The End.

8.8K 570 974
                                    


تجاهلوا الأخطاء الإملائية إن وجدت ، البارت طويل وقراءة ممتعة🌿.

.

.

تخيّل نامجون منظرَ الأشجار الرطبة وقارعة الطريق المبتلة أثر تساقط قطرات المطر سابقًا ، وأيدي المارة التي لن تخلى من المظلات الملونة وصوتُ وطئتِ أقدامهم ، تخيّل نفسه يتقدمُ خطوة تتلوها خطوتًا أخرى مقتربًا من والديّه اللذان يقفان على بعد مسافة صغيرة من باب السجن المركزي يحملُ أحدهما كيسًا بلاستيكيًا بداخلهِ التوفو ، ابتسامتًا عريضة جدًا متشكلة على محياهما ، تخيّل نفسهِ يؤخذ من قبلِهما وبين ذراعيّهما ، يتسابقان على احتضانهِ وغمرهِ بالحنان والدفء الذي أفتقده طوال الأيام الماضية.

هو تخيّل ، وهو توهم.. لأنه وعندما وطئت قدمه درَج المركز مغادرًا إياه لم تداعبه لمستًا من الهواء البارد ولم يشتم رائحة الأرض بعدَ نزول المطر ، بل وجدَ نفسه بين حشد من الناس ، يتصارع كلًا منهم بشتمهِ وشدهِ من قميصه ، وجدَ نفسهِ يُسحب من قِبل هوبين الذي أستطاعَ سرقتهِ بمساعدة من رجال الشرطة وأخذهِ خلف المركز حيثُ يركن سيارته.

أبعدَ يدهِ المتشبثة بيد نامجون مقتربًا منه ، يرفعُ يده أمام الأكبر حاملًا كيسًا باللون الأسود ، وكأنهُ يقرأ رغبات المتسمر في مكانه ويعلمُ بها.

" سعيد برؤيتك سيدي.. " رحبَ به هوبين وأكمل " تفضل التوفو "

أبتسمَ نامجون ومدَ يدهِ آخذًا التوفو من الآخر وهمَ بأكلهِ بينما في داخلهِ أمنية وأملًا أكبر وهو ألا يعود لهذا المكان مجددًا وأن يكون بمقدورهِ العيش دون الفجوة السوداء التي تسببَ بها هو لنفسه.

الأصغر سريعًا فتحَ الباب الأمامي لنامجون الذي شكره وهمَ بالجلوس ، وهوبين جرى تجاه مقعد السائق ، قامَ بتشغيل المحرك وقبلَ أن يبدأ بالقيادة أوقفه سؤال نامجون المباغت.

" لما لم يأتي والدايّ لاستقبالي؟ " هوبين أبتلعَ ولم يجد إجابة مما جعلَ الآخر يطرح سؤالًا آخر " هل لا يزالا غاضبين.. لأنني رفضتُ الخروج؟ "

" هما.. سيدي هما ينتظرانك بالمنزل " هوبين الذي بدأ بالقيادة أردف " أوصاني سيد كيم بجلبك.. هما متشوقان لرؤيتك "

حرّك نامجون رأسه بإيجاب متأملًا الطريق ووخزًا مزعجًا تشكلَ في أعماقِ قلبه.

Scar | ندبَةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن