترق هذا الحاجز الذي بات يعذبها في كل ليلة وهي ترى طيف هذا العلاء الجميل يحوم من حولها دون ان تملك اليه طريقا :" لا لست كذلك...لست أختك ولا أريد ان أكون...الإخوة في الوثائق يا علاء "
وخرجت ابنة عمتي مسرعة وهي تحترق بدموع الانهيار متوجهة نحو غرفتي وهمت باغلاق الباب بسرعة......التفت الى أخي فوجدته ينظر إلى الباب حيث كانت تقف ابنة عمتي في ذهول ثم صوب أنظاره الثاقبة نحوي وهو يسئلني :" مالذي قالته بحق رب السماء يا زينب "
هززت كتفي بعدم مبالاة فسهام كان معها كل الحق فيما فعلته....يكفيها ماتعانيه بسببه منذ زمن طويل والآن أصبحت تعاني طلبات أمها والحاحها في الزواج بينما يقف فارس أحلامها المنتظر امامها وهو يكرر دائما عبارات الأخوة الجارحة تلك ...
عندما لم يلقى أخي علاء مني أي جواب على استفهامه صفع الباب بقوة وغادر البيت وهو يقول :" اوووف الفتياات "
خرجت سهام من الغرفة ثم نظرت إلي بخجل وهي تعض على شفاهها مستطردة :" تبا لي مالذي فعلته "
" انت لم تفعلي شيئا....عليه أن يحترم مشاعر الناس"
تقول سهام :" لم أشأ إغضابه يا زينب...ماذا سيقول عني الآن ....كانت تتربص بي بينما انا غافل عليها...يااارب "
أجبتها بنفاذ صبر :" كفاك عتابا إنه هو المخطئ ...تعلمين كم هو حنون وسيعود حالما يهدأ ويتقبل الموقف "
جلست سهام وهي تمسك بالوسادة بحياء ثم قالت :" وماذا الآن ..؟؟؟."
تنهدت أنا بحسرة ثم قلت :" سهام عليك ان تنسي أخي فأنتما لن تتلائما "....تعجبت ابنة عمتي وكادت ان تجهش بالبكاء إلا أنني قاطعتها وأخبرتها كل شيئ عني وعن أخي وفعاليتنا في الجهاد ...في البداية لم تتقبل سهام الأمر ثم شيئا فشيئا استوعب كل مايحصل وأكدت أنا عليها ألا تبوح بالسر لأي مخلوق مهما كان ....رفعت الي بصرها ثم قالت :" سؤال واحد بعد يازينب " اومئت انا برئسي إيجابا ثم استطردت هي بعد ذلك :" منذ متى وانت تخفين عني هذا "
" منذ أول رصاصة يا حبيبتي .لم أشأ اخبارك لانني توقعت رفضك للمخاطرة التي أقدمت عليها "
ابتسمت سهام مستطردة :" ولكنني لازلت أريد الوقوف بجانبكما حتى ولو اضطررت ان اكون معكما....تعلمين أنني لن اتخلى عنه بهذه السهولة يازينب "
ضميتها بقوة الى صدري ثم قلت :" بارككي الله لنا يا عزيزتي....أتمنى لكما التوفيق "
أنت تقرأ
اميرتي تحت الحصار للكاتبة ندى معمري
Romanceعندما يدق الحب أبواب الحرب.....هل سمح لقلبه بالتغلب على وحشه....هل حقا لايصلح الا للحرب.....هل سيضحي لأجلها وقد أعلنت عليه عدوانها......منتهى العشق بين الاحتلال والمحتل...