الفصل الرابع

6.5K 217 2
                                    

......لم تنم ليلتها ...ولم يغمض لها جفن من كلماته اللاذعة التي كانت تتردد على مسامعها ....كلمات كلما حاولت النوم لم تستطع للذاعتها تذكرته وهو ينفث سمه في وجهها
(ستكونين خادمة لي ولزوجتي ولكن لن أدع لعنتك تحل بيتي )
لتجده يبتسم قبل أن يلقي على مسامعها مالم يخطر ببالها وجعلها كالمهر الهائجة
(لديا بيت صغير قرب منزلي ..هو في الحقيقة ليس بيت بالمعنى الفعلي لأنه كان مأوى لكلبي الذي فارقني وسيطيب لك المقام فيه لأن أدري أن سلالتك الكريمة تمتد لسلالته)
لترد عليه وعيناها تقدح نارا
(كيف لك أن تصف عائلتي بهذا أيها الحقير )
إبتسم لرؤيتها بهذه الحالة
(لاتتسرعي وتسبي ولي نعمتك القادم )
ليهمس لها بعد ذلك بعد أن قطع المسافة بينه وبينها
(لاتضيفي لحسابك حساب جديد ولاتجعليني أفقد صبري فلربما لاح في أفقي أن أجعل أخواتك يأتين نزلاء أيضا إلى هنا فكري في ذلك قبل أن تهينيني )
إبتلعت الإهانة وإكتفت بنضرات يعلم أنها لوكانت سهاما لأردته فتيلا ليرحل بعد ذلك تاركا إياها بتلك الحالة
أحست بأن الأرض تهتز تحتها فكيف يهينها بتلك الطريقة ؟ماهذه الوقاحة التي يمتلكها ؟يريدها خادمة له ولزوجته؟وأيضا يريد أن يسكنها في مأوى كلبه!!!لقد تجاوز حده
ضلت تذرع أرض السجن ذهابا وإيابا دون هوادة لاتفكر في تفسها أكثر من أخواتها فمالذي قصده ذلك المعتوه بأنه سيحضر الصغرى لتأنس وحدتها لتهمس بضعف لأول مرة تشعر به
(ترى ماذا فعلتي ياهمسة لكي يجعلك ورقته التي يضغط بها عليا ؟)
****
جلس أمام جدته التي تلح عليه ليتحرك قصد إخراج جواد من حبسه ليقول
(جدتي دعي جواد يأخذ عقابه لقد طفح الكيل )
نهرته جدته قائلة
(نسر لن يرضى عنك قبلي قبل أن أراه هنا أمامي ...أنت تعلم أن جواد طيب ولكن طيبته تفسر دائما خطأ )
نضر إليها متعجب
(ماهذه الطيبة التي تجعله يعترض فتيات قاصرات ويغازلهن وهو تجاوز الثالثة والعشرين من عمره )
أجابت الجدة ببعض الإرتباك
(لا أنكر أنه شقي بعض الشيء ولكن قلبه طيب )
هتف نسرا هذه المرة
(جدتي دعيه يمكث بعض الوقت فلن يحدث له شيئا إطمئني هذا أفضل من أن تأتينا يوما فتاة لتخبرنا أنها تحمل طفله )
وقفت الجدة لتدك بالعصا الأرض ناهرة له
(من علمك الوقاحة يافتى ؟أخوك ليس هكذا وإن كنت تقصد إبنة شامة فهو حكى لي ماخدث هو كان يريد فقط مساعدتها هي وصديقاتها فلا تضلمه )
صاح نسر
(يالها من مساعدة تلك التي كان يقوم بها حفيدك وتتهمينني أنا من أضلمه الآن!!!!!!)
توجهت الجدة إلى غرفتها منهية الحديث بقولها
(أجل أنت تضلمه وتضلمني يابني فأرفق بقلبي الذي جفت دموعه)
هكذا هي عندما تجد نفسها محاصرة تنسحب من الحديث فهي تعلم جيد أنه علم بذهابها لبيت بنات شامة كما يبدو ولاتريدأن تسمع تأنيبا منه
وضع يده على وجه يمسحه لعله يجلي بعض التعب من ذلك النقاش الذي يتكرر دائما مع جدته منذ أن أودع أخاه السجن ليجد صورة أبرار وهي تواجه شمس ...تحتل تفكيره ...شمس الذي بمجرد أن رآها في مكتبه أغدق عليها بوابل من تهم التي تلقتها بصمت آلمه هو أكثر منها ......يعلم من هو صديفه ويبدو أنه مصرا عندما أعلنها حربا على الجميع ...ولابد أنها ستنال جانبا منه ...ليزداد وجيب نبض قلبه عند هذه النقطة ....ويستنكر هو حالته ...فمنذ أن دخلت مكتبه وحتى وقت فرارها منه بسبب ما سمعته من شمس حاملة معها كلمات لاذعة ودموعا ساخنة ...وهي يستحضر صورتها التي لم تفارقه ...والاي تألمه بشكل كبير ...ليحاول طرد الافكار من رأسه بتوجهه لغرفته ينشد حماما دافئا قبل أن يعود للمركز
***
جلست مع أخواتها اللواتي أتين لرأيتها..... لتنفرد بعد ذلك بهمسة بعض الوقت وهذه أول مرة تفعلها رويدا لطالما تركت أمور همسة لأختها أبرار ..ولكن هذه المرة عليها أن تدخل فشمس ذاك لايريد أن يتركهم وشأنهم على مايبدو وهدفه أن ينتقم من الجميع .... لتخرج همسة بعد مدة من عندها وملامحها لاتفسر ...ذهبت أبرار بعد ذلك لتوديع رويدا والعودة بهمسة إلى البيت بينما بقيت ريدا التي إستفسرت عن السبب الذي جعلها تنفرد بها لتروي لها ماكان بينهما تفاجأت ريدا مما تنتويه أختها لتقول
(رويدا مالذي تحاولين فعله ؟ألم تفكري في سمعتنا ؟أنا لن أسمح بحدوث ذلك )
ردت عليها ريدا
(وكأنني أريد ذلك يا ريدا !!!ولكن أريد أن أجعلكم في بر الأمان من شمس إبن فيروزة )
زاد تفاجأ ريدا لتهتف بخوف
(فيروزة!!"أتقصدين أن شمس هو.....)
هزت رويدا رأسها لتأكد كلامها لأختها ولتتهاوى الثانية على ذلك ألسرير اليتيم الذي تحتويه زنزانتها
(ومن أخبرك بهذا ؟ولما عادت بعد كل هذا الوقت ؟)
أجابتها رويدا وهي تربت على كتفها
(إبنها الذي عاد وليست هي وهذا الشبل من ذاك الأسد وأضن أنت أدرى بنواياه نحونا )
إجتاح رويدا ضعف لما يحدث لهن لتستسلم لدموعها بينما إحتضنتها رويدا قائلة
(رويدا ليس وقت ضعف علينا أن نكون قويات ولن أترك أحد يؤذيكن )
هتفت ريدا من بين دموعها
(كيف لكي أن تفعلي ذلك وأنتي هنا ؟!)
ردت عليها رويدا
(لن أمكث هنا طويلا لاتخافي الآن على أختك أن تتحرك وتنفذ ما طلبته منها لكي لاتكون ورقة رابحة في يد شمس )
ردت ريدا
(ولكن الناس....)
قاطعتها رويدا
(لم يعد يهمني رأيهم بنا... هؤلاء الناس الذين يعتبرننا لعنة وحلت عليهم فلما تهتمين برأيهم؟ )
جاء الشرطي لينهي هذه الزيارة فودعت ريدا أختها الذي إحتضنتها وهي تهمس
(حاولي أن تقنعي همسة بما طلبت منها وسيكون كل شيء بخير )
مر ذلك اليوم وكأنه دهر على همسة التي إعتزلت في غرفتها فما أخبرتها به رويدا ضرب من الجنون كيف لها أن تفعل ذلك ؟ومع من ؟مع ذلك الشخص الذي لاينفك يتغزل بها !!!لطالما صدته ووصفته بأقبح الصفات ولكنه دائما كان يبتسم لها إبتسامة التي تزيدها كرها ومقتا له وهويردد
(ساحرتي المتمردة )
فكيف لها أن تفعل ذلك؟ماذا تقصد رويدا بهذه الخطوة ؟وكيف لها أن تطلب منها هذا الطلب ؟
حاولت أن تخبر أبرار ولكن هذه الأخيرة لم تصفح عنها بعد مافعلته فلجأت إلى ريدا التي أكدت لها أن رويدا تفكر في مصلحتهم ةعليها تنفيذ ماطلبته منها لتنتوي أن تفعل ما أمرت به أخيرا فلن تبقى في الهامش لاتفعل شيئا بينما الجميع يريد أن يخرج رويدا من مأزقها خاصة وأن رويدا أخبرتها أت في فعلتها هذه خلاصها
***
إبتسمت رويدا بمجرد رؤية أختها تقصد زيارتها صباحا لتخبرها عن موافقتها ولتسرع رويدا في تنفيذ ماإنتوته وهي تهمس
(سترى مني العجاب ياإبن فيروزة )
كان قد وصل للمركز ليدخل مكتبه ويباشر يومه ككل الأيام ليدخل فجأة أحد عناصره قائلا
(سيدي هناك أمر مهم يجب أن تراه )
قطب نسر حاجبه ليقول
(أي أمر هذا ؟ولما تبدو متوترا هكذا تكلم)
ليجيب العنصر
(أخاك...)
