.......بقت الفتاتان تنظران إلى الوافدة الجديدة التي إقتحمت البيت لتهمس همسة
(أبرار من هذه المرأة ؟أتعرفينها ؟)
هزت أبرار أكتافها دليل على عدم دراية لتبادر بالقول للوافدة
(خالة هل يمكن أن أساعدك بشيء ؟)
لتهتف الزائرة
(أنا لا أطلب مساعدتك أنت أو هي بل جئت لأسترجع حفيدي الذي بفضل بنت من بنات هذه العائلة هو مرمي في السجن )
كانت أبرار تريد أن تجيبها عن إتهامها وتنفيه عندما وجدت همسة تتعلق لذراعها لتحجمها عن ذلك وزاد إتساع عينا أبرار عندما هتفت المرأة من جديد
(من منكما همسة ؟)
نضرت أبرار إلى همسة التي تكاد تتوارى خلفها لتبادر في تهدئة تلك الثائرة
(أرجوك سيدتي إهدئي فيبدو أن هناك سوء تفاهم فأختي لم تفعل مثل هذا الأمر )
أجابتها المرأة وهي تقدح عيناها شرارا
(كيف تتفوهين بهذه الحماقات ؟وكيف تتجرئين على تكذيبي وأختك جعلت الأخ يسجن أخاه ؟)
شهقت أبرار ووضعت يداها على فمها لتكمل المرأة حديثها
(تلك الفتاة الساقطة جعلت حفيداي في موقف لايحسدان عليه فجعلت الصغير سجين والكبير سجان وأقسم أنني لن أوفرها )
ثورة هذه المرأة وكذا غضبها جعلت أبرار تحجم عن الإفصاح عن هوية همسة على الأقل في الوقت الراهن لتجيبها
(هي ليست هنا حاليا ولكن تأكدي أن فور عودتها سأجبرها عن إخراج حفيدك من الورطة التي أوقعته فيه سيدتي )
رمقتها تلك السيدة نضرة غضب لتقول
(عليها أن تفعل ذلك وإلا لن يبقى لكم دار تلجؤون إليها أقسم بذلك يبنات شامة )
لتغادر البيت كما دخلته أما همسة فقد وقفت العبارات في حلقها وهي تواجه وجه أختها المحمر الغاضب وقبل أن تتفوه بأي كلمة كانت أبرار تسابق الريح إلى غرفتها ورغم توسلات همسة في سماع تبريراتها إلا أنها لم تمنح لها الفرصة لذلك لتعتكف أبرار في غرفتها بينما بقيت همسة تستعطفها لتفتح لها محاولة شرح موقفها ساخطة ناقمة على ذلك الأبله الذي سبب كل ذلك .........جواد
***
كان عائدا بعد أن باشر عدة معاملات كان قد أمره بها شمس الذي أصر أن يبقى في مكتب نسر بغية رؤية ثمار فعلته...ورغم أنه ليس راضي بما يفعله صديقه إلا أنه حاول أن يتفهم شعوره.... فحرمانه من أمه جعله الإنسان القاسي الذي هو عليه ليتوقف عن كل الأفكار وهو يراها تجلس إلى مقعد أمام مكتب نسر .....ربما شاهدها عدة مرات ...فتاة المقبرة...كما يحلو للبعض تسميتها ...ولكن هذه المرة يراها فتاة هشة ضعيفة تذرف دموعا على أختها ....لم يشعر بنفسه عندما تقدم منها ليسحب منديل أبيض ويقدمه لها
أما هي فكانت في عالم آخر بعد سماعها تلك الكلمات من أختها وهي تخرج من مكتب الشرطة يسحبها ذلك الشرطي
(ريدا ستقومين بالإعتناء بالبيت في غيابي أفهمتي؟)
لتسألها ريدا
(مالذي يحدث أختي ؟ولما قدمت شكوة ضدك؟)
أجابتها رويدا بهدوئها المعتاد
(الأمر يطول شرحه ...ولكن تأكدي لن أتوانى أن أفعل أي شيء لأجلكم كوني واثقة ستكونون بأمان لا تخافي )
حاولت ريدا أن تستوعب كلماتها وأن تستفسر أكثر ولكن الشرطي سبقها في سحب رويدا التي ختمت كلامها
(ريدا سأعتمد عليك )
أيقضها من أفكارها تدلي منديل أبيض أمام وجهها لترفع رأسها فتصتدم عيناها الفيروزتين بعينان بلون الفحم ولكن مهلا ....هذا شاب سبق ورأته ...ليسبقها بقوله
(آسف على ماحدث لأختك )
ضلت تنضر إليه لتتذكر شمس الشخص الذي إقتحم بيتهم يوما وكان هو معه
بينما هو يترقب ردة فعلها الثائرة ولعن في نفسه شمس الذي جعله في مواجهتها ....مواجهة من هتف لها قلبه تذرف دموعا حزينة على مصاب أختها ...لتخالف هي توقعاته بهدوئها وتناول المنديل منه قائلة
(شكرا لإهتمامك...ولكن لاداعي لتأسف على حال أختي فهي لم تفعل شيء)
لترحل في هدوء بعد أن أوقدت مشاعر الغضب في دواخل ذلك العاشق ...أجل عاشق ....وكأي عاشق لايقبل رأية معشوقته بهذا الشكل ....راقبها وهي تختفي في آخر الرواق ليدخل المكتب وهو مغتاظ مما آل إليه الوضع ليقول
(شمس متى ستنتهي هذه اللعبة السخيفة ؟لن أحتمل ذلك أكثر)
إبتسم شمس وهو يعلم جيدا مايرمي له صديقه أنس ليجيب
(لاتقلق سأستثني فتاة المقبرة من إنتقامي )
ليطلق بعد ذلك ضحكة رنانة ليكمل بعد ذلك
(فأرواح المقبرة ستفي بالغرض )
صاح أنس غاضبا
(شمس كفى عن إستفزازي ولا تتجرأ على إطلاق ذلك الإسم عليها )
كان نسر يترقب ذلك الحوار الذي يكاد يتحول إلى نزاع بين الصديقين ليتدخل هو قائلا
(كفا عن ماتفعلانه الآن فورا ومن هي هذه فتاة المقبرة؟)
ليهدر صوت أنس
(قلت لكم لا تلقبها بهذا الإسم )
إستغرب نسر لينضر لشمس وكأنه يريد تفسيرا ليجيبه شمس
(هي أخت رويدا شامة )
وقف نسر بعد أن كان جالسا ليقول
(أختها؟وماعلاقتها بأنس ؟لم أعد أفهم شيئا )
نهض شمس ينوي المغادرة ليقول وهو يفتح باب المكتب
(الأحسن أن لاتفهم مايجري لأني أخاف عليك أنت الآخر أن تسحرك إحدى بنات تلك اللعينة )
خرج من المكتب ليخرج بعده أنس يتبعه بينما همس نسر بينه وبين نفسه
(كم أتمنى اتن أنتزع ذلك الإنتقام من عقلك ياشمس فما أحوجك لعيش حياة طبيعية مع حبيبتك زلفى )
***
ضلت حبيسة غرفتها لبعد الضهيرة أين سمعت الباب الخارجي يفتح ويغلق لتسرع إليه أين وجدت همسة تقف مع ريدا التي يبدو من ملامحها أن هناك خطب ....وفعلا صدقت توقعاتها ولتتوقع المزي.....د ولكن عليها حل المعضلة الأخرى التي أوقعتهم فيها تلك المراهقة همسة ...وضعت كفها على كتف أختها لتبث فيها الأمان فهي تعلم مدى تعلق ريدا برويدا قائلة
(مادام أن رويدا قالت لك ذلك فيبدو أن الأمر ليس بتلك الخطورة فلاداعي للخوف )
ردت ريدا وهي متخوفة
(ولكن أشعر بشيء سيء سيحدث لها )
أجابتها أبرار
(أنت أعلم برويدا ومن هي ؟فأرجو أن تطردي تلك الوساوس من رأسك والآن عليك أن ترتاحي لأنك تبدين مرهقة)
إنصاعت ريدا لطلب أبرار بعد إلحاحها لتتوجه بعد ذلك هي إلى الباب تنوي المغادرة ليستوقفها صوت أختها همسة
(أبرار أختي دعيني أفسر لك ماحدث أنا لم......)
وقبل أن تكمل كلامها قاطعتها أبرار بلهجة غاضبة لأول مرة تستعملها معها
(لاداعي أن تفسري شيئا فما قمت به جعل ضني فيك يخيب والآن يجب أن أذهب لحل ماعقدته أنتي فنحن لسنا بحاجة لمشاكل تنغص حياتنا فيكفينا ماحدث لرويدا )
لتخرج بعدها تاركتا همسة يتآكلها الندم من فعلتها
***
جلس يفكر في توتر علاقته مع جدته بسبب أخاه الأصغر الذي لاينفك في أذية غيره ...يعلم أنه ليس ذنبه وذنب تلك الجدة التي كانت منذ الصغر لا ترفض له طلبا ليشب على ذلك يحصل على مايريد بكل سهولة ...أرجع رأسه للوراء وهو يتذكر يوم سحبه لمركز الشرطة بعد أن تقدمت تلك الفتاة التي إدعت أنه يزعجها وأنه يقطع الطريق يوميا عليها ...تذكر حالتها خائفة حتى من مركز الشرطة وتذكر أيضا المواجهة التي جرت بين أخيه جواد معها..... إستشاط غضبا وأخاه ينعتها بالساحرة ....
لم يكن عليه التهاون هذه المرة فلاضير في تخويف أخاه الذي يبدو أنه لايرتدع عن فعل شيء خاصة وأن البنات اللاتي جئن معها أيضا تقدمن بشكوة أنه يعترض طريقهن أيضا ليجد السبيل في جعل أخاه يدخل السجن لعلى وعسى يرتدع عن مايفعله
فتح عيناه بمجرد أن سمع طرقا على الباب ليعتدل في جلوسه قبل أن يسمح لطارق بالدخول ليدخل الشرطي الذي كان يقف أمام الباب ملقي التحية ويخبره أن هناك فتاة تطلب رأيته هز رأسه قائلا
(دعها تدخل )
دخلت ....كان يبدو عليها التوتر فهي لم تدخل مركز شرطة من قبل فحدودها منزلها بينما إنشغل هو في بعض الأوراق التي كانت أمامه لتسمع صوته قبل أن ينظر إليها
(تفضلي بالجلوس )
تقدمت لتجلس ثم حاولت أن تتكلم ليخرج صوتها مبحوحا
(سيدي جئت لأسقط الشكوة التي قدمتها أختي والتي بسببها أودع أحدهم السجن)
رفع نضره إليها ليجدها مرتبكة وقد زين وجهها الجميل حمرة لم يتبين أهي حمرة غضب أو خجل من تواجدها في هذا المكان ليحاول أن يهدأ من روعها قائلا
(إهدئي يا آنسة ولاداعي لكل هذا التوتر وأخبرين ما إسم أختك وإسم الشاب الذي أودع السجن بسببها وأهم شيء ماهي تهمته ليوضع بالسجن ؟)
نظرت إليه كأنها غير متوقعة منه كم هذه الأسئلة لتقول
(بالنسبة لشاب فلا أعرفه غير أن مافهمته أن أخاه هو من سجنه بسبب تقدم أختي بشكوة ضده أما بالنسبة لأختي فتدعى همسة وهي طالبة ثانوية )
بدون أن يعلق أو يعقب على كلماتها إستل من أحد الأدراج ملف ليتأكد من شيء ليضعه جانبا ويقول
(لقد تذكرت هذه الشكوة أختك لم تكن المذنبة فلما تريدين أن تسقطي شكوتها ؟ )
فركت يداها بتوتر لتقول
(سيدي أضن أنه يحق لنا إسقاط الشكوة أليس كذلك ؟)
عاد بضهره على كرسيه ليقول
(قبل أن أفهم الأسباب التي تدعوك لذلك ......لا أعذريني )
نهضت لتقول ببعض الشجاعة التي زارتها
(ليس هناك أسباب أدلي بها لقد أخطأت أختي بهذه الشكوة من الأساس وجئت لأصحح خطأها )
إبتسم وهو يرى إنفعالها ليقول بعد أن تأكد أن هناك خطب وراء تنازلها
(حسنا سنضطر إذا لحبس أختك نضير أنها قدمت إدعاء كاذب)
هالها ماتفوه به لتهتف
(ماذا؟!)
عاد ليتفحص ملامحها ويقول
(وماذا تضنين ؟بإلغائك لشكوة سيكون على أختك تبرير تصرفها هذاربما تعرضت لتساؤلات حول صحة شكوتها)
عادت إليها شجاعتها لتقول
(فليكن ذلك ولكن هذه المرة ليست هي الملامة فكماتعرف هي قاصر وسأكون أنا المسؤولة عنها )
نضر إليها مطولا لتحس في لحضة أنها فقدت تلك الشجاعة المزعومة التي تحلت بها ولتسمعه يقول
(مالذي حدث لتقرري أن تسحبي الشكوة ؟)
أحست أنها في تحقيق فحاولت التخلص من محاصرته له بقولها
(أنا لم أكن أعلم أساسا أن أختي أقدمت على شيء متهور كهذا وها أنا ذا جئت لأصلحه فما الغلط الذي أرتكبه ؟ولما تريد أن تجري تحقيق معي الآن؟)
سألها مرة ثانبة وهذه المرة بنوع من الحدة
(أريد سببا وجيها لإلغاء الشكوة وإلا تأكدي أنني سأحضر شقيقتك وأزج بها مكان هذ السخص لأني لن أسمح بهذه المهزلة أن تحدث هنا )
لم تفهم ماكان يقصده ولكن نبرته كفيلة بجعلها ترتجف لتقول
(أرجوك لاتفعل ذلك فأنا لا أريد أن أضيف مشكلة جديدة لحياتنا فهناك إمرأة زارتنا صباحا وإتهمت أختي أنها جعلت الأخ يسجن أخاه وصبت غضبها علينا ....)
لتتوقف عند هذه بدخول شمس المكتب .. .. .........يتبع
لفت للإنتباه كبرى بنات شامة تدعى رويدا وليسردينة
أنت تقرأ
لعنة متوارثة - الكاتبه فاتى
Romanceكل حقوق الملكيه خاصة للكاتبه فاتى جروب الخاص بالكاتبه على الفيس بوك : قصص وروايات بقلم فاتي (zahra dahmani) ** اقتباس** ....كانت تقبع في زنزانتها وحيدة كما إعتادت....تفكر في ماسيؤول إليه أمرها ....تعلم أن ذلك الشمس لن يتركها في حالها .....خصوصا بعد...