09| خرافة.

336 52 129
                                    

إتأكتُ على السّور في مقدّمة السّفينة وشاهدتُ أشعة الشّمس وهي تنزل فوق سطح مياه المحيط. السّماء كانت مزيجًا بين اللّون الأرجواني والأزرق الفاتح، الأمواج أحدثت صوتًا لطيفًا وهي تصدر صريرًا تحت خشب السّفينة مع كل حركة. كنا نسير بوتيرة هادئة وحركة البحر اللّطيفة ساعدت في ذلك.

كانت أفكار كثيرة تتصادم في عقلي لدرجة أن عيني اليمنى ومضت بألم. لقد قتل عمي شعبه! لكن لماذا؟! ماهو الغرض الذي يُحتمل أن يؤدي إلى قتل الكثيرين بهذه الطريقة؟ كيف يمكن أن يفيده ذلك؟!

صوت خطوات على سطح السّفينة خلفي جذبت انتباهي وشتتني عن هذه الأفكار لحسن الحظ. استدرتُ ورأيتُ سونغهوا، الشّخص الذي حملني في القصر، صعد بجانبي حاملاً معه كومة من الملابس الدّاكنة. حدقتُ فيه بريبة، لا أزال غير واثقة برجل يمكنه بسهولة إلقائي فوق كتفه واختطافي من قصري، فقط لِيتاجر بي لدى ساحرة بحر. ولماذا؟ لتحقيق مكاسبه الشّخصية.

«أحضرتُ لكِ هذه.» رفع الملابس دون أن ينظر إليّ، وعندما أخذتها ببطء انحنى إلى الأمام فوق الدرابزين وأغمض عينيه بسبب نسيم الهواء المالح. «لا مكان لملابس فاضحة كهذه في سفينة قراصنة.»

نظرتُ إلى الأسفل حيث فستاني بلون الشامبانيا -الذي مُزِق أثناء مجيئي بالقسر إلى هنا- كانت الخرزات تتدلى من صدري عشوائيا والقماش الذي كان يغطي كاحلي قد تمزّق. تنهدتُ وأنا أفكر في كلّ الساعات التي قضتها برينوين في خياطته وتزيينه، وتساءلتُ عمّا إذا كانت حيّة من الأصل. لكني دفعتُ بكل هذا بعيدًا عن رأسي، فبالكاد أتحمل هذا الحزن الذي يُعتقني الأن.

«شكرًا لك.» همستُ بخفوت مترددة. «أين يمكنني تغيير ملابسي؟»

حدّق بي سونغهوا بحدّة من زاوية عينه قبل أن يدفع جسده بعيدًا عن الحافة ويبتعد. «لستُ مجبرًا عن أن أكون المسؤول عن هذا أيضًا، المهم أن تغيري ملابسكِ فوق السفينة.» رفعتُ حاجبي وأنا أراه يبتعد، ماذا فعلت لأغضبه بشّدة؟! أليس هو من اختطفني وساقني إلى هنا بيديه؟!

«لا تزعجِ نفسكِ بشأنه.» إلتفتتُ إلى الشّاب خلفي، كان رشيق القوام، تخترقُ خصلة بيضاء حرمَ حلكَة شعره. «إنه فقط لا يثق بالسحر، وهو ليس سعيدًا تمامًا بوجود ساحرة على متن السّفينة.»

«ساحرة؟! أنتَ لا تقصدني أليس كذلك؟!»

نظر الشّاب حوله قبل يهزّ كتفاه بسخرية واضحة. «هل ترين نساء أخريات على متن السّفينة؟»

«وجهة نظر.» أجبته أرفع زاوية فمي بسخط.

ابتسامة ملتوية تشكلت تحت عينيه النحيفتين أبرزت فيها عظام وجنتيه الظاهرتين بينما اتسعت عيناي. وفجأة اقترح بينما يميل رأسه وهو يهبط الدرجات. «أو ربّما يمكنكِ تجربة غرفة القبطان، هذا اختيارك!!» بضحكة خفيفة اختفى داخل السّفينة.

The Eye Of The Ancients [Arabic Ver]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن