.....فقد أعصابه تماما وهو يرى نتائج مافعلته تلك الساحرة اللعينة التي تقبع خلف قضبان ..يقسم في نفسه أنها ستنال منه ماسيجعلها تجثو على ركبتيها ...تطلب رضاه وعفوه ولن تناله ..من تضن نفسها؟...تريد أن تضهر له أنها قوية ....حسنا فلتبني قلعتها في السماء ليصير طعم الإنتقام أحلى ...عندما تسقط عليها ...ولكن ماهذه المصيبة التي حلت عليه الأن ...صديق أقرب شخص له يريد أن يتزوج من أختها ...وهاهي تلك العجوز يمامة و التي يعلم جيدا أنها تؤثر على حفيديها بشكل واضح ....لن تكن حتى يحدث هذا الزواج .وهذا ماشاهده بوضوح هذا الصباح عندما زارته في مكتبه تطلب منه بعيون دامعة أن يخرج أخاه جواد بأي طريقة كانت من السجن ...قاطع أفكاره صوت زلفة وهي تقول
(شمس سأذهب لزيارة الجدة يمامة لقد طلبتني في خدمة)
رن الشك في قلبه ليقول
(ومالذي ستريده منك جدتك يازلفة؟ لقد كانت في المكتب صباحا ولم تخبرني بشيء )
إبتسمت زلفة لتحيط ذراعيها بعنق شمس قائلة
(يبدو أن جدتي الماكرة تريد أن تزوج جواد وهي تريد أن أخدمها )
علت وجهه ملامح الذيق ليقول
(تزوج جواد!!!!ومن العروس )
ضحكت زلفة لتقول
(لن تصدق ماقصة هذا الزواج فرغم أن الفتاة زجت بإبن خالتي ذاك في السجن إلا أنه حسب كلامها يعشقها ويريدها زوجة والغريب أن الفتاة قاصر . ولكن جواد مصر عليها و......)
قاطع كلامها بعد أن فقد أعصابه تماما
(هل هو أحمق ليتزوج بساحرة ؟)
إستغربت كلامه لتقول
(ساحرة !؟من تقصد بكلامك ياشمس؟)
يعلم أنه إذا فتح الموضوع الآن فلن تتقبل وجود رويدا كخادمة لهم ولذلك حاول أن يبعد الشك عنه ليقول
(كيف يرضى على نفسه أن يتزوج من من أودعته السجن هذا ماقصدته بالساحرة ؟)
إبتسمت زلفة لتحتضنه أكثر ولتقول
(ألا تعلم شمسي أن قصص الحب الكبيرة هي تلك التي تولد من كره ضاهري يحمل مشاعر مشبعة عاشقة تنزوي في جانب فيك لتضهر مرة واحدة )
إبتسم لها رغم مايعتريه من غضب ليقول
(حسنا حبيبتي إفعلي ماشئت ولكن لاتنسي أنو في غضون أيام سيكون لك خادمة تريحك )
ليهمس في نفسه
(وتشفي القليل من غليلي على هذه العائلة اللعينة)
ليخرج بعدها من المنزل بعد أن قبلها فهاهي تلك الرويدا تتحرك بخطوة لم يحسب لها حساب ولكن فلتنتضر القادم لأنه سيكون له ..له وحده
***
صاحت أبرار وهي تنهب أرض الزنزانه ذهابا وإيابا قائلة
(ياإلاهي لم أعد أستطيع أن أفهم كيف تفكران )
لتنضرا إلى ريدا الجالسة أمام رويدا
(وأنت كيف رضيت بحدوث هذا فرويدا هكذا ولن تتغير أبدا تتصرف بجنون ...كيف ترميان همسة في هذا المشكل ...أنضرا إلى ماسارت إليه الأمور الشاب يدعي أنه يريد أن يصحح خطأه بالزواج منها وأكيد القاضي سيحكم له بذلك لأنها إدعت أنه تحرش بها بناء على طلب منكما )
لتقول ريدا
(أبرار إهدئي أنا....)
قاطعتها أبرار
(أنت لم تفكري لا أنت ولا تلك القابعة أمامك بماستؤول إليه الأمور لتفعلا مافعلتمانه )
نهضت رويدا هذه المرة لتقول
(أبرار أختي إهدئي همسة صارت في بر الأمان الآن)
نضرت إليها ريدا وعلامة الدهشة تعلوها لتقول
(وأي بر أمان تلك الذي تتحدثين عنه؟رويدا لاتنسي تان بفعلتك هذه دمرتي سمعتنا وفي مقدمتها أختك همسة لا أعلم كيف تفكرين )
أجابتها رويدا
(ستفهمين يوما ما يا أبرار أن ما أفعله كله لأجلكن فأنتن وصية أمي لي ولن أفرط فيها )
لتدخل ريدا هذه المرة قائلة
(وأنا مع رويدا في كل ماتفعله )
تأفأفت أبرار ولم تحتمل وجودها معهما فهي تحس ريدا نسخة عن رويدا توافقها دائما في ماتقوله لتغادر الزنزانة تاركة لهما وحدهما
***
كان واقف يشاهد المارة في الأسفل وهو يفكر في تلك المعضلة التي وجد نفسه فيها خاصة وأن المتهم أخاه ...مركزه الحساس جعلت القضية تتعقد أكثر فمن يحمي القانون أخاه يخترقه وينتهك أعراض الناس ..وهذا سيفتح باب الأقاويل ونشر الإشاعات والتطاول على عائلته طبعا ليهمس بينه وبين نفسه
(.يا إلاهي كيف توصل ذلك الأخمق إلى ذلك الحل السخيف ..لا وأيضا مصر عليه..وكأن ماحصل أتاه على طبق من ذهب) ليخرجه من ذلك الحال طنين هاتفه ....أخذه دون أن يرى من المتصل ليأتيه صوت جدته
(نسر بني كيف حال أخيك ؟)
أجابها مغتاظا
(وكيف سيكون حبيب قلبك ذاك ؟وأنت لاتنفكين تلبين طلباته التي يتصور العقل )
لتجيبه هاتفة
(وماهو الغير معقول الذي تقول عليه ؟أخوك يريد الزواج هل أجرم؟كان يجب عليك أن تفتخر به على الأقل لأنه يريد أن يصحح خطأه هذا هو إبن إبني رجل من ضهر رجل )
زفر بضيق
(جدتي بالله عليك كيف تسمي هذه المهزلة زواجا البنت قاصر لم تتعدى السابعة عشر ثم أليس هذه بنت شامة التي قصدت بيتهم لتهينهم من أجله )
لتجيبه الجدة
(مادام أن أخاك يريدها زوجة فلاضير في ذلك أم أنك تغار من كونه سيسبقك في الزواج؟ )
صاح نسر هذه المرة
(أغار!!!!بالله عليك جدتي وكأنني أتحدث عن شيء وأنت تتحدثين في شيء آخر )
ليقطع الإتصال بعد ذلك وهو يزفر فأخاه وجدته يريدان أن يقضيان عليه وحتما آخرته جنون ....لم يضن أن جواد سيلجأ إلى إستعمال الجدة في مايصبو إليه ...ليتوقف عند هذه النقطة وهو يراها تغادر مركز الشرطة ...تلك الهادئة التي فرت يوما من مكتبه بسبب ماقاله لها شمس أو ماتسبب لها من جروح ...ولكن هذه المرة تبدو غاضبة...مستنفرة .....وكيف لاتغضب وهي أخت لتلك التي تجاوز أخاه الحد معها ...لو كان مكانها لأفرغ مسدسه فيه ....ليهمس بينه وبين نفسه
(يبدو أنه سنعيش أيام عصيبة وكله بسبب جنون جواد)
***
مرت أيام قلبت الموازين فقرار جواد المفاجئ جعل من شمس كتلة غضب متحركة وأدى ذلك إلى الخلافات التي شهدتها علاقته مع نسر مما أثلج صدر رويدا ...وصدمة همسة أنها ستقترن بذلك الوقح وإلا يكون عليها أن تواجه القضاء والتصريح بإدعائها الكاذب ..والذي لن يخدمها لاهي ولا أختها رويدا ...فبرفضها هذا الحل ستزيد الطين بلة وأمام زن رويدا وريدا بأنه أسلم قرار كان عليها أن تقبل قصرا ..لتخرج بعدها رويدا من سجنها بعد أن وقعت على عقد إحتكار لمالكها الجديد شمس لتبدأ مرحلة جديدة في حياة الأربعة بين مد وجزر في حياتهن
***
كانت تراقب أختها وهي تسقي تلك الورود لتقول متجهمة عابسة غير راضية بما ألت إليه الأمور
(أبرار كفي عن ماتفعلينه بهمسة فهي الآن تزوجت ولا حكم لنا عليها ...ألست فرحة بزواجها؟أضن أنك كنت تتمنين ذلك ؟ )
إبتسمت أبرار بسخرية لتقول
(تزوجت!!!!أضن أن كلمة تضحية هي الأصح لماحدث فلا تنسي ماهي ضروف زواجها ...ثم كيف هانت على أختك رويدا أن تقوم بما قامت به ؟)
طبطبت ريدا على كتف أبرار لتقول
(رويدا تسعى لأن تحمينا صديقيني هيا تفكر بنا قيل نفسها )
إبتسمت أبرار بقهر لتقول
(لم أعد أصدق شيئا ياريدا فلاداعي لتقنعيني بشيء . رويدا تغيرت منذ أن حل ذلك السخص ببيتنا ورغم أنه أهاننا وأهان أمنا إلا أنها الآن تخدمه وتخدم زوجته أليس هذه إهانة تأمين على ماقاله وأننا بنات....)
وقبل أن تكمل كانت ريدا تضع يدها على فم أختها لتقول
(لاتضلمي أمك يا أبرار كما ضلمها الناس )
كانت أبرار تريد أن تتكلم عندما سمعت الجرس يرن لتتوجه وأول مافتحت إرتمت همسة في أحضانها باكية
إحتضنت أبرار أختها بينما إنغرست الأخرى فيها وهي تهتف بين دموعها
(أسفة أختي أرجوك سامحيني )
مسدت على شعرها لتقول
(سامحك الله ياهمسة فالذنب ليس ذنبك أنت الذنب على من فكرت وخططت وجعلتك أداة لضرب )
زادت همسة في إحتضان أبرار لتقول
(تبا لي ولذلك الزواج وحتى لذلك الزوج الأحمق الذي منيت به )
أبعدتها أبرار عن حصنها وهي تقول
(لايجب أن تقولي عليه ذلك فهو قد أصبح زوجك وعليك إحترامه وصون عشرته)
نضرت إليها همسة بإستغراب وهي تكفكف دموعها لتعقب ريدا على كلام أبرار قائلة
(همسة ماتقوله ابرار صحيح فالزوج يجب أن يحترم أي كان فأنت قد كتبت على إسمه وستعيشين معه فأحترميه )
صاحت همسة
(وكيف سأفعل ذلك وهو يغازلني يوميا كما أنه يتواقح معي ويقل أدبه أيضا )
نضرت كل من أبرار وريدا لبعضهما بينما أكملت همسة
(تصورا هو يريدني أن نتقاسم سريرا واحدا ويقول أن ذلك من حقه )
لتهتف ريدا
(همسة ماهذه السخافات التي تتفوهين بها هو زوجك الآن وهو يحق له بذلك وأكثر من ذلك )
إمتلأت عينا همسة بالدموع لتصيح في وجه ريدا
(أكثر من ذلك !!!!ومالذي تقصدينه ؟ )
همست ريدا لأبرار التي رغم ماتمر به العائلة إلا أن موقف همسة البريئ من زوجها جعلها تكتم تلك الإبتسامة التي حاولت أن تداريها
(أبرار تصرفي فيبدو أن هذه الحمقاء لم تتعلم منك شيئ كما كنت أعتقد )
لترحل بعد ذلك إلى غرفتها بينما تقدمت أبرار من همسة وهي تقول
(إهدئي حبيبتي وأخبريني هل أخبرتي زوجك أنك ستأتين إلى هنا ؟)
أجابتها همسة
(ولما سأخبره ؟ثم أنه كان نائم....)
لترفع يديها وهي تدعي عليه
( نومة الكهف إنشاء الله )
حاولت أبرار أن تعدم إبتسامتها لتقول
(لايصح ماتفعلينه عزيزتي فلزوجك عليك حق في أن تعلميه بتحركاتك فلم يمر على زواجك أسبوع )
جلست همسة لتقول
(حسنا سأخبره غدا )
رفعت أبرار حاجبها لتقول
(غدا!!)
أجابتها خمسة بحنق
(أجل وسأتي كل يوم أختي لأني لا أحتمل ذلك البيت والوحيد الذي يقتص لي من ذاك الوقح أخاه أتعلمين تمنيت أن يكون هو زوجي )
***
كان يراقبها من النافذة ....في ذلك المأوى الحقير ...إبتسم بتشفي ...يتذكر يوم وطأت قدماها منزله ليقدمها لزوجته التي لم تحبها أبدا ونقلت ذلك لزوجها ...ولكن لم ينصت لها فهي أنثى وكأي أنثى لديها شعور بالغيرة تجاه زوجها ...ولكن ممن تغار ...ليهمس بينه وبين نفسه
(اه يزلفة لو تعرفين ما أكنه لتلك البغيضة لجنبتني تلك الأحاديث السخيفة التي تقولينها وتلك الأوهام التي تحتل ذهنك )
لايدري لما أحس بإرتعاش عندما إستدارت لتنظر إليه وكأنها تخبره بأنها تعلم بمراقبته لها يوميا وهذا مايجعله في حالة من الهيجان ...ولكن صبرا فما ينتضرها أكبر وأعضم
قطع هذا صوت رنة هاتفه ليحمله ويبتسم فمنذ مدة لم يكلمه نسر وهاهو يتنازل ليبدد ذلك الخلاف ...فتح الخط وهو يقول
(الحمد لله أنك تذكرت أن لك صديق تسأل عليه )
أجابه نسر من الجهة الثانية
(ولما لاتنزل أنت من برجك العالي وتتنازل لتكلمني على الأقل أنا وضعت تحت ضؤف جعلني أتخذ ذلك القرار المتهور لذلك المتهور )
إنطلقت ضحكات شمس ليقول
(هذا مايحدث لمن يجلب لعنة لبيته )
صاح نسر هذا المرة
(شمس كف عن التفوه بهذا ولاتنسى انها زوجة أخي الآن شئت أو أبيت ولعلمك هي ليس لعنة أخي هو اللعنة )
ليجيبه شمس وهو يجلس على كرسيه
(حسنا دعنا منها فأنا لا أريد أن أعكر صفو خلوتي بها وبإحدى أخواتها ...أخبرني كيف حالك ؟)
أجابه نسر
(بخير ولكن إشتقت لك ولسهراتك )
رنت في خاطر شمس خاطرة ليقول
(حسنا وأنا أيضا يحن شوقي لتلك السهرات ولذلك سأزوركم الليلة مع زوجتي أخبر الجدة يمامة بذلك )
ليقفل الهاتف وهو شارد بها مبتسما ...فقد توعدها بأن ينغص حياتها كل ثانية ودقيقة ............
نهاية الفصل السادس
أنت تقرأ
لعنة متوارثة - الكاتبه فاتى
Romanceكل حقوق الملكيه خاصة للكاتبه فاتى جروب الخاص بالكاتبه على الفيس بوك : قصص وروايات بقلم فاتي (zahra dahmani) ** اقتباس** ....كانت تقبع في زنزانتها وحيدة كما إعتادت....تفكر في ماسيؤول إليه أمرها ....تعلم أن ذلك الشمس لن يتركها في حالها .....خصوصا بعد...