مرت أيام بعد الأحداث الأخيرة إستطاعت فيها ريدا موازنة الامور ...فماذنب رويدا لتصب غضبها عليها؟وكيف تصف أمها بتلك الصفة؟ندم يتآكلها أكلا لتطلب من سراف أن يأخذها إليها لتقابلها رويدا بكل برود ...حاول سراف أن يلين الكلام بينهما وأن يشرح وجهة نضر ريدا ولكن رويدا هتفت
(ريدا تعلم جيدا أن ماقالته في حق أمي غير مبرر وعليها أن تندم ندما شديدا عليه )
لتغادرهما تاركة ريدا تبكي ليسرع سراف في إحتوائها وهو يقول
(لن يستمر غضبها صدقيني ...فهي تحبكم )
رفعت رأسها وهي تقول
(هل تعتقد ذلك ؟)
أعادها لحضنه وهو يقول
(ومتى قست عليكم رويدا ؟...رغم قوتها فخلفها قلب طيب وفتاة طيبة )
لتتعلق به ريدا وكأنها تستمد منه قوتها ...وتعتبر حضنه وطنها بينما ضل هو يربت على شعرها وهو يحاول أن يبث فيها الأمل إلى أن هدأت
***
كانت أجواء الحفلة رائعة فقد عمد جواد إلى إدخال البهجة إلى قلب زوجته وتحقيق أحد أحلامها البسيطة ...بينما وقفت الجدة يمامة تتأمل في تلك الغبيات التي إحتلن المقاعد الرئيسية رفقة أزواجهن لتتجه إلى نسر وهي تقول بصوت وصل مسامع ريدا
(ماهذه المهزلة الساحرات الثلاثة تزوجن)
هتف نسر
(جدتي ليس وقت هذا الكلام )
زجرته يمامة بنضرات وهتفت بغضب
(ومالذي تخاف عليه أنت الثاني لقد تواقحت مع تلك اللعينة ونمت معها على سرير واحد فلا تخف لن تقوم بالتخلي عنك فقد كنت فريستها ياغبي )
قبل أن يجيبها نسر نهضت ريدا مغادرة المكان تتبعها همسة بينما هتفت فيها رويدا
(كفاك كلاما جارحا فحفيدك هو الملام وأخوه قبله ....فلاتجعليني أضعك في حساباتي ولن تنجين مني فلا تختبريني .....جدتي )
أجابتها الجدة بغرابة
(ومادخل جواد في الأمر ؟ثم كيف تسمحين لنفسك بتهديدي في منزلي ؟)
كانت تريد أن تجيبها عندما قاطعها جواد وهو يعلم محخرى الأمور ليقول
(رويدا لقد تأخر الوقت من الأحسن أن أنقلك لبيت زوجك فلقد غادر شمس بعد عقد القران)
إبتسمت رويدا لتقول
(حسنا كماتريد يازوج أختي )
لتنصرف معه بينما إستأذن سراف في الإنصراف رفقة ريدا ليتوجه بعد ذلك نسر إلى غرفته حانقا من تصرفها
لمعت عينا همسة فرحة وهي تتذكر أخاوتهاوهن يرتدين فساتين الفرح البسيطة التي سعى جواد لجلبها رغم إعتراض أبرار وكذا ريدا ..ولكن لامجال للمناقشة فقد عمد جواد لإقناع جدته أنه يجب عليها أن تقيم فرح لنسر وإلا شك الأقارب أن هناك أمر مريب وسيلتون ويعجنون وكل سيفهم القصة على هواه لذلك كان على الجدة يمامة أن تعلن بصرامة أن نسر يجب أن يقيم عرسا ويعلن زواجه بينما أخبر جواد أنه سيقنع أختها ريدا بطريقته الحاصة وهاهو يفاجؤها بوفاءه لوعده لها لتحتضنه قبل أن يركب السيارة وهي تقول
(شكرا جوادي فلقد حققت لي أحلامي بأن أراهم بهذا الشكل )
بقي ينضر إليها وهو غير مصدق ماتفوهت به لتقوم بخطوة لم يتوقعها وهي تداعب خده بيديها الصغيرتين قائلة
(لا أعرف كيف سأشكرك
ليهمس لها
(الحمد لله أننا هنا وإلا تهورت ولن يعجبك طبعا تهوري)
رفعت حاجبها لتقول
(ماذا تقصد أتريد أن تفعل شيء يزعج أخواتي أقسم أنه إذا فعلتها فسيكون لي تصرف أخر معك)
زفر بضيق وهو يقول
(أهذا مافهمته من كلامي ...همسة ألا تفقهين معاني الكلمات أبدا )
إبتعدت منه مغتاضة وهي تقول
(لاينقص إلا أن تتهمني بالغباء أيها الوقح ...ولعلمك أنا فهمت ماتقصد )
إبتسم بعبث ليقول
(ومالذي كنت أقصده ...أريد أن تبرهني لي صدق كلامك )
إحمرت أرنبة أنفها لتهتف
(لن أشرح شيئا أفهمت ؟)
لتتوجه إلى ألداخل تلحق بريدا التي تركتها لوحدها لتهمس رويدا لجواد بعد أن إعتلى مقعده أمامه
(أووووووه لم أكن أعلم أن همسة تحبك لهذه الدرجة )
ليبتسم لها وليتعجب من تصرفها هذا فرغم أن الشمس غادر الحفلة باكرا ليشعرها بالإهانة إلا أنها كانت أسعدهم
***
توقفت سيارة جواد أمام بيت شمس ليسرع في فتح باب سيارته ويمد يده لرويدا لمساعدتها في الخروج لتبتسم له وهي تمد يدها
(حسنا سأرضى بأن تكون بديل لزوجي الذي فر هاربا بعد عقد قرانه معي وكأنني أجبرته على فعل ذلك )
نضر جواد إليها وهو غير مصدق مايسمع مشككا في رجاحة عقلها ليهمس
(وكأنها لم تفعل ذلك )
أجابته
(صدقني أنا لم أفعل شيء يؤذيه ثم أي غبي هذا الذي يصدق ورقة ولايتأكد من صحتها ألم تسأل نفسك هذا السؤال؟)
حك جواد رأسه ليقول
(قد يكون كلامك صحيح كل ما أريده أن لاتأتي على ذكري إذا حدث وإنفضح أمرك أرجوك وتذكري أني زوج أختك وستر لعرضك يارويدا )
إبتسمت وهي تتوجه نحو الباب وهي تقول
(يبدو أنك تتلاعب بالكلمات يازوج أختي العزيز فأنت الخائف من فقدان همسة ولكن لاتخف فأنا سأضع النقاط على الحروف اليوم صدقني ولن أدع أحد يعكر صفو حياتك هذا في مايخص تعاملي معك أما ماخطت له وحدك فلادخل لي أفهمت ؟)
سارت وهي تتبختر بذلك الفستان الأبيض الذي طبع الجسد الأنثوي فيها لتقرع الباب بينما بقي جواد مستغربا يحاول فك سفرات كلماتها فيبدو أن كل كلمة نقولها وراءها مصيبة أكيد لهمس هو يركب سيارته
(أطلب من الله أن يعين شمس عليها لأن نهايته الأكيدة معها حتما مشفى المجانين )
***
توجه نسر بعد تأكده من نوم جدته إلى غرفة همسة ليقرعها وبعد قليل خرجت له همسة ليقول
(همسة أخبري أبرار أنه يمكن لها أن تعود لغرفتي لتنام فيها فأنا لن أبقى هنا )
فركت همسة يداها حرجا وهي تقول
(أبرار نامت يانسر أرجوك أخي أتركها تنام عندي الليلة وغدا لكل حادث حديث )
زفر نسر ليقول
(أنت تعرفين أن جدتي لن توفرها إذا علمت بالأمر فيكفي ماحدث فيهذه الليلة )
أجابته بسرعة
(أبرار دائما تستيقظ باكرا وسأحرص على أن تكون في غرفتك قبل أن تستيقظ جدتي يمامة )
هز رأسه موافقا ليغادر ...بعد قليل عاد نسر ليتوجه لغرفته يمني نفسه بحضن زوجته تلك الفتاة التي تذهب بعقله كلما رآها ليفتح باب الغرفة وهو يبتسم بخبث وأفكار تعصف بمخيلته تغريه تارة وتسيل لعابه طورا ليجدها تسرع إليه تدفعه للخارج وهي تهمس
(جواد أختي أبرار هنا وستقضي ليلتها عندي فأذهب لتنام في غرفة أخاك )
صاح
(ماذا ؟!)
أسرعت في وضع يدها على فمه لتقول
(أخفض صوتك قد توقضها )
همس
(هذا ماينقص أن ينقلب السحر على الساحر )
رفعت حاجبها مستغربة
(هل قلت شيئا ؟)
أجابها محتقنا
(قلت أني سأنام على الكنبة أحسن فهذا مكاني الطبيعي أليس كذلك ؟)
أجابته
(حسنا كما تريد )
لتتركه مغتظ وتغلق الباب
***
أحست بتوتر وهي تتوسط الغرفة التي إعتادت عليها منذ علمت أن هذا الذي يقف خلفها ويحترقها بنضرات مختلطة بين الرغبة والإعجاب ...زوجها ..... فذلك الفستان الأبيض الذي أضهر بشرتها البيضاء وعينيها التي تؤرق نومه جعله يخطو خطوات نحوها كالمسحور بينما إشتد إشتعال خديها إحمرارا فور إقترابه منها ليقف خلفها ويطبع قبلة طويلة على عنقها لتميل رأسها وتغمض عيناها وكأنها تمنحه الفرصة للتوغل أكثر ...ت
تشنج جسدها بعد أن أحست بإنتقال قبله عبر جيدها للعرق النابض فيها ..وكأنها تحاول أن تداري إضطرابها وتأثرها لتهمس بصوت مبحوح
(سراف)
زاد من إشعال فتيل عاطفته وهو يدس رأسه في عنقها وكأنها دعوة صريحة منها إلى ذلك ولكن إرتجافها جعله يبتعد عنها ونفسه المضطرب يلفح بشرتها ليديرها نحوه ...كانت تريد أن تبتعد ولكن يداه عملت على تطويق خصرها قبل أن تفكر في ذلك لتجده يهمس
(ليس اليوم ياريدا ...ليس اليوم يا مهجة سراف)
إبتعد عنها بالقدر الذي يستطيع أن يتشبع من ملامحها التي فتنته سابقا ولازال سحرها يجعله ينجذب إليها مسلوب القوى ....لم يحس مع غيرها بهذا الشعور الذي يجعله شخص آخر ...معها فقط هي دون غيرها ....نضراته تلك جعلته تحاول الهروب بنضراتها إلى أي شيء إلاهو فحضوره يربكها ....لتهمس بكلام أذاب قلب رجل على محبوبته
(أناخائفة ياسراف)
تعمق في النضر إليها ليهمس قائلا
(معي يجب أن يختفي هذا المصطلح معي ....معي فقط ياحوريتي )
إمتدت يداه إلى طرحتها لينزعها ويحرر شعرها قبل أن يعود غرس رأسه في عنقها يستنشق عطرها لتتنهد هي تنهيدة جعلته لايقاوم أن يترك شفتاها ترتعش ليجتاحهما بحنين مناقض لهوجاء المشاعر التي يشعرها الآن ....وفي هذه الليلة التي يريدها مميزة راميا كل الماضي خلفه ....وليكن هو وهي دون ثالث لهما .....
***
مر وقت طويل وهي تحتل الصاله تنتظر أن تعود لهازلفة فهي طلبت منها أن تجعل شمس يستقبلها في غرفته مقابل شراء هدوءها لتعود بعد فترة وهي تقول بغل
(هو ينتظرك )
إبتسمت رويدا لتلملم ثوبها الأبيض وهي تقول
(شكرا جزيلا ضرتي لن أنسى معروفك هذا ماحييت وأرجو أن يتقبل زوجك ....أووه نسيت زوجي أعذريني فالمصطلح جديد عليا ووجودي الليلة بقربه بفضلك أنتي ...لكن أتمنى أن يبقى وإلا......)
أجابتها زلفة
(لا تقلقي سيبقى في غرفته لقد وعدني )
إعتلت السلالم وشفتاها تتزين بإبتسامة نصر لتتوجه لغرفته
كان يغلي من داخله فوجودها بقربه يجعل الهواء يتلوث ليجدها تقتحم غرفته قائلة
(لقد حضرت عروسك الجميلة زوجي العزيز)
أشاح وجهه عنها لتقول بنبرة أودعتها الحزن
(ألا تتمتع ببعض الرومنسية لتحملني لداخل كما حلمت طوال حياتي )
لم تسمع له جواب لتكمل وهي ترفع فستانها مقدمة رجلهأ الأيمن
(حسنا سأدخل وحدي وأمري لله)
لتتوجه نحوه وتجلس بجانبه وفور أن فعلت نهض بسرعة وكأن ماس كهربائي مسه لتقول بإبتسامة
(لم أضن أن لي تأثير بهذه القدر عليك)
إغتاظ وإشتدت قبضته ليقول
(إحفضي لسانك ودعي هذه الليلة تمر بخير)
وضعت يدها على خدها وهي تقول
(أتعلم أتساءل ماذا أخبرتك زلفة لتقبل وجودي معك فهذه حقا معجزة ...فأنا أرى بوضوح الحب الكامن في عيناك نحوي)
كلماتها اللاذعة جعلته يحاول طعنها في أنوثتها ليقول
(لأني أحبها....وأعشقها ...وكنت مجبرا على زواج بحثالة مثلك ....وطبعا لن أرفض لها طلبا بعد أن إقترفت هذا الذنب)
إبتسمت وهي لتقول وكأنه لايعنيها الأمر
(أحمد الله على زوج مخلص لزوجته مثلك أقصد ضرتي)
صر على أسنانه لتتوجه لتسريحة الشعر لتنزع طرحتها كان يريد أن يخرج عندما سمعها تقول
(شمس بما أني زوجتك الآن يجب أن أخبرك ببعض الأمور هذا لنجاح زواجنا طبعا)
إرتسمت السخرية على محياه وفرت الكلمات المعبرة وهو يرمقها بحتقار بينما قالت هي وهي تنزع الدبابيس التي زينت تسريحتها
(أمك فيروزة ليست كما تضن ميتة ..هي على قيد الحياة وزوجتك العزيزة التي تخلص لها تعلم )
حاول أن يستوعب ماتتفوه به هذه المجنونة لتكمل وهي تزيل زينتها
(والأهم في الأمر كله أنني لست حامل ...أنا لازلت كما أنا لم بلمسني أحدا بعد....أقصد أني لازلت عذراء عزيزي ...)................................................................نهاية الفصل الخامس عشر
أنت تقرأ
لعنة متوارثة - الكاتبه فاتى
Romanceكل حقوق الملكيه خاصة للكاتبه فاتى جروب الخاص بالكاتبه على الفيس بوك : قصص وروايات بقلم فاتي (zahra dahmani) ** اقتباس** ....كانت تقبع في زنزانتها وحيدة كما إعتادت....تفكر في ماسيؤول إليه أمرها ....تعلم أن ذلك الشمس لن يتركها في حالها .....خصوصا بعد...