أسند رأسه على زجاج السيارة من جانبه بتعب وأرهاق على ممر به طوال اﻷربع سنوات وعددة شهور كما عرف من رفيق دربه يوسف بعددها ...ترى هل هى تحبه كما يحبها .. ترى هل هى تفتقده كما يفتقدها ... ترى هل هى تنظرة كل تلك السنوات كما كان يدعوا الله أن يجمعه بها لو مره واحده .. ليرجع من شروده بأبتسامة تهكم مرددا لنفسه لما ستنظره .. ما رأته منه يجعلها تفر فر لا ليس تحبه وتنتظره .. على ما ستنتظره على رفع يده ﻹول مره فى حياته لتكون على وجهها هى !!.. على تهمته لها بالدناسه!! لما ستنتظره على أغتصابه لها!! ...
اااااااه على تلك الكلمه التى وجعت قلبى وأشعلت وتر جنون عقلى ونخرتنى نخرا .. وجعلتنى أخلف وصية عمه فى أخر كلمات نطق بها فى حياته لتكون فى أذنه هو " أنا أديتك عينى فخليها عيونك ياحمزة " !!!!
حينها أنساب دمعه من عينيه هما بمحيها قبل أن يشاهدها يوسف السائق بتركيز للطريق أو من والده الجالس بجواره لا يصدق بأنه أمامه فيمد يداه يلمس بها يده كل حين مسح دمعته وهو يؤنب نفسه على عدم حفاظه على أمنته التى سارت بعد ذلك " عيون حمزة " نعم عيونه وقلبه وروحه التى يتمنى أن يراها اﻷن تنتظره !!!
أفاق من شروده على يد والده تربرب على أحدى أكتافه رفع رأسه سريعا ملتفتا له بأستفسار ليجيبه بأبتسامه تجتاح وجهه ولم يفعله من قبل طوال اﻷربع سنوات الماضية إلا فى حضور الحسن والحسين الذى رفض أخباره بهم حتى يراهم بعيونه أولا كى لا يزيد شوقه ..
- يلا ياحبيبى وصلت بيتك
حينها أبتسم وتملكه الخوف .. أبتسم لسعادته فأخير بعد طول فراق فى بيته على مسافه قريبه من أمه .. أمه التى يسير وينجى ببركة دعائها والتى تحتل قلبه .. قريب من حبيبته التى هى عيونه .. قريب من شقيقته تلك الطفله التى يعشقها رغم مافعلته بجهل وعدم أدراك من جانبها فمزال يعشقها حتى بعد ذلتها ...
أما خوفه فينبع من داخله من إلا يرها تنتظره حينها حتما كل تلك سنين الأسر والتعذيب لا تعنى له كفراقها !!!!!هما والده يهبط من السيارة ليتبعه هو بوهن وخوف ليتفأجأ بعدم نزول يوسف ليهم هو ووالده لاجباره بالنزول ليردد هو مبتسما سعيدا :
- هاجى ياعمى وهجيب كمان مى بس حمزة عنده مقابلة دلوقتى أهم مننا علشان كده لما يرتاح هقرفه بزيارتى كل يوم ..
ليفهم حسين مغزى حديثة فأبتسم له مرددا بالموافقه :
- طيب ماشى على خيرة الله هنستناكم ..مع السلامه
ليغادر بعدها بسيارته لتتحرك أقدامهم بأتجاه باب المنزل ووالده ممسكا بيده بقوة كأنه لا يصدق أن رأءه أخير بعد كل تلك السنوات واﻹلم ..
ليصدح رنين تنبيه البيت بقدوم أحد على بابه ليأتيهم صوت والدته من خلفه مردده :
- والله أنتم غلبتونى وبتستخبوا فى حتت صعبا عليا .. ومعنتش لعبه معكم اﻹستغمايه تانى ...
لتهم بفتح الباب مردده سريعا وعلامات الأرهاق تصاحبها اﻹبتسامة الجميلة لﻹعيب تلك اﻷطفال الشقيه :
- استنوا بس هشوف مين وأجلكم نلع...
بترت الكلمه بل بترت جملتها بل تجمد تعابير وجهها وهى ترى شخص شبيه بقطعة قلبها بهيئة مزريه ...
كذبت عينها سريعا خائفه من أن تكون تتوهم لتفيق بعدها على حقيقة مؤلمه تؤكد لها ثانيا بعدم وجوده والتى عانت وعانت وعانت منها كثيرا فى تلك السنوات الماضيه إلى حتى هذه اللحظه التى لاتعلم أن كانت من ضمن حاضرها أو تهيئتها من شددة رغبتها برؤيته .. أفاقتها كلمه زوجها وهو يبتسم مرددا بأسمها " حاجه صفيه " ليرتمى بعدها ذلك الشاب فى أحضانها مرددا بدموعه الغزيرة " أمى " !!!
حينها توقفت دقات قلبها لا تريد العيش بعد اﻷن.. يكفيها تلك الكلمة ان تسمعها من فمه مرة أخرى .. والتى كانت تتمنها وتدعوها من الله حتى ولو فارقت الحياة بعدها ...
حينها عادت لواقعها وهى ترفع يداها تتحسس جسده وتحضنه ..تتحسس شعره وتحضنه وجهه انفه فمه وتحضنه.. أكتافه يداه وتحضنه لتجهش بعدها فى البكاء بعيون بات صاحبها يتوهم بأنه يحلم ليخرج صوتها أخيرا بصوت مرتفع يرتجف وهى تحتضنه بشدة وعدم تصديق :
- أبنى ... أبنى هنا .. أبنى رجعلى .. أبنى رجع لحضنى أخير .. كنت بدعيله ومردش دعائى .. ربنا عارف وحس بقلبى اللى كان بيتقطع فى كل لحظه وثانيه .. عارف أنى كنت عايشة اﻷيام اللى فضلالى بمراره وألم ..
ياااااااااااارب لك الحمد والشكر يااااااااااارب جميلك ده عمرى مهنساه طول حياتى يارب ...
خرجت منها بفرحه مﻷت قلبها وبسعاده أجتاحتها حامده شاكره لرب السماء كأن قول الله لنا " لاتقنط من رحمة الله " قول ﻹبد لنا من التسلم واليقين ثم اليقين به....

أنت تقرأ
معذب قلبي فى إسرائيل " حبيبتي فلتغفري لي "
Romanceأحبته بل عشقته وترعرعت عليه منذ الصغر ... أما هو لا يشعر بها بل ولا يتذكرها من اﻷساس ويحب غيرها لتجبره الظروف الطارئه بضرورة أرتباطهم ... فهل سيحبها ! بل هل ستتركه اﻷخرى لها بتلك السهوله! هذا ما سيتضح فى تلك الحلقات المتتالية لنرى ممن منهم سيفوز به...