ولتخونه العبارات بعد ذلك عن البوح بالمزيد بينما ترجم عقل نسر عدة أفكار رهيبة جالت في خاطره ليترك مكتبه بسرعة قاصدا الزنزانة التي يقبع فيها أخاه جوادا منفردا
. كان منظرا مفاجئ لنسر وهو يشاهد أخاه عاقدا ساعده إلى صدره يتأمل تلك التي كانت واقفة تحتضن نفسها ليتقدم نسر وهو يصيح
(مالذي يحدث هنا ؟)
أجابه جواد وهو لايرفع نضره عن تلك التي إتخذت من ركن من الزنزانة ملجأها
(يبدو أن ساحرتي إشتاقت لي فجاءت لتزورني )
صاح فيه نسر معاتبا
(جواد كفى عن هذا الهراء)
ليتوجه إليها فإنكمشت على نفسها أكثر ليحاول هو تهدئتها
(إهدئي وتكلمي مالذي جاء بك )
أشارت إلى جواد وهي تتلعثم في الكلام قائلة
(أخاك حاول أن......)
وسكتت عن الكلام لتجهش بالبكاء تاركة لنسر تخيل ماحدث فحدج أخاه بنضرات جعلت هذا الأخير يبتسم بمرح قائلا
(كنت مشتاق إليها يا أخي فما ذنبي أتا !؟!؟ إنه ذنب قلبي الذي فعل ذلك )
كانت تتمنى أن تقتلع عيناه اللتان ترمقانها بوقاحة ولسانه الذي يتلفظ بغزله لها والذي تمقته ولكن هذا ليس وقت غضبها لتحاول بعد ذلك التواري خلف نسر الذي إكتشفت لتو أنه أخاه ....ورغم ذلك عليها أن تنفذ أوامر أختها فهي أدرى بمصلحتها بينما سمعت نسر يهتف
(جواد كف عن هذا الكلام الوقح أتعلم مالذي فعلته ؟هذا يسمى تحرش بافهيم )
إبتسم جواد ليقول
(تحرش تحرش وما الضير في ذلك )
إحمر وجه نسر من الغضب ومن اللامبالاة التي هو فيها أخاه ولكن الأمر سيتعقد أكيد فهمسة أخت رويدا كما يعرف وهذه الأخيرة لن تسكت عن هذا الشيء أكيد وستسعى لفعل أي شيء لمعاقبة الجاني ...والجاني هنا أخوه ...والمجني عليه أخت تلك التي تكاد تجعل شمس يفقد عقله من برودها ....سيدة الجليد بمعتى الكلمة ليهمس بينه وبين نفسه
(لا أضن أن الأمور ستكون جيدة أبدا .........)
***
كانا يتناولان فطورهما قبل أن يفتح شمس الموضوع معها
(زلفة أريد أن أخبرك شيئا )
نضرت إليه لتقول
(وماهو ذك الشيء ؟تكلم ياشمس )
إبتسم ليداري إرتباكه
(لقد قررت أن أعفيك من أعمال المنزل وسأحضر لك خادمة)
إستغربت زلفة تغير أحوال زوجها
فنذ مدة طلبت منه نفس الطلب ليقابل طلبها بالرفض فماذا حصل ليغير رأيه؟ لتسمعه يقول
(يبدو أني فاجأتك حبيبتي)
أجابته بقولها
(لا لست متفاجئة بقدر ما أنا مستغربة فمنذ مدة طلبت منك ذلك ورفضت بشكل قاطع فمالذي جعلك تقوم بهذه الخطوة الان؟ )
إمتدت يده لتحتضن يدها الموضوعة على الطاولة ليقول
(أريد أن أريحك حبيبتي )
ليبتسم لها ..بينما إبتسمت هي له رغم أن في دواخلها تحس بشيء غريب فشمس في الفترة الأخيرة لم يعد شمس الذي تعرفت عليه في الغربة والذي رأت فيه فارس أحلامها ....هو منذ عودتهم أصبح متغير كثيرا حتى أنها أصبحت تشهد تعصيبه على الصغيرة قبل الكبيرة وقبل أن يرحل تفكيرها إلى ذكريات أخرى سمعته يهتف في الشخص الذي إتصل به على سهوة منها
(متى حصل ذلك ؟وأين كنت أنت؟)
شاهدته يزفر بقوة قبل أن يمسك بالسترة التي يضعها على مقعده وهو يجيب على الإتصال
(أنا آت حالا دع الأمور على ماهي عليه .........
...............إنتهى الفصل الرابع ...............

لعنة متوارثة - الكاتبه فاتىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن