12| الحياة لأجل الحياة.

330 46 134
                                    

«أنت لن تأخذها إلى أي مكان.» سمعتُ صوت وويونغ من الأسفل، ثم صوت قرع حذائه وهو يخطوا فوق الدّرج، لكني لم أرفع عيناي عن الشاب المتشح بالأسود أمامي.

تايهيونغ دحرج عينيه بملل. «سيكون أسهل بكثير لو أدركتَ أنكَ مجرد معرقل وتنحيتَ عن الطّريق فحسب.» عندما هبطت نظرته الباهتة علي مرة أخرى فرقع بإبهامه ووسطاه ليتكاثف الهواء من حولنا، هونغ جعلني أرتدُ وراءه ضد الدرابزين ورفع سيفه نحو الوحش الذي كنتُ أقاتله والذي ظهر للتو أمام أعيننا!!

مع أنياب حادة ومظهر مفزع تقدم نحونا، وويونغ صرخ بقوة قبل أن أسمع صوت اصطدام معدن سيفه بالدرع الحجري. نظرتُ برعب نحو المخلوق الذي يتحرك نحونا ورغبته المتعطشة في تنفيذ أوامر سيده.

«فقط أعطها لي وسينتهي كل هذا!» صوتُ تاي العميق صدح في هذا الظلام بنغمة ضجرة. حدقتُ به من فوق كتف هونغجونغ وفي نفس الوقت رأيتُ سونغهوا يتسلل من خلفه. سيفه مرفوع!!

حدقتُ في عيني تايهيونغ بتوتر أراقب مالذي سيفعله وإن كان على علم بمن خلفه أم لا! وتمامًا كما اندفع هذا المخلوق نحو هونغجونغ، فعل سونغهوا نفس الشيء خلف تايهيونغ. ولكن هذا الأخير استدار للخلف قبل أن يصيب النصل حلقه وضرب سونغهوا بقوة غير مرئية ليسقط سيفه فوق السّطح الخشبي في نفس الوقت الذي ترك فيه هونغ سيفه بسبب الجرح الذي سببه له الوحش في كتفيه وسقط هو الأخر على ركبتيه صارخا.

«لا!!»

اندلعت موجة هائلة من الطاقة من جسدي وانتشرت في جميع الاتجاهات. الوحش على يساري فقد توازنه وكاد أن يسقط، في حين أحسستُ بتذبذب جسد تايهيونغ أيضًا.
وجه سونغهوا بدا متعبا وشاحبا، وشفتاه غير قادرتان حتى على سحب نفس خفيف.

«سأذهب معكَ مقابل أن تطلق سراح سونغهوا.»

«لا غابرييلا!! لا يمكنكِ فعل ذلك!» كان صوت وويونغ متوترًا وخائفا. نظرتُ من فوق السور على يميني لأراه على ركبتيه وخلفه مخلوق يوشك على القضاء عليه بضربة قاضية. اشتعلت أنفاسي في حلقي.

«إن لم أفعل ستموتون جميعًا. لن أسمح لكم بالتضحية بأرواحكم من أجل شخص مثلي.»

أعدتُ بصري نحو تايهيونغ. «سأذهب معكَ لكن فقط لا تصبهم بأي أذى.»

ابتسمَ تايهيونغ في وجهي بفم مفتوح وأنياب مفترسة حيث مرر لسانه فوق سفلى شفته. جفنا سونغهوا بدآ في الإنغلاق تدريجيًا وشفتاه اكتسبتا اللون الأزرق.

«صفقة!» تايهيونغ قال. جسد سونغهوا انهار فوق سطح الخشب ولم أجد نفسي إلا وأنا أخطوا باتجاهه وتوقفتُ عن إلقاء نظرة حذرة ناحية الشاب الأسود. تنحى جانبًا وأشار بذراعه سامحًا لي بالعبور، سقطت ركبتاي بجانب سونغهوا قلبته وجذبتُ جسده العلوي إلى حضني. عندما أبعدتُ خصلاته الدامسة من وجهه اتضحت عيناه اللتان كانتا شبه مغلقتان، لكنني متأكدة من أنه لم يعد يرى شيئًا منذ مدّة.

The Eye Of The Ancients [Arabic Ver]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن