فالورد يحيي وقد يميت احياناً !

115 11 18
                                    

عندما كان الجنود يقودون منصور الحلاج الى المقصله لإعدامه كان الناس يرموه بالحجاره لانه ملحد او منحرف ..كما يدّعون
وكان من بينهم صديقه الذي رأى لزماماً عليه ان يرميه بشيء ما!
فرماه بوردة حمراء وكان اثر تلك الورده اشد وقعا على نفس الحلاج من كل تلك الحجاره التي رماها عليه الناس!

فشعر الحلاج بروحه تموت قبل ان يقطع رأسه الجلاد لانه تلقى الطعنه من الاقربين وطعن الاقربين اشد مضاضة على النفس..  كما يقولون

فلو قدّم هذا الصديق الورده  تعبيرا عن دعمه مساندته له وكأنه يقول (لو كذبك كل الناس فأنا اصدقك ومعك) لدبت في حينها الحياة في روح الحلاج ..
ولكن ما حصل هو العكس وقد قتله من الداخل بفعلته هذه!
ومن هنا نفهم اننا نمتلك الورد ولكن التأثير الذي تحدثه كل ورده في النفس متوقف علينا وعلى ما انطوى في صدورنا واخفيناه في نفوسنا..

فأعرف ان الكلام قد يحل محل الورد احيانا ويحل محل اشياء  لا حصر لها ولا عدد !
فكل كلمه هي مثل الورده قد نعطيها لمن هو بحاحة اليها  شوكا او برعماً متفتحاً ؟ او قد نكتفي بنشر عبيرها بصمت وخفية فالكلمة الطيبه صدقه  ..."والكلام ايضا يحيي وقد يميت احياناً"

وهذا الامر راجع الينا والى مدى تهذيبنا لنفوسنا والرقي بها الى حيث السكينه والطمأنينه حتۑ تصبح النفس روضة من رياض الجنه فسيعد من يرافقنا ويجالسنا فنتحول الى عشاق لا تحدنا ارض ولا سما۽ محلقين بعشقنا الى الحد الذي لا حد له!

فما اسعد الانسان الذي حظي برفقة عاشق !
وما اسعد الانسان الذي عرف كيف يقدم وردة!

#يعقوب

كتاباتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن