لماذا أنا 8

40 0 0
                                    

اتعلمون من تذكرت للتو .....تذكرتك انت يازينب وتذكرت كل احداث يوم الامس المتعبة وتذكرت امورا لم انتبه لها اصلا في وقت حدوثها ...وتذكرتك انت مجددا بكل تفاصيلك بكل نظراتك بكل حركاتك وبكل كلماتك....هل من الطبيعي ان عقلي عاد يستحدث كل خطابنا ام انني بدأت اصاب حقا بالجنون .....
ما أحوجني الى بعض الراحة في هذه الايام بالضبط انا على وشك ان اعود للدراسة ويجب علي ان اوقف عملي الشاق ولو لايام معدودة ....لست مجبرا على القيام بهذه الوظيفة اصلا ...آه منك يا أبي تعاملني كما يعامل العرب ابنائهم اليس من المفروض اني بلغت سن الرشد وانتهى الامر لقد انتهى ياأبي دورك في هذه الحياة لماذا لاتدعني اتخذ قرارتي لوحدي كشاب ناضج هل عليك دائما التدخل في كل شيئ يعنيني وافساد كل مخططاتي وخططي للمستقبل....
يالهذه الزينب و ذكراها التي ترفض ان تفارق مخيلتي المشتة ....ياإلهي انه لم يكن سوى لقاء واحد ...اجل لقاء جاف وحارق ومتعب بكل معنى الكلمة...اظن انني اخطأت في وصف اللقاء كنت اعني بوصفي جو ذاك اليوم بالطبع...لن انسى لك أيها الصيف مافعلته بنا بالامس لن انسى لك هذا أبدا وصدقني لطالما كنت من محبي الشتاء ..لا شواطئك ولا فواكهك ولا اجازاتك يمكنها خداعي....فالنعد الآن اليك يازينب واعتذر لانني اربط ذكراك مع ذكرى الحرارة والشمس المحرقة هذا ليس بيدي ...على كل حال هو لم يكن سوى لقاء عادي ومبتذل كباقي اللقاءات الروتينية في حياتي المملة ....المشكلة انك بدوت في هذا الجزء من القصة كأنك انت الاميرة المحاصرة وبدوت انا الشخصية الشريرة من السيناريو....لا تظنو أن تلك الشابة قد اثرت علي لهذه الدرجة فبعد قليل سأنسى حتى اسمها ووجودها في هذا العالم لأنني بصراحة لا احصر عقلي المثقل بالهموم بالفتيات بل على العكس انهن آخر اهتماماتي في هذه الحياة ولست مضطرا لاقف منتصبا وقفة المحامي حتى ادافع عن نفسي ضد نفسي لاثبت لنفسي ذلك...الواقع اولى بإثبات ذلك وستتاكدون مما قلته في القريب العاجل....
إنها لم تكن سوى فتاة كسابقاتها اعجبت بها في يوم ما ونسيتها في اليوم الذي يليه او بالاحرى ليس الذي يليه انني ابالغ قليلا فهاأنا اسرد لكم القصة ولازلت اتذكرها....
دخلت الى المطبخ وانا ارسم على وجهي ابتسامة الخجل والاحراج ثم توجهت نحو أمي وقبلتها بكل حرارة واخذت في سحبها بين ذراعي المتثاقلين لأضمها قليلا الى صدري وارتوي من فيض حنانها مايكفيني لاكمل به هذا اليوم الجميل الذي يبدو اكثر برودة من سابقه الجاف....ثم استطردت بعد ذلك:" ما رأيك يا أمي في الجزائريات"
ابتسمت امي في حيرة وتعجب ثم نهتني ان ارفع صوتي خوفا من ان يسمعني السيد بابا فيهم بطردي من المنزل الى أجل غير مسمى ..واستطردت امي قائلة:" لماذا تسأل يابني !؟!؟...أهناك شيئ"
وأومئت برأسي علامة النفي وابتسمت بطريقة خبيثة استطعت من خلالها ان المح لأمي عن هدفي من السؤال ...فاكملت أمي قائلة:"على كل حال انهن غريبات الاطوار يا ألكس لكنهن قويات الشخصية وشرسات لا شيئ يخيفهن ...اذكر ان اباك قد تعرض للمهاجمة بالشتم والضرب من قبل واحدة منهن في ذلك الوقت"
واستمرت امي ضاحكة وانا محتار فيما قالته لان هذا يرسم لي صورة جديدة تنافي تلك التي رسمتها عنهن في مخيليتي من قبل:"لازلت أذكر ملامح وجهه المحمرة آنذاك ..كنا على علاقة غير واضحة ولقد ضحكت بشدة وكثيرا يومها في حين انه شعر بالخجل وراح يتستر على الموقف قائلا:" آه لو لم تكن فتاة لكنت...:" لكنه سرعان ماعلم بآنفضاح أمره فخاطبني ساخرا:" انت لست مثلها ياروكسان!؟!؟...انا لا أحب الفتيات المسترجلات.
أما أنا فابتسمت بإعجاب شديد وكان ذلك جليا على وجهي ثم رحت احمل فنجان القهوة بين يدي لاستمتع بإحتسائها وانا انصت الى قصص امي الجميلة الرومانسية بكل انتباه...كم احب ان أتطفل على يوميات والدي حين كان شابا لا اعلم لماذا لكنني على الاقل استرجع احساسي بأنه ليس آلة تثور بغضب لاتفه الاسباب كما يبدو لي اليوم
ويالسوء حظي امتثل امامي ابي دون اي سابق انذار فوقع مني فنجان القهوة وتوقعت انه ربما قد سمع كل شيئ ورغم ذلك تجنب الحديث في والتعليق على ماقلناه وغير الموضوع قائلا :" لماذا لا تخلص في عملك يابني...احيانا ينتابني شعور انك لست ولدي"
بالله عليكم هل انا من يتحسس كثيرا وبلا سبب ام ان هذه الجملة التي قالها ابي للتو تعد قسوة حتى من اكثر الآباء صرامة ....رمقت أبي بنظرة الغضب والاستفسار في نفس الوقت وبنفس الطلاسم المعاتبة.فنظرة الغضب كانت بسبب كلامه الجارح انتي لست بابنه اما نظرة الاستفسار فهي توحي وتعبر على قمة شعوري بالحيرة مما قاله عن الاخلاص في العمل ...الكل يدرك انني اكثر من يحب خدمته لهذا الوطن فلماذا يقلل ابي دائما من احترامي بكلامه الغير موزون بتاتا...لا بأس علي مما قاله تجاهلته كالعادة حتى لا اثير جلبة في البيت ووضحت له انني لم افعل اي شيئ يسيئ الى وظيفتي لكنه قاطعني قائلا:" لقد تم تمرير ونقل بعض الاسلحة في المقاطعة التي كنت تتولاها...

اميرتي تحت الحصار للكاتبة ندى معمري حيث تعيش القصص. اكتشف الآن