الفصل الثاني

8.9K 244 3
                                    


صعبة ......حلوة ........راقية ......متمرسة
ندية.......نرجسية......أنثى........فوضوية
باردة.......قائدة..... ...جذابة.........قوية
صورة لفتاة ....بعيون سود ...وملامح شرقية
.إنها صاحبة الطلة السحرية.......ردينة شامة

..................إجتمعن الأربعة حول مائدة العشاء كل واحدة تفكر في حياتها وكيف سيكون مستقبلها فهي تراه علامة إستفهام كبيرة لها لاتعرف إلى أي مجهول يقودها والسبب يكمن في إحتراف أمهن سحر فمهما فعلن فسيبقين بنات الساحرة شامة
إلا أن قطع تفكيرهن هذا دقات على الباب لتقول ردينة
(همسة هل يمكن أن تفتحي الباب ؟)
أدارت همسة ملعقتها فالطعام الذي سكبته في صحنها وهي تقول
(ولما لا تذهبين أنت فعادة أنت صاحبة مثل هذه المواقف أم نسيتي أن الليل قد حل ولا يصح أن ينوب عنك شخص آخر)
لتهتف أبرار معاتبة
(همسة !!!)
نهضت همسة من مكانها متوجهة إلى الباب وهي تتمتم
(متى يفهمن هؤلاء المتسلطات أني لست البواب الذي يقطن معهم )
بترت كلامها وهي ترى ذلك الشاب الأسمر الذي يرتدي بذلة عسكرية يرافقه شخصان أخران بنفس البزة وقبل أن يتكلم أسرعت إلى الداخل بعد أن صكت الباب في وجهه وهي تنادي
(ردينة ردينة)
نضرت ردينة إلى أختها إلتي كانت واقفة وقد إختفت الدماء من وجهها وهي تقول
(ماذا فعلتي هذه المرة ؟)
قطبت ردينة جبينها إستغرابا من الحماقات التي تطلقها أختها ليعود طرق الباب يسمع من جديد وهذه المرة بقوة تكلمت هذه المرة ريدا
(من كان بالباب همسة؟)
أشارت همسة لردينة دون كلمة بينما توجهت هذه الأخيرة لفتح الباب وهي تقول
(همسة كفي عن تصرفاتك الغبية)
فتحت الباب لشاب الذي كانت تبدو عليه معالم الذيق وهو يقول
(نحن من مركز الشرطة وقد جئت إلى هنا لإصطحاب الآنسة ردينة شامة وهذا لشكوة جاتنا بحقها )
رفعت ردينة حاجبها لتقول
(شكوة !لي أنا!ممن؟ )
أجابها ذلك الشاب المقتضب
(ستفهمين كل شيء في مركز الشرطة هلا تفضلت معنا الأن وحالا)
كانت الفتيات يستمعن لما تفوه به الشرطي وهن مصدومات لتعود ردينة أدراجها تلبس سترة جليدية سوداء على فستانها قبل أن تتوجه نحو الباب وهي تقول
(أبرار إبقي أنت وهمسة في البيت وسأذهب أنا وأبرار لنرى ماذا يحدث فيبدو أن هناك من يريد أن يضرب لنا موعد في مركز الشرطة )
قالت كلماتها وهي توجه نضرات ساخرة لذلك الشرطي الواقف الذي يبدو أنه لم يستصغ كلامها لتتخطاه تتبعها ريدا بينما بقيت أبرار وكذا همسة يترقبان إبتعاد سيارة الشرطة التي أقلت أختهما إلى مركز الشرطة
***
كان جالسا في مكتب صديقه يضع رجلا على أخرى تعلو شفتيه إبتسامة تشفي فهاهو خطى خطوته الأولى في تدمير تلك العائلة خصوصا تلك المتبجحة ...صحيح أنه يمقت هذه الإسرة ولكن يبدو أن تلك الساحرة ستنال منه القسط الأوفر ليسمع صديقه نسر يقول
(شمس أنا لا أوافقك في ماتفعله وأنت تعلم ذلك جيدا )
ليوافقه الرأي انس الذي كان يحتل المقعد المقابل لشمس وهو يقول
(وهذا ما أخبرته به ولكن يبدو أنه لايصغي لأحد هذه الأيام )
صاح شمس
(كفا عن ماتتفوها به )
ليوجه كلامه لنسر
(أعلم أنك ستخالف القانون بما تفعله ولكن عليك أن تستضيفها عدة أيام عندك يانسر ولن أنسى لك معروفك )
ليجيبه نسر
(أنت تعلم جيدا أنني لن أتأخر عنك ياشمس ولكن ماتفعله يضر بك ....)
وقبل يكمل كلامه قاطعه شمس
(نسر تستطيع أولا هذا ما أريد أن أعرفه )
ليجيبه نسر وهو.متأكد من عناد صديق عمره وعدم التراجع عن ما هو مقدم عليه
(سأحاول ولكن لن يكون سجنها لأكثر من أربعة أيام وبعد ذلك لن يكون هناك عذر لي وسيتم إطلاق صراحها )
إبتسم شمس برضا وقال
(وهذا عز طلبي فلا أريد أكثر من ذلك )
ليتدخل أنس قائلا
(لم أكن أعلم أن السجن نزلا تتفاصلان فيه أنت وهو ولعلمكما عواقب ماتفعلانه وخيمة جدا )
أجابه شمس وهو يحتفظ بإبتسامته
(أنا لم أفعل شيئا بعد يا أنس فهذا الدبوس الأول في تابوت تلك العائلة وماهو آت أعظم)
ليغادر أنس الغرفة غير راضي بما يفعله صديقه وتفكيره المنصب على الإنتقام بينما بقي شمس ينتضر بفارغ الصبر وصولها
أما عند ريدا وردينة
ف نضرات الفتاتين إلى بعضهما البعض تغني عن التساؤلات التي تحملها كل واحدة منهما دون البوح بها ...لتحتضن كف رويدا كف ريدا مطمئنة لها فلطالما كانت رويدة تلك الفتاة التي نضجت قبل أوانها لتتحمل مسؤوليتهن بعد أن توفت والدتهن شامة....حتى في أحلك الأوقات هي من تتصدى للقادم فلن تجفل يوما عن تلك الوصية التي حملتها لها والدتها قبل موتها بقولها
(رويدا أنتي كبراهم وعليك أن تعتني بهن وتسيري بهم إلى بر الأمان )
لم تكن لترفض طلب تلك التي ذاقت الأمرين في سبيل أن تحافظ عليهن لتخرج من دوامة أفكارها بوصولهم إلى مركز الشرطة ....نزلت مع أختها يتبعان الشرطي الذي إصطحبهما معه ليأمر ريدا بالبقاء خارجا بينما دخلت رويدا المكتب الذي كان خاليا إلا من نسر لتسمعه يقول
(أنسة رويدة تفضلي بالجلوس )
تقدمت ولبت طلبه لتسأله بهدوء
(لما أنا هنا ؟وماهي تهمتي ؟)
أجابها نسر وهو يتصفح الأوراق التي كانت أمامه
(سرقة وإنتهاك حرمة منزل وكذا شروع في القتل )
لم تجب ولم يبدر منها أي تعليق هذا ماأثار إستغرابه فرفع عيناه إليها لعله يتبين بذلك ردة فعلها ليجدها تبتسم فقال بحدة
(أفي كلامي مايجعلك تبتسمين ؟)
قالت بهدوء وثبات وهي على إبتسامتها
(كل ماقلته يجعلني أبتسم )
ثار نسر هذه المرة ليقول
(هل تعتقدين أني ألقي عليك نكتة ؟)
أجابته وعيناها لم تزحهما من عيناه بنبرة تملؤها السخرية
(ومن هذا الذي سرقته وإنتهكت حرمة منزله وكذا شرعت في قتله أيمكن أن أعرف ؟)
توتر لتلتقط هي توتره ليقول
(شمس أيوب )
قهقهت عاليا مما جعله يستغرب لتقول
(كنت أتوقع أن يكون هو )
همس نسر بينه وبين نفسه ليقول
(لقد صدق شمس فهذه الفتاة كتلة من الجليد )
جال بصرها في أنحاء المكتب لتبتسم قائلة
(هو هنا أليس كذلك ؟)
نضر إليها مستغربا ليقول
(من تقصدين ؟)
أجابته وهي تحتفظ بإبتسامتها
(تخيلت لوهلة أن صاحب الدعوة هنا )
زاد توتر نسر ليحاول أن يخفيه بقوله
(ومن أين حصلت على هذا الإحساس؟هو لم يأتي بل قدم الشكوة عن طريق محاميه والأن عليك أن تجدي لنفسك محاميا جيدا لأني أعتقد أنه لن يتنازل عن دعوته ولديه مايدينك )
إبتسمت ردينة لتقول
(تعتقد!!!! بل كن متأكد لأن صديقك لن يدعني وشأني)
كلماتها جعلته يعيش حالة من التوتر التي لم يسبق أن عاشها خاصة جراء كلماتها المبطنة وإتهامه بمشاركته قي هذا الملعوب لذلك رن جرس الإستدعاء ليدخل الشرطي الذي ألقى التحية وليقول نسر
(خذها إلى الحجز)
نضراتها جعلته يهرب بنضره عنها بينما نهضت وسارت أمام الشرطي وأول ما أقفل الباب تهاوى على كرسيه ليبرز صديقه من خلف باب الحمام فبادره نسر قائلا
(إنها حقا إمرأة من الجليد كادت أن تكشف الملعوب)
إبتسم شمس ليقول
(ومن قال لك أنها لم تكتشفه ؟)
لينضر إليه نسر متعجبا بينما أكمل شمس
(هدوؤها ذاك يدل على أنها على دراية بمايجري ولكن صدقني لن تحتفظ به طويلا سأجعلها تغلي كالمرجل ثم سأجعلها كالخاتم في أصبعي ..سأعيش لذلها وسأكرس حياتي لتدميرها )
لم يكن يتوقع السؤال الذي سيطرحه نسر الذي بادره قائلا
(وأين زلفة من كل مخططاتك ألا ترى أنك تهمشها ياشمس ؟)
أجابه شمس وهو يطلق تنهيدة حارة قائلا
(لن أكون لها الزوج الذي تتمنى قبل أن يكتمل إنتقامي )
صاح نسر
(ألاتعتقد أنك تضلمها ؟لما تزوجتها إذا ؟شمس هي تحبك فلا تخسرها من أجل إنتقامك هذا)
أجابه وهو يجلس على المقعد
(ستتفهمني فهي من تعرف معاناتي ثم عليها ذلك فهي وسمت على إسمي وأصبحت زوجتي )
ليرحل فكره للبعيد المجهول قرر أن يخوضه وأن ينتزع إنتقامه كيف ومتى ؟لايعرف ولكن سينتقم منهن أو بالأحرى منها رأس الحربة .......رويدة
****
كانت همسة وأبرار ينتضران بفارغ الصبر أخبار من أختيهما ليقرع الباب بعد ذلك....... أسرعتا لفتحه ضنا منهما أنهما ريدا وردينة ليتفاجأ بالوافد الجديد التي لم تكن إلا مرأة مسنة وعلى وجهها غضب الدنيا ............................................................................................إنتهى الفصل الثاني  

لعنة متوارثة - الكاتبه فاتىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن