06| رقصة في الجَحيم.

510 69 198
                                    

جاءَ يوم حفل زفافي أخيرًا وشعرتُ كأني أُقادُ إلى حبل المشنقة مرة أخرى، تم تعليق الزّهور في كل ركن يمكنكَ رؤيته في القصر كانت ألوانها عبارة عن مزيج من الأحمر الدّموي، الأسود الحالك والأبيض النّقي. كان اللّون الأحمر طاغيًا على جدران القصر لدرجة أن تحس كما لو أنها تنزف، عطر الزهور الذي غمر أنفي جعلني أتساءل عما إذا كانت هذه الرّائحة هي ما تملأ أنوف الموتى وهم في طريقهم إلى الحياة الآخرة.

بسبب بكائي طيلة الفترة الماضية اضطُررتُ كورسيكا لوضع كمية كبيرة من مساحيق التجميل تحت عيني لتغطية الهالات السّوداء، حدّدت عيناي وجفناي باللّون الأسود مما خلق تباينًا كبيرًا بين وجهي وثوبي. شعرتُ وكأنني شخصان مختلفان يسكنان جسدًا واحدًا، ولم أعرف أيهما أنا.

وقفت كورسيكا خلفي تعدّل ثوبي من الخلف تجعلني أبدو بمظهرٍ مثالي، كنتُ ممتنة لأنها معي على الأقل، لكن فكرة موتِ فيرديناند لازالت تؤرقُ رأسي وتؤنبني. لو كنتُ استمعت بدل أن أكون مندفعة لما مات حيوان بريء.

كان ذلكَ اليوم بالنسبة لي كالجنازة، لقد حطّم عمي معنوياتي بطريقة لم أتوقعها يومًا فقد كان الجلدُ بالسّوط أهون من هذا بكثير. كان يبتسمُ في وجهي ابتسامة متعجرفة كلما لاقاني ولم يكن نامجون أفضل منه فقد كان يميل رأسه إلى الوراء ويبتسمُ مع تلكَ الغمازات اللّعينة عندما يخبرني بـ "مرحبا" أو "مساء الخير". كنتُ أتخيل الطريقة التي يمكنني قتله بها، لم تكن لدي أفكار كهذه لكن تذكر حصاني يجعل الأفكار الدّموية تتدفق إلى رأسي.

انزلقت كورسيكا للأسفل نحو القاعة الكبيرة تتأكدُ من أن كل شيء مثالي قبل دخولي العظيم، وبينما كنتُ أنتظر عودتها يدٌ أمسكت بمعصمي وجذبتني نحو غرفة غير مغلقة على يميني، قبل أن أصرخُ الكف الأخرى تموضعت على ثغري تحبسُ الصيحة بحلقي. تم دفعي إلى صندوق ثقيل والرجل الذي كان أمامي تركني يبتعدُ قليلاً، كانت رائحة الأرز والصنوبر والحديد منتشرة داخل أنفي بطريقة مألوفة ومع ذلكَ ذُعرت منه.

أدارتني يديه القويتين ووجدتُ نفسي أنظر إلى عيني وويونغ، كان شعره الفضّي بلون القمر الذي يطل من خلف سحب العاصفة. شعرتُ بحاجبيه يرتفعان وبالقلق يبرقُ بعينيه قبل أن يتحدث: «لم أركِ منذ أيام!» همس وعيناه مازالتا تبحثان في عيناي. «أين كنتِ؟!»

همستُ بحدة: «سوف تقتل كلانا.» ألقيتُ نظرة قلقة نحو مدخل الغرفة خوفا من دخول أحدهم، لكن وضع يديه على جانبي وجهي يديرني نحوه. «أنتِ بخير الأن. لم أحتج سوى لدقيقة واحدة، كان عليّ رؤيتكِ قبل اللّيلة.»

أخذتُ سفلى شفتي بين أسناني وبدى حذائي فجأة مثيرًا وجاذبا للنظر. «على الأرجح سمعتَ بما حصل!!»

The Eye Of The Ancients [Arabic Ver]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن