03| دعنا نذهب.

663 107 117
                                    

بالكاد عدتُ إلى غرفتي ويدي ترتعشُ بجانبي، أغلقتُ الباب الخشبي الثقيل خلفي واستندتُ عليه محاولة وقف تدفق الطّاقة التي تجري في عروقي كالنّار السائلة.

التنّفس بعمق لم يكن يفعل شيئا، كنتُ غاضبة وخائفة ممّا زاد من صعوبة التّحكم في قدراتي. بدأت الأغراض الموجودة على مكتبي وخزانتي بالإهتزاز مما أحدث ضوضاء وكأن رياح زوبعة مرّت من هنا. أحكمتُ أنفاسي في صدري في محاولة لتهدئة نفسي. في النّهاية أدركتُ أنه سيتعين عليّ تركُ كل شيء ليحدث تلقائيا.

جلستُ وسط الغرفة أنظرُ للأغراض التي تقتربُ نحوي، تحركتْ حولي بدون صوت فقد كنتُ أركز على كل واحدة قدر المستطاع مما سمح لها بالطواف في الهواء بعناية. أدركتُ أن استخدام هذه القوى وتحريك الأشياء أفضل من إنكار قدرتي على فعلها. كانت الأغراض تدور حولي كما تدور الكواكب حول الشّمس، بينما كنت أسبح وسط مشاعر مضطربة.

لم أكن أعرف أبدًا من أين أتت قوتي ولماذا تم إختياري لأكون مالكتها، الشئ الوحيد الذي كنتُ أستطيع فعله هو منع العالم الخارجي من اكتشافها. بالطبع كان عمي وزوجته على علمٍ بما كنتُ أستطيع فعله لكن لحسن الحظ كانا مهتمين بإبقاء الأمر سرًا كما كنتُ أنا أفعل.

كنتُ ممتنة أن عمي لم يحاول أبدًا استغلالي في معاركه أو شجاراته المحلية. كانت فكرة استخدام قدراتي على شخص آخر مزعجة أكثر من معرفة أني أستطيع تحريك الأشياء بعقلي.

انفتح الباب وانغلق عندما دخلت كورسيكا، كانت شخصًا آخر يعرف عن قدراتي لكني كنتُ أؤمن تمامًا أنّها لن تبوح بشيء حساس كهذا لأي شخص خارجَ أسوار القصر. كنتُ ممتنة لها فقد كانت صديقتي الحقيقية والوحيدة.

«هل كان الأمر بهذا السّوء؟!» سألت تجلس على حافة سريري تمسكُ بزجاجة عطرٍ تقلّبها بين يديها. «هو يَعِدُ بي لقائد جيشه.»

أخذت كورسيكا نفسًا عميقًا ببطء. «حسنًا، يمكن أن يكون الأمر أسوأ. على الأقل هو ليس عجوزا أو غير جذاب.»

«لا، لكنه مثل عمي تمامًا. هو يفكر أن النساء على هذا الكوكب خلقن من أجل غرض وحيد وهو إرضاء الرجال. أردت أن أكون مع شخص يقدر عقلي، أردت أن أكون مع شخص يفهمني حتى نتمكن من بناء هذه العلاقة، ليس من أجل المنفعة السياسية ستعود عليه هو وعائلته.»

«أنتِ تعلمين جميع النّساء قبلكِ انتهين هكذا، كلنا لدينا دور في هذه الحياة ألا هو وهو القيام على شؤون البيت، نحن الجزء الصّامت من شركائنا.»

«اعتقدتُ أن حياتي يمكن أن تكون مختلفة!!» أحسستُ بها تدحرجُ عينيها. « إذًا ولأنكِ أميرة ظننتِ أنكِ ستتمكنين من القيام بشيء لم تكن لتحلم به أي فتاة من الأصل، لكن إن لم يكن هناكَ شيء آخر فهذا سيء بالنّسبة إليكِ، عليكِ أن تفعلي ما هو أفضل لمملكتكِ، لديكِ منصبٌ لتشغريه وعيون تراقبك.»

The Eye Of The Ancients [Arabic Ver]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن