التفكر

147 13 61
                                    

(في هذا المقال يا اصدقائي انقل لكم شيئا من تجربتي)

قبل اربع سنوات تقريبا كنت اقرأ القرآن واحاول التدبر فيه كنت دائما ما اصادف آيات تتكلم عن التفكر وتربطه بالايمان والعقل والرؤيه الكونيه ومعرفة نظام الخلق الالهي والفهم و .....

لاحظت ان هذا الموضوع مهم وانا شاب كان عمري سبعة عشر عام في حينها ولم اسمع يوما من خطيب منبر او شيخ او استاذ او تربوي او مرشد او اب اي نصيحه او ذكر لهذا الموضوع !

ثار فضولي وحاولت البحث عنه حمداً لله لدينا النت وما زلت جديد العهد علۑ استخدامه.

بدأت ابحث في النت عن هذا الموضوع وبحثت في عدة مواقع علي النت وجدت محاضرت قليله جدا وكتابات غامضه تتكلم عن الموضوع وقلت في نفسي ليس له اهميه نظرا لصغر سني وسذاجة عقلي
ولكن كنت في تلك المرحله من حياتي عندما كنت مقبلا علۑ امتحانات الوزاري "في السادس العلمي" كنت عادة اخرج في الليل اختلي بنفسي لا اعلم كيف تعلمت هذه العاده ولكن كنت اشعر بالراحه والسكينه وقت العزله .
وشيئا فشيئا بدأت افكر وشيئا فشيئا بدأت التساؤلات تضرب فكري!! وتثير دهشتي كثير من المواضيع! "منها ما الذي يحرك عظامي وعضلاتي؟ ومن اين منبع افكاري؟ وهذه الافكار من المسؤول الاول عنها؟ وماذا كنت قبل ان اكون ؟وكيف؟ واين؟ ومتي؟ وما هي وظيفتي ومسؤوليتي في هذه الحياة؟ ولماذا وكيف والۑ اين ......؟؟وهكذا تساؤلات تدور في ذهني"

صرت اشعر بأن الفكر يسري وينساب في داخلي واشعر بأني صرت اتمكن من الدخول في اللحظه الحاضره وتتوسع الافآق امامي وادراكي يصبح اعمق ورؤيتي اوسع صرت مقبلا على القراءه والمطالعه والبحث وانتقلت الۑ مرحله جديده من حياتي صرت كثير العزله وكثير التفكير في هذه المسائل ...

بعدها انتقلت الۑ التفكير في الموت والاخره وواجبي في هذه الدنيا ونعم الله علينا وفضله وعظيم خلقه وملكوته صرت احب الله وكل يوم يزداد هذا الحب اكثر واكثر وصرت اشعر بالتحليق والرضا والقناعه..

صرت اجيد الكتابة وكتابة شيء من الشعر احيانا او صرت مغامراً في اللغه ان صح التعبير كما افعل الآن "واعذروني علۑ الاخطاء النحويه لاني لم اتمكن من اللغه بعد"

صرت صلب الاراده وايماني يزداد تركيزه وطموحاتي واهدافي صارت اوسع واكبر صرت لا اريد شيء لنفسي فقط اريد ان اقدم شيء لهذا المجتمع الذي رأيت من واجبي خدمته حتۑ لو لم يقدم لي شيء لاني صرت اعمل لأرضي معشوقي الاوحد ولا اريد رضا من سواه.

ولكن صرت مفرط السؤال والتساؤلات تزداد يوما بعد يوم صارت تؤرقني وترهقني ولا استطيع التوقف عن التفكير وكان لدي اعتقاد خاطئ لا اعرف كيف تكّون وتبلور في داخلي وهو "ان التوقف عن التفكير سيفقدني كل ما اكتسبت لذلك علي فرك الذهن اكثر لاصل الۑ وعي اعمق تفكير بدون توقف لان التفكير نعمه " وهي مصداق لـ(هلك من لم يكن له حكيم يرشده)و (ومن لا شيخ له كان شيخه الشيطان ) لانني لم اكن اعطي راحه لنفسي ولا لعقلي وكان من المفروض ان تكون ساعة لي وساعة لربي واسترشد حتى اُرشد ..

وهذا التفكير والتساؤلات العميقه التي كانت تعتصر عقلي وتشغلني عن كل شيء ..مع غياب مشارب الاجابه نظرا لبيئتي التي اعيش فيها وقلة الوعي السائد .. لذلك كان علي البحث وحيدا وخوض غمار هذه التجربه وحيدا ...

بدأ التفكير والسؤال يرهقني اكثر للحد الذي بدأ رأسي يؤلمني حتى صرت من شدة الاهتمام بالتفكير وترك الاهتمام بالمؤهلات العلميه صرت افقد مواهبي شيئا فشيئا وصرت بعد بمرور الوقت كالحجر تجمد عقلي واحساسي وتحولت الى جماد!!

لا استطيع التفكير ولا التأمل ولا الاحساس بأي شيء وصار هناك الم مستمر في الرأس والصدر ولكن ما اسعفني هو ايماني وحبي لله فالايمان والعشق هما من جعلاني استمر واعطياني القوه على ذلك ...

وكان اسوأ شيء يحدث لي هو فقدان شيء تعودت عليه فكيف بي وانا افقد كل شيء انه شيء يدعو للجنون !

واستمرت الحاله وهي تدخل في شهرها الخمسون!!

ولكن اشعر بتحسن في الوقت الحاضر بعدما صرت اشعر بأني اصبحت في السبعين من عمري علۑ اثر ما مررت به من الم وعزله قاسيه عن العالم وفقدان اعز ما املك الا وهو فقدان القدره علۑ التفكير ووهن العقل وجفاف الاحساس والفشل المطلق في كل شي۽ ..!

وبقيت اصارع هذا الفقد وتعب الروح والغصه واللوعه ووقعت ضحية مافقدت وما اكتسبت وما اعيش لأجله ..!

حتي صار هناك تعارض حاد بين طموحي الذي فنيت نفسي في من اجله وواقعي الذي اخطأت في قراءته
!

والخلاصه دخلت في هذا المعترك نتيجة بحثي وكنت صادقا في معرفة اهمية التفكر وكثير من المواضيع وتوسعت بالموضوع واكتسب اكثر مما فقدت ولكن بالرغم من ذلك مررت بهذه المشكله التي طرحتها لكم نتيجة عدم توفر المرشد وتكاد تخلو ثقافتنا التربويه والتعليميه والاسريه والدينيه من طرح هكذا مواضيع لتحريك وفرك الذهن لذلك نحن مصابين بالجمود والسطحيه حسبما اعتقد ..؟

اعتقد علينا البحث عن جابات لهذه الاسئله قبل الشروع بعملية التفكر وعلينا الاستعانه بأهل الخبره والاختصاص لارشادنا في ذلك..

#كيف نتفكر؟ وما هي الابعاد والاطر لذلك؟ وما فوائده واهميته لعقولنا وارواحنا وانفسنا ؟ ولماذا ركز القرٱن علۑ هذا الموضوع كل التركيز؟ ولماذا نحن مغيبين هذا الموضوع المهم عن اذهان الناس وقد يكون فيه سبيل الخلاص
#يعقوب

كتاباتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن