The Eye Of The Ancients [Arabic Ver]

17| وسط العاصفة

هطلت الأمطار على السطح الحجري للأثينيوم بينما كنتُ أقلّب صفحات كتاب تلو الأخر، عندما قال تايهيونغ أن معرفتي بالعالم كانت مفقودة أرى أنه قلل من الأمر بشكل كبير.

بعد عدة ساعات من التأمل في المجلّدات الورقية، أغلقتُ آخر صفحة من آخر كتاب وألقيتُ برأسي فوق الطاولة: «هذا مستحيل، مقابل كل كتاب أقرؤه هناكَ كتابان آخران يناقضانه!!»

ضحكَ جيمين بجانبي، رفعتُ رأسي ونظرتُ إليه يتثاءب ويمد ذراعيه فوق رأسه «لسوء الحظ هذا هو التاريخ، الأشخاص الوحيدون الذين يعرفون حقيقة ما حدث هم الذين عاشوه. ولم يرَ أحد الألـٰهة على الأرض منذ أكثر من ألف سنة»

«إذا كيف أكون أنا هنا؟!»

«حسنا، لقد رأى شخص واحد على الأقل إلهة في ذلكَ الوقت» كانت ابتسامته موحية لكني تجاهلتُ ذلك، كنتُ متعبة جدًا ومرهقة عقليًا لدرجة أن وجهه الوسيم يشتتُ انتباهي. عندما لم أضحك دحرج عينيه وتنّهد: «تعالي، سنعود إلى القصر ويمكنكِ المحاولة مرّة أخرى»

بدأ بسحبي لكني تجاهلته بأدب: «اسمح لي بأن أتصفح هذين الكتابين قبل المغادرة»

«كما تريدين» أحنى رأسه قبل أن يقف وينتقل إلى حيث انشغلت ميرا بإعادة أكوام الكتب التي كنا نبحث فيها. مع تنهيدة فتحتُ الكتاب وقرأتُ بداية محتواه، على الأقل كان بلغة لم أكن في حاجة إلى ترجمتها. عندما رأيتُ كلمة كوربيريوم توقفت واستدرت ناحية ذلك الفصل.

لسوء الحظ، على الرغم من وجود إشارة إلى العين وإلى قطع من الكوربيريوم إلا أنها لم توضح شيئا لا أعرفه بالفعل. لقد علمتُ أن هناك سبع قطع من الكوربيريوم -جسد الآلهة- كل قطعة تتوافق مع إلـٰهة والساحرة الخاصة بها. خاصتي ابنة زعيمة الآلـٰهة كانت العين. أما البقية كانوا القلب، الفم، الأذن، اليد، الجلد والدّماغ. كنتُ أتمنى ألا يكون معنى كل هذا حرفيا، لكن بالنظر إلى تضحيات الإنسان من قبل، كان أملي يتلاشى.

كان هناكَ كتابان آخيران، لكنهما لم يبدوا مفيدين. نظرتُ حول المكتبة مرة أخيرة على أمل اكتشاف مخرج ما. لم أكن أحاول العثور على معلومات حول من أكون وما هو دوري في هذا العالم فقط، بل كنتُ أيضا أحاول إيجاد طريقة للعودة إلى مملكتي. على الرّغم من أن جيمين والأمير تايهيونغ كانا وسيمين للغاية، لطيفين ومحترمين معي إلا أنني لم أثق بنواياهما. لم أكن أرغب بالضرورة في العودة إلى القراصنة، لكن العودة إلى أرض مألوفة بالنّسبة لي سيكون كافيا.

أطلقتُ زفيرًا عاليا وأسقطتُ ذقني فوق كفي. اختفى جيمين وميرا حول رفوف الكتب لكني مازلتُ أسمع همساتهم الصّامتة لذلك علمتُ أنهما قريبان، كنتُ سأبحث عنهم لكن لفت انتباهي شيء ما.

كان جيمين قد خلع سترته العسكرية ولفها على ظهر الكرسي وقد بان جلد كتاب ما من جيبه الداخلي، أسرعت إليه وخطفت المجلد بين يدي، يبدو أنها مجلة مكتوبة بخط اليد من قبل ملك ما. ركضت أصابعي على الحبر المخطوط على صفحاتها في تلك اللحظة دغدغ شيء ما حواف ذاكرتي مثل جناح شائك. كانت هناك رسومات تخطيطية بداخلها جزء مني تعرف عليها على الفور.