الفصل السادس عشر

5.5K 185 0
                                    

ضل ينضر إليها غير مصدقا ماقالته ليقول بنبرة سخرية غير مصدقا ماقالته
(أوووووه لم أعرفك زوجتي العزيزة ..أنت جد مخلصة لي حتى أنك تريدين أن تقنعينني بأوهام سكنت خيالك وحدك فأمي التي تجرأتي وتحدثتي عنها دفنتها بيديا هاتين اليدين وزوجتي أنقى من أن تفعل ذلك ..فلا تحاولي بث سمومك لأني لديا مناعة جيدة ضده )
كانت قد سرحت شعرها الليلي الذي إنسدل على ضهرها لتقول وهي تسرحه
(لقد صدقت فأمك رحمها الله كانت إنسانة طيبة عكس تلك الفيروزة الحقيرة التي تبث سمومها لحد الآن عزيزي )
لم يحتمله عقله من سماع تلك الكلمات ليتوجه نحوها ويطبق على جيدها بكفه هامسا بالقرب من أذنها
(كفي عن هذه الحماقات التي تتفوهين بها وإلا ستواجهين غضبي )
أسرع في رفع يده بعد أن أحس بأنه يألمها ويقطع عنها التنفس لتبتسم رغم ألمها وهي تفرك بيديها مكان قبصته التي علم عليها بحمرار شديد وليحس بأنه عليه أن يغادر لأنه لو بقي معها سيرتكب جريمة فيها بسبب كمية الإستفزاز التي تتحلى بها أسرع خطاه إلى الباب مغادرا ولكن كلماتها التالية أوقفته
(حسنا لم تصدق الجزء الأول فهمنا ولكن يمكنك أن تتأكد من الجزء الثاني على ما أعتقد )
إرتسمت على شفتيها إبتسامة عبث بينما عاد هو أدراجه ليهمس لها محاولا طعنها بأي طريقة وجرح أنوثتها الطاغية
(حتى لو دفعت لي لن ألمسك )
إبتسمت وعقدت ساعديها لصدرها
(كنت سابقا تدفع لتجلس بقربي فمالذي حدث لك ؟...دبدوبي )
ضل واقفا ينظر إليها يحاول فهم ماتفوهت به لتكمل هي
(الطفل البدين الذي كان يسعى خلفي ويطلب مني الزواج وأنا أرفضه .....يتمنع عني اليوم ....)
إستغلت دهشته لتقترب منه وتضع يديها خول عنقه قائلة
(ألا يسرك عزيزي أني حققت أحد أحلام طفولتك )
ضل ينضر إليها مسلوب القوى ليتذكر تلك الحورية التي كان يطلب منها الزواج كلما نضر إليها ...سحرته بقوتها رغم صغرها ....تذكر كيف كان يحرم الأكل لكي ينال الرضى منها ....ولكن لما لم يتذكرها ؟أمعقول أم تكون هي ؟لقد إستطاع الغل والحقد الذي زرعته أمه فيتجاه بنات شامة بنسيان حتى طفولته ...نضر إلى عينيها يتبين صدق ماتفوهت به ليجدها تهمس بالقرب من فمه بإغراء
(أرأيت كم أنا طيبة!!! ها أنا بين يديك حتى بدون تعب )
عودة ماضيه ...وإحساسه بأنه عاد إليه ذلك الطفل ...وعودة شمس القديم جعله يبتسم لتبتسم قائلة
(لم أكن أعلم أن لزوجي هذه الإبتسامة الخلابة )
لتلثم شفتيه بقبلة رقيقة ونضرها يرتكز على ذلك الضل الذي يضهر من تحت الباب ...مبتسمة منتشية بإنتصار على من يتلصص عليها خلف الأبواب ... بينما هوت حصونه أمام ماضيه ليقدم على مالم يتوقعه يوما عندما سحبها إليه معتصرا إياه في عناق سحيق محاولا الإرتواء من شفتيها ......وماضيه يتجسد بكل مراحله أمام عينه

***
كانت تنضر إليه وهي تحاول أن تخفي تلك الإبتسامة التي لم تستطع إلا رسمها ....فليلتها الأولى معه كانت عكس مايتمنى ..تتذكر كيف كانت ذائبة في قبلته لتتورد وجنتيها بمجرد التذكر ....كان يمكن أن يذهب للبعيد معها ...ولكن مداراتها ومحاولة أن يكون لينا معها أخذ منه وقتا لتمتد يده لسوسة الفستان يريد أن يسحبها ممنيا نفسه هذه المرة بالإنتقال للمرحلة الثانية من ذلك الشعور الذي سيطر عليه بالفعل وكذا أخذ حواسه لتستوقفه طرقات على الباب الخارجي .....حاول ان يتجاهلها ولكن الطرق لم ينقطع ليبتعد عنها مجبرا وهو يلعن في سره بينما خاطبها بنبرة مشحونة بالمشاعر
(سأعود إنتضريني )
قبلها قبلة خفيفة ليتوجه بعدها إلى الباب وهو يتوعد الطارق كائن من كان وبمجرد أن فتحه إرتسمت معالم الحيرة ةالدهشة ...ففي الخارج لم يكن هناك أحد ...زفر بقوه وهمس
(من هذا الأحمق الذي إتتزعني من الجنة بئسا له )
كان يريد أن يعود أدراجه عندما وقع تضره على ذلك المغلف الذي كان موضوعا أمام الباب حمله ليبتسم وهو يقول
(الآن لست مستعدا لقراءة هذه التفاهات ...فحبيبتي أولى بي ...ولن أترك مثل هذه العبارات الحمقاء تبعدني عنها ...كائن من كان ذلك الذي يبعثها لن يبعدني عنها)
وضع ذلك المغلف على الطاولة ليسابق الخطى لغرفته ...يريدها ....يشتهيها ....ولا يشتهي أحد سواها .فتح الباب لتذهب عقله بذلك القميص الأبيض الذي طارده في أحلامه ...بلع ريقه ليقترب منها بعد أن فتح الباب لتضطرب بمجرد أن أحاط ذراعيه بخصرها لتقول
(سراف ....أنا...أقصد...اليوم لايمكن ...)
قطعت كلمتها بجذب سراف لها وتقبيل جيدها وهو يقول
(حبيبتي لاتخافي )
همست مرة أخرى
(أنا لست خائفة...ولكن ..أنا ...)
إبتعد عنها لينضر لوجهها وقد تشبعته حمرة ليقول
(أنت ماذا ؟!)
فركت يديها وهي تقول بصوت متوتر
(أقصد أنه...لايمكننا..توتري وخفي ...جعلها تبكر على غير عادتها )
بقي ينضر إليها برهة من الزمن يحاول فهم كلامها ليشعر ببرودة إجتاحته وكأن أحد صب على رأسه ماء ساقعا عندما فهم معناها ليحاول أن يمثل ان الأمر عادي وهو يقول
(لابأس حبيبتي لاداعي لتوتر فأمامنا أيام كثيرة )
ليقبل بعدها رأسها ويتوجه إلى الحمام بعد أن أخد منامته محاولا تمالك نفسه والتحكم في أعصاب ولعنه لتلك الضرة التي ستبعده لأيام عنها محاولا إطفاء رغبته فيها بذلك الدش البارد الذي مازاده إلا رغبة فيها
إبتسمت كونه طفل في هيئة رجل كبير ..مراهق في هيئة شاب عاقل ....لأول مرة تحس بأن شخص يهتم بها بهذه الطريقة ويجتاحها بهذا الأسلوب ....أشفقت على خصلات شعره المتمردة التي لم يهتم بها اليوم كعادته والسبب هي فاجأها بسؤاله
(كم يوما سأنتضر)
أحرجها فعلا بكلامه هذا لينضر إليها منتضرا إجابتها بينما حاولت أن لاتلتقا عيناها بعينيه
(على الأغلب 6أيام )
كور قبضته ليهمس
(تبا)
وليغادر الغرفة بعدها تاركا إياها وقد عادت البسمة تزين ثغرها
***
نهضت من فراشها تتمطى لتجد أن أختها غادرته ..يبدو أنها أعفتها من الإحراج فهي كانت ستطلب منها أن تذهب لغرفة زوجها فقط من أجل تجنب كلمات اللاذعة للجدة يمامه ..لتغتسل وتتوجه للمطبخ وهي تدندن حتى أنها لم تنتبه لذلك النائم في الصالة ..ضلت تدندن فهذا اليون من أحلى أيامها خاصة وأن أبرار معها هنا في منزلها ...كانت تصنع إفطارا للجميع عندما أحاطها جواد من الخلف بذراعيه ..صاحت ليضع يده على فمها فور أن أدارها إليه وليطبع قبلة على يده التي كانت تغطي فمها وهو يقول
(صباح الخير معذبتي )
ليعود بعد ذلك إلى رفع يداها وقبل أن تتهمه بقلة الحياء والوقاحة قرر أن يوثق ذلك ويجعل لمكانها معنى ولتحط شفتيه على مرسى إغواء شفتيها الزهريتين غير عابئ بمن حوله مدحضا كل صدها له والذي تلاشى شيئا فشيئا
في هذا الوقت كانت أبرار تتأمل الغرفة التي ستعيش فيها ..جميلة ..مرتبة ...هادئة تنم عن هدوء ذلك الشخص الذي تزوجته في ضروف لم تفهمها لحد الآن .... تلك الغرفة التي جمعت بينهما قبل الزواج دمعة تلتها الأخرى وهي تحس بكمية الإهانة التي شعرت بها خاصة من كلمات جدته ...جلست على السرير ولم تستيقظ من أفكارها تلك إلى على يد توضع على كتفها...إنتفضت فهي لم تكن تعلم أنه هنا كل ضنها أنه في عمله ..بينما بقي يتأمل هوهيأتها يتفرس في وجهها الذي أبت الدموع مرافقته ..ليقول
(أسف على مابدر من جدتي )
أخفصت رأسها وكمية الدموع تأبى مغادرتها وتهدد بالإنفجار في أي لحضة ليحاول بثها بعض الطمأنية
(أبرار ..نحن أعلم بغيرنا بأننا لم يحدث شيء بيننا ...كل هذا سوء تفاهم وسأحرص على معرفة ماحدث ..وتأكدي أنه لن أأذيكي بأي شكل من الأشكال فأنت أصبحت مسؤولة مني )
ليغادرها بعد ذلك متوجها لعمله .لتغادرها بعدها تاركة خلفها ذكريات أليمة ....إستوقفها ذلك الحوار الذي جمع أختها وزوجها فوقفت تستمع لما يحدث بينهما
لمح جواد أبرار فإبتسم بخبث ليقول لتلك التي تريد أن تتخلص من محاصرته
(كفي عن تعذيبي ياهمسة فأنا لم أعد أحتمل ..يجب أن تفهمي أني زوجك وكما لديا واجبات أنفذها عليك حقوقا لي أبسطها تركي أنام في غرفتنا فشكلي أصبح مثير لتساؤلات وأنا أنام يوميا على الكنبة)
رفعت همسة حاجبها مستغربة من تغير أحواله ليكمل إستعطافها أو بالأحرى إستعطاف أختها
(لن أنكر أنا زواجنا جرى في ضروف صعبة ولكن صدقيني أحبك)
ألقى نضرة على خيال تلك الواقفة تستمع للحديث فشاهده يبتعد لينزع يده وهو يبتسم بينما صاحت همسة
(لاتحلم بذلك أيها الوقح )
كانت تريد أن تبتعد ولكن عادت أدراجها لترفع سباباتها في وجهه وهي تقول
(وإياك أن تقترب مني مرة ثانية أفهمت ؟!؟)
غادرته بينما إبتسم هو وهو يعبث بشعره وهو يقول
(ماحزرت صغيرتي فاليوم ستكوني في مكانك الأصلي ....ستنامين في أحضاني )
***
كانت تقوم بتنضيف ذلك المنزل بعد رحيله وهي تبتسم كلكا تذكرت حالته صباحا عند مغادرته لتقع عيناها على ذلك الضرف الملقى على المائدة أخذته وفتحته ليرتفع حاجبها دهشة وإستغراب مما جاء فيه
من حهة أخرى إستيقضت رويدة من نومتها المريحة تلك لتتجلى على محياها إبتسامة عابثة إتجهت للحمام للإغتسال غيرت ثيابها وتوجهت نحو الأسفل أين كانت ضرتها جالسة على مائدة الإفطار واول مارأتها إبتسمت لتحاول بث سمومها بعد أن تركها شمس ولجأ إليها
(أسفة صرتي فلم أستطع إقناعه بالعودة إليك لقد أصر أن يمكث في غرفتي )
إقتربت منها رويدا وهي تقول
(أعذره عزيزتي فهو حتمل لن يقاوم إمرأة مثلي خاصة بعد أن تذوق القرب مني ...لا تقلقي فعن قريب سأجعله يعشقني تأكدي من ذلك)
إغتاضت زلفة لتكمل رويدا
(أخبريني شيئا ماهي التعويذة التي ألقيتها على زوجك ...أووووه قصدي زوجنا ليكذبني عندما أخبرته بحقيقتك وحقيقة تلك العجوز فيروزة)
نضرت إليها زلفة غير مصدقة ماسمعت لتهتف
(ماذا ؟!؟ألم تعديني بأنك ستكتمين ذلك ؟)
أجابتها رويدا وهي ترتشف من فنجان قهوتها
(وهل سترضين أن يقال عني زوجة غير مخلصة )
حدجتها زلفة بنضرات غاضبة لتكمل رويدا
(على العموم لاتقلقي فهو لم يصدقني لأنه لم يكن عندي أدلة )
رفعت زلفة حاجبها إستغرابا وهي تقول
(افهم من هذا أنه لم يكن لديك أي دليل )
أجابتها رويدا
(أجل ولكن بفصل الجلوس معك وهذا الحديث الممتع الذي دار بيننا حصلت عليه )
بقيت زلفة تنضر إليها تحاول فك معاني كلماتها لتتوجه روييدا نحو تلك ألة التصوير التي وضعتها في إحد الزويايا وهي تقول
(أنا ممتنة لكي ضرتي فحقا الله يحبني عندما أنعم عليا بك )
في هذا الوقت دخل شمس ليقول
(ماالذي تقصدينه بكلامك هذا أيتها الساحرة ؟)......................

لعنة متوارثة - الكاتبه فاتىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن