02| وَعد.

733 116 224
                                    

كان فستاني يتطاير حولي بينما كنتُ أركض ما جعلني أبدو في مظهرٍ غير لائق. لقد سمعتُ عبارة 'لا ينبغي على الأميرة الرّكض أبدًا' مرات لا تحصى ولا تعد لكنّها مؤخرا ترسخت في ذهني. كنتُ متهورة بعض الشيء في طفولتي وما يثبتث ذلك هو الندوب التي تغزوا جسدي حاليًا. وأميرة كنتُ أم لا كانت عقوبتي دائما قاسية ووحشية.

أنكس رجال البلاط والحراس على حد سواء رؤوسهم وأثنوا ركبهم حين مررتُ من أمامهم ولم يجرؤوا حتى على النظر في وجهي الذي أرفعه عاليًا حتى على الرّغم من سرعة مروري. كان هذا الموقف الذي يجعلني أبدو متعجرفة مملاً ويستمرُ موظفو عمي بفعله منذ صغري. ولقد استغرقتُ وقتًا طويلاً لمعرفة كيفية تزييف ذلك كما استغرق مني الوقت لمعرفة الفرق بين المشي السّريع والجري.

بمجرد وصولي إلى واجهة القصر فُتِحت أبوابه وظهرت خادمتي التي تركضُ نحوي وأطراف فستانها بين يديها. على عكس الأميرات سُمح للخادمات بالرّكض.

«سيدتي.» قالت بصوت لاهث ولهجة شديدة. على الرّغم من أنّها جاءت للعيش في القصر من الأراضي الشّمالية في سن مبكرة جدًا إلا أنّها لم تفقد لهجتها. شاهدتُ عينيها الزرقاوتين الثّاقبيت وفكّها الحاد وهي تقترب، كانت جميلة بطريقة قوية.

أسقطت فستانها عندما وصلت إلي وسحبتني من ذراعي عبر الباب الذي جاءت منه للتو. «الملك يبحثُ عنكِ وبالكاد منعته من إقتحام غرفتكِ. إذا وجدكِ بالخارج في هذا الوقت فأنتِ تعلمين ما سيفعله بكِ.»

انتشر ألم وهمي في ظهري. كنتُ أعلم تمامًا ما سيفعله.

«شكرًا لكِ كورسيكا. أنا مدينة لك.»

«أكثر ممّا تستطعين دفعه.» مازحت بأسلوبها الأجش قليلاً وتركت ذراعي حتى أتمكن من صعود السّلم المختبئ خلف نسيجٍ من النبات الذي يغطي الجدار. تنّحى الحارس الواقف هناكَ جانبًا بمسافة كافية لتمرير يدّه والتأكّد من تغطية الفتحة بعد دلوفنا من خلالها. هو ذلكَ النّوع من الحرّاس والذي كان عمّي يحرصُ على أن تصل صرخاتي -أثناء عقابه لي- لهم؛ وقد اعتبرتُ هذا لطفًا منه.

دفعتني كورسيكا عبر الباب الخلفي وأغلقت الباب في اللّحظة التي سمعنا فيها مقبض الباب يتحرّك تلاه صوت عمي من خلفه.

«غابرييلا!! من الأفضل لكِ أن تكوني هنا.» صرخ. بعد كلّ هذه السّنوات كان من المدهش كيف كان صوته يحمل كلّ هذه الرّخامة؛ بدا وكأنّه معنا في نفس الغرفة.

«أنا هنا يا عمي. فقط أرتدي ملابسي.» سمعتُ تذمر كورسيكا وهي تحاول تمليس شعري لكي لا يبدو وكأنّني كنتُ أركضُ طوال الصّباح. سقطت قبضته الضّخمة على الباب ثانية مهددًا بتحطيمه لذلك دفعتُ كورسيكا بعيدا وحاولتُ تهذيب ثوبي قدر المستطاع قبل أن أتقدم إلى الأمام انتظر أن تأتي وتفتح الباب لي.

The Eye Of The Ancients [Arabic Ver]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن