18| رياح التغيير.

248 43 123
                                    

أحسستُ بالحصان تحتي مندفعًا أكثر مما سبق وهو يركض خلف حصان جيمين غلى الضفة اليسرى للنهر، أظن أنهم استطاعوا الشعور بالخطر الذي يقترب منا. لم أستطع قطع بصري عن قمة الجبل أمامنا حيث كانَ الإعصار يقتربُ مؤديا إلى قطع الأشجار من حوله ودفعها بعيدًا.

«جيمين!!» ناديتُ عليه دون أن أعرف مالذي سأسأل عنه.

«استمري يا ملكتي، سننجح» كان صوته قويًا وواثقًا، وأضاف تحت أنفاسه اللاهثة «علينا ذلك»

أصابني ألم خفيف في صدري حيث أحسستُ بأن نبضات قلبي تقل، بحثتُ عن الهواء كما لو كنتُ أنا التي أركض بأقصى ما عندي لا الجواد تحتي. كانت رؤيتي تتلاشى عند حواف حدقتي مع تصاعد الضباب إلى بؤرة عيني. كان بسبب الذعر الذي استقر داخلي.

كان صوت الرّياح مدوي يصم الأذان كلما اقتربنا نحو القصر، حتى الأرض من تحتنا كانت تصدر أصواتا أعلى حتى من صوت حوافر الخيول. كنا قريبين من درجات القصر لدرجة أني تساءلتُ عما إذا كان بإمكاننا القفز من الخيول إليها، لكني لن أتخلَى عن الخيول بعد أن أوصلونا إلى برّ الأمان. لمحتُ جنديان يقفان وهما يلوحان لنا بينما يلقيان نظرات من فوق أكتافهما على الإعصار خلفهما، وصلنا حينها إلى درج القصر.

قفز جيمين إلى الأسفل وركض نحوي ولف يديه حول خصري يجعلني أنزلق من فوق السّرج، تخللت أصابعه خاصتي وجذبني إلى القصر حيث انطلق الجنود مع الخيول إلى كهف على سفح الجبل. مررنا عبر الجسر في نفس الوقت الذي وصل فيه الإعصار إلى الشلالات بجانبنا. صُدمتُ للحظة وتجمدتُ في مكاني حين صار الماء يتدفق في اتجاهه المعاكس ثم التف حول نفسه مشكلا إعصارا آخر من الماء.

«أسرعي» صرخ جيمين وهو يشد على معصمي. «المبنى الرئيسي محمي، لكن هذا الجسر ليس كذلك»

اقتلعني صوته من أفكاري وتركته يسحبني عبر الأبواب حينها وصلت الرياح إلى الجسر. كان صوت الخشب المتشقق وصرير عوارض الدّعم يصمُ الأذان. تعثر جيمين وسقط وإحدى ذراعيه ملفوفة حول ظهري ويده الأخرى خلقت جدارًا من النار حولنا. عندما سقطتُ فوقه كنتُ مفتونة للحظات بعينيه التي كانت متوهجة ذهبية بسبب قوة سحره.

نجح جدار الحماية الخاص به في منع غالبية الحطام من الوصول إلينا، لكنه لا يزال يتدحرج ويغطي جسده بالكامل بينما كانت أصوات نهاية العالم تدور حولنا. تمسكتُ به وكان ظهري يضربُ الأرضية تحتي بقساوة لدرجة تجعلني أصكُ أسناني بألم. وفجأة إختفى الصوت من حولنا.

لقد كانت صدمة كبيرة لدرجة أني اعتقدتُ للحظة أنني متُ وأن روحي غادرت جسدي. لكني عندما فتحتُ عيني ونظرتُ إلى الأعلى رأيتُ جيمين يحدق بي وكانت عيناه تتوهج بشكل مشرق بينما كان اللهب والرماد يتطاير من حولنا ويرتد من مكان للأخر دون أن يلمسنا. لقد خلق مجال قوة حولنا.

The Eye Of The Ancients [Arabic Ver]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن