تطوير الذات

61 8 6
                                    

تطوير الذّات وتغييرها نحو الأفضل هو شعار نادى به الكثيرون، ورفعه من أراد تغيير حياته والانطلاق بها نحو الأمام، وقد يكون سبب تطوير الذّات لدى الفرد نابعاً من داخله، أو نتيجة مؤثّر خارجي أثّر في حياته، فكانت هذه نقطة البداية، ولا يصدر قرار الفرد في تطوير ذاته وتغييرها أولاً وآخراً إلا من داخله وبإرادته هو
،[١] ويظهر هذا المعنى واضحاً في قوله تعالى: (...إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)،
[٢] فما هي أنجع الأساليب لتطوير الذات، وما العوامل التي يجب توفّرها لتحقيق ذلك؟ أساليب تطوير الذّات تطوير الذّات البشريّة يحتاج من الإنسان إلى اتّباع العديد من الأساليب والطرق التي تكون عوناً له على تطوير ذاته، منها:
[٣]التحدث مع الذّات: وفي التحدث مع الذات يقول جيمس آلان: (أنت اليوم حيث أوصلتك أفكارك، وستكون غداً حيث تأخذك أفكارك)؛ فالإنسان بطبيعته يتحدّث مع نفسه كثيراً، ويتوقّع الأسوأ دائماً، فهو لا يرى إلا السلبيّات أمامه، ولدى كارنيجي رأي في هذا الموضوع فيقول: إنّ أكثر من 93% من الأفكار التي ترِد إلى الإنسان حول الأحداث التي يعتقد أنّها ستكون سلبية لا تحدث معه أبداً، بينما أحداث قليلة تصل نسبتها إلى 7% فقط فلا يمكن التحكُّم بها، مثل: الموت، والجوّ. وللتحدث مع الذّات أهمية كبيرة في حياة الإنسان؛ فالبرمجة الذّاتية إمّا أن تجعل منه شخصاً سعيداً وناجحاً في حياته، يحقق كل أحلامه، وإمّا أن تجعله تعيساً وبائساً ويائساً. النظر في اعتقاد الشخص: فالاعتقاد هو مولد التحكم في الذّات لدى الفرد، وهو الأساس الذي تُبنى عليه أفعاله، ويُعدّ أهمّ خطوة من خطوات النجاح ، يقول الكاتب الأمريكيّ نابليون هيل: (ما يُدركه ويؤمن به عقل الإنسان يمكنه أن يحقّقه)، وهناك حكمة تقول: (لكي ننجح، فلا بُدّ أولاً من أن نؤمن بأننا نستطيع النجاح)، والاعتقاد هو ما يتحكّم في الفرد نجاحاً أو فشلاً، فهو قد يكون سبباً في فشل الفرد في حياته العمليّة وتصرفاته في الحياة، وقد يكون سبباً في نجاحه وبلوغ أهدافه التي يتمنّاها، ويقول ريتشارد باندلر: (إنّ للاعتقادات قوة كبيرة، فإذا استطعت أن تغيّر اعتقادات أيّ شخص فإنّك من الممكن أن تجعله يفعل أيّ شيء). وأكبر مثال على ذلك هو توماس أديسون، فقد اعتقد أنّه سينجح يوماً ما، وسيحقق ما يسعى إليه، ولذلك واصل عمله وتجاربه رغم كثرة تجاربه الفاشلة التي بلغ عددها 9.999 تجربة، وتقليل الناس من عمله وإنجازاته، ورغم ذلك كلّه فقد واصل العمل حتى أثبت نجاحه للجميع. معرفة أنّ القرار المُتّخذ سيغيّر المصير: يجب أن يعرف الإنسان أنّ القرار الذي سيتخذه هو القرار الذي سيغيّر حياته ومصيره، وسيكون انطلاقةً نحو النجاح، فالقرارات التي يتخذها الإنسان تحدّد شكل تعامله مع الآخرين ، وطريقة عمله؛ فالعالم يتحرّك في إطار أمرين، هما السرعة، والابتكار، ولذلك على الإنسان أن يدرك أهميّة هذا الأمر. يقوم القرار المُتخذ من قبل الشخص على أمور مهمّة، منها قِيَم الشخص المقرّر، واعتقاده، والمفهوم الذّاتي لديه، ومدى إدراكه للأشياء المحيطة به، ووجود المؤثرات الخارجية. وضع الفرد مثلاً أعلى له: على الفرد أن يتّخذ مثلاً له؛ ليكون حافزاً ودافعاً له نحو التطوّر و النجاح ، وعليه أن يُردّد باستمرار: إذا كان فلان قد نجح في حياته وأعماله، فأنا أستطيع أن أنجح. التخيّل الإبداعي: هو تخيل الإنسان نفسه في المستقبل وهو ناجح في حياته بعد التطور، و التغيير الذي أحدثه. عوامل تطوير الذّات يُشير عبد الكريم بكار إلى إنّ نجاح الفرد يحتاج منه إلى مجموعة من العوامل الإيجابية التي يجب أن تتوفّر في الشخص، وبمقدار توفر هذه العوامل في الشخص يكون نجاحه وتطوّره؛ فهذه العوامل هي بمثابة الخلطة متعدّدة العناصر، ومن الضروري توفّرها في عملية النجاح، وعلى الإنسان أن يدرك أمراً مهمّاً، هو أنّه لا يوجد نجاح صافٍ وخالٍ من الانتقاد أو الجدال، أو لا يقبل التحسين؛ فهذه حقيقة، مَن أدركها لم يُصِبه غرور النجاح، وسيواصل مسيره في طريق الارتقاء والتقدم.
[4] ومن العوامل التي تساهم في تطوير الذّات لدى الإنسان، ما ذكره توراو توكودا في كتابه، ومن هذه العوامل
:[5] تحويل رغبات الفرد إلى أهداف: الكثير من الأفراد لديهم رغبات وأمنيات كثيرة، يريدون تحقيقها في أعماق أنفسهم، إلّا أنّ هذه الرغبات تبقى على حالها دون أن يبذلوا أيّ جهد أو عمل في سبيل تحقيق ما يريدون من رغبات؛ لذلك يبقون في أماكنهم، من غير إحراز تقدّم في حياتهم، ولكي يُحقّق الإنسان التقدّم المنشود الذي يتمنّاه، يجب عليه رفع درجة الرغبات هذه إلى درجة أعلى من ذلك، فلا تبقى مجرّد رغبات يتمنّاها الشخص، وإنّما عليه أن يجعلها أهدافاً واضحةً، ثمّ يبدأ بعد ذلك بوضع الإجراءات العمليّة اللازمة لتحقيقها على أرض الواقع. البدء بالعمل فوراً عند تحديد الهدف: فلا يتحقّق هدف الفرد عند وقوفه محتاراً بين العديد من الأهداف، فيختار الأفضل منها، ويجزم في أمره فوراً، دون أن يستغرقه التفكير، أو يركز في التفاصيل، فيحدّد الهدف الذي يسعى إليه، ثمّ ينطلق مسرعاً للعمل ، والبحث المتواصل في الطرق والوسائل التي تُعينه على ذلك. العمل المتكامل يولّد اليقين: بعد بدء الإنسان بالعمل، عليه أن يكون على يقين بأنّه سينجح في عمله الذي أقدم عليه، ويثق بنفسه وبنجاحه في بلوغ الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها ويتمناها

كتاباتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن