الفصل التاسع

5.4K 207 5
                                    

أن تجن ...عادي ..فالحياة تريد التغير

من قال أن الحب يأتي بدون إستأذان ؟....
من قال أن لعنات لاتتحول لعشق ؟....
وبين الماضي والحاضر ......
تنسج معزوفة الحب....
ومن العدم ....يتحول اللاشيء ...إلى شيء
وهذا مايجري في لعنة متوارثة

....عادت إلى بيتها لتستقبلها أبرار ورويدا بوابل من أسئلة
(أين كنتي ؟ماهذا الدم الذي كان على ثيابك ؟لما إختفيت بهذه الطريقة؟)
وأسئلة لاحصر لها ...كيف تخبرهم بما عرفته من ذلك الأنس الذي غير خريطة حياتها ؟...لم تتوقع أن يكون بهذا القرب منها ...وأنهما ربطا بالدم من ولادتهما ....وأشياء لم تفهم معناها ..أو لم تكن تعرف حتى أن الناس مازالو يستعملونها ليؤذو غيرهم ...الدهشة عقدت لسانها تماما وهروبا منهما أجابتهما
(كنت في المقبرة)
صاحت رويدا
(لم تكوني هناك يبنة شامة فأخبريني الحقيقة ولا تكذبي )
نضرت إليها لتطلق ذلك السؤال الغريب والذي لأول مرة تعجز رويدا عن تفسيره
(أأنت متأكدة ؟)
نضرت رويدا وأبرار لبعضهما لتسألها رويدا
(ماهذا الذي متأكدة منه؟)
كانت تريد البوح بما عرفت ولكنها أحجمت عن ذلك لتقول
(لا ...لا شيء ....فقط أريد أن أستريح )
لتسرع إلى غرفتها تتوارى عنهما ...وقفت أبرار مستغربة من ردة فعل ريدا لتسأل رويدا
(حالتها غريبة ألا توافقيني الرأي ؟)
ورغم أن رويدا كانت تعلم أن هناك خطب إلا أنها قالت
(أبرار أنت تعلمين ماتعاني منه ريدا فبالله عليك كيف يجب أن تكون ؟والأن عليا الذهاب )
إستوقفتها أبرار وهي تقول
(إلى أين ؟لا تقولي أنك تنوين أن ترجعي لذلك الذي لايعاملك كالبشر)
ملست رويدا على خدي أختها لتقول
(لاتخافي أختي فأنا أعرف كيف ألين الحجر أليس هذا كلامك ؟ )
ثم أضافت بإبتسامة مرحة
(ثم أني ساحرة كما تقول همسة وأستطيع فعل أي شيء )
إبتسمت أبرار وهي تقول
(حفضك الله من كل سوء أختي )
لتحتضنها بعد ذلك .وهي تقول
(لقد تشتت بيتنا ولم يعد له معنى بعدك رويدا )
أبعدتها عن حضنها لتقول وهي تمسح على شعرها
(أعدك كل شيء سيكون جيد فقط إهتمي بنفسك أبرار)
وتوجهت إلى الباب وهي تقول
(عليا أن أرحل الآن وعليك الإتصال بزوج أختك وإخباره بما جرى ولكن لاتذكري هيأتها له فلا نريد أن نقحمه في مشاكلنا )
هزت أبرار رأسها بحسنا لتغادر رويدا بينما توجهت هي لتطمئن على أختها قبل أن تجري ذلك الإتصال الذي طلبت منه رويدا أن تجريه
****
كان شاردا طوال الوقت يفكر في إختفاء تلك البنت التي رميت بتلك اللعنة ....اللعنه التي غيرت حياة صديقه أنس ...أو من إسمه سراف ليسمع صوت نسر يقول
(أخبرني شمس مارأيك؟)
نضر إليه شمس ليقول
(في ماذا ؟)
أجابه
(في الكلام الذي قلته )
سأله شمس
(ومالذي كنت تقوله؟)
صاح نسر
(يبدو أنك في عالم أخر والحقيقة لست مستعد لأن أعيد كلامي مرتين لكي يتفضل ويصل إلى مسامعك )
ليغادر وهو يتمتم بينما همس شمس
(تبا ...ماهذا اليوم الملعون افتتحه بإبنة شامة وأختتمه بقضية حول بنات شامة ؟متى أرتاح منهن؟)
ليقف هو الأخر مطلقا مسبات ولعنات على من جعل حياته تنقلب رأسا على عقب
***
وصلت إلى ذلك البيت الذي تفضل به شمس عليهار لتختفي خلفه عندما سمعت أصوات ضنت بداية أنها لشمس وزوجته المصون ...فهي لاتريد أن يسمم بدنها بكلامه أو أن تشاهد دراما فيكفيها ماحدث ...ولكن مالمحته كان خيال لمرأتين تتمشيان نحوها لتتوارى عن الأنضار لتسمع صوت زوجة ذلك المختل تقول
(إنها تسكن هنا ياخالة ...لأنه مكانها الحقيقي )
ولتقول بتشمت أكثر وإبتسامة
(تعلمين لمن كان هذا المأوى ؟كان لكلب شمس الذي فضل التضحية به عندما أطلقت النار عليه لأنك كنت تكرهين نباحه عليك ....ألاتوافقين الرأي خالتي أنه موقعها الأصلي ؟)
ضحكت فيروزة ضحكتها الرنانة لتشهق رويدا وتضع يدها على فمها فهي لن تنسى هذه الضحكة ماحيت ولكن غير معقول فالتي تملكها ماتت وإندفن معها شرها للتسمعها تقول وكأنها تؤكد لها عن شكوكها
(أجل هذا ماتستحقه إبنة شامة ....مات كلب وأحضر كلب ثاني ....كنت محقة عندما زرعت في رأس شمس ذلك لقد أحسن صنيعا والآن علينا إستغلال فرصة عدم وجودها لنقوم بما يجب علينا )
إبتسمت زلفة وهي تقول
(هي أضمن عدم عودتها اليوم بعد عملتها تلك ولكن شمس لا فهيا نسرع )
دخلا المنزل لتخطو نحوهما تراقبهما خرجتا بعد مدة قصيرة لتذهب كل واحدة في طريقها بينما أخرجت رويدا ماوضعته تلك العجوز وكنتها بين ثيابها لتأخذها وتبتسم
(كم أحب عودة الأموات فهم يجعلون اللعب أحلى وسترين ماستفعله بنت شامة يا........فيروزة)
***
عاد نسر إلى بيته ليطمئن همسة ويعدها بأن يجد أختها ليعلو رنين هاتفها فأجابت بسرعة
(نعم أبرار ماذا هناك؟)
أجابتها أبرار
(همسة إهدئي لقد عادت ريدا أخبري أخ زوجك ذلك )
أقفلت مع أختها لتدمع عيناها وهي تسرع نحو نسر لتقول وهي مبتسمة
(لقد أخبرتني أبرار أن ريدا عادت )
إبتسم ليقول
(لقد أخبرتك أنها ستعود .....)
وقبل أن يكمل كلامه إرتمت لأحضانه وهي تبكي تحت أنضار جواد ليهمس هذا الأخير
(هذا ماكان ينقصني أن تعتبره لأخي سندها وتتجاهل وجودي والآن مؤكد لن أتراجع على ما إنتويته )
ليغادر المكان تاركا همسة ونسر الذي لاحظ إنزعاج أخيه ليقول لتلك الواقفة أمامه
(همسة إهدئي الآن ولاتخافي من شيء وأعتبريني أخ لك )
لتبتسم وتشكره وتتوجه بعد ذلك إلى غرفتها
***
مرت أيام على ماجرى تعمدت فيها زلفة في لعب دور المضلومة بجدارة بينما كان شمس يحاول إسترضاءها ...أما رويدا كانت تراقب ذلك من بعيد ..وحمدت الله في سرها أن شمس منذ الحادثة لم يتعرض لها ولكن صمته عنها مريب وهي لاتأمن شره ...أما ريدا فمنذ ماحدث إلتزمت غرفتها لاتخرج إلا لضروروة .وكثيرا ماسمعتها أبرار تبكي ...حاولت أن تفهم الحالة التي آلت إليها دون جدوى ...فريدا لم تكن في موقف يسمح لها بسرد ماسمعته...وكأنها تعيش قصة ألف ليلة وليلة
***
كان الجميع حول مائدة الطعام عندما تكلم جواد
(همسة لما لاتدعين أختك تزورنا وتتناول معنا وجبة العشاء أريد أن أتعرف عليها )
رفعت همسة حاجبها لتقول
(لن تزوركم أخواتي لأنهن لسن خادمات لكم)
هتفت الجدة يمامة هذه المرة
(همسة ماهذا الكلام؟نحن لم نجبر أختك بالعمل هي من أرادت ذلك وتطوعت وأنت كنت موجودة )
إبتلعت همسة كلماتها لأن كلام الجدة صحيح بينما هتف جواد
(أنا ما كنت لأسمح بذلك لولا إصرار أختك تلك المرة وأنت كنت حاضرة )
قالت همسة بنبرة حزينة
(لا أريد أن أرى أخواتي يعانين فيكفي مامررن به )
جذب هذا الحديث ذلك نضر نسر الذين كان يستمع لها وقلبه يؤلمه عليها ليسمع أخاه يقول
(حسنا همسة مارأيك أن نعيد العزيمة وستكون على شرف أخواتك هذه المرة مارأيك يانسر؟)
إرتشف عصير الذي كان في كوبه ليقول
(فكرة جيدة )
إبتسم جواد ليقول
(حسنا عليك الإتصال بأختاك أبرار وريدا وإذا أردت رويدا )
نهضت بفرحة لتسرع إلى غرفتها ليلحقها جواد الذي إستدركها أمام الباب ليقول
(إنتضري أريد المقابل )
إستغربت لتدرك معناه فعقدت ساعديها وهي تقول بغيظ
(مالذي تريده جواد ؟كنت أعلم أنك لاتعمل هذا لوجه الله )
أجابها بتسلي مخالفا ضنونها
(أريد طفلا )
علا حاجبها أكثر لتقول
(ماذا ؟)
ليقترب منها ويهمس لها وهو يضع يده على بطنها قائلا
(أريد أن يخلق إبني هنا لأنني أعشق أمه )
لم تعرف سر إستكانها لإقترابه ...والتوتر الذي يعتريها ...فهي لم تكن بهذا القرب من شاب لتتدارك نفسها وتبعده لتدخل الغرفة وتغلقها خلفها تحاول أن تهدأ نفسها وهي تهمس لنفسها
(ماهذا الذي يحدث يكاد قلبي يتزحزح من مكانه بسبب وقاحته )
بينما إرتسمت على شفتيه إبتسامة وهو يهمس
(قريبا ....وقريبا جدا سأكون محور حياتك صغيرتي )
***
كانت رويدا تنضف تلك الغرفة التي ماتتفك تتذكر أنها لكلبه .....مريض مختل ....إبتسمت وهي تقول
(يبدو أن السيد شمس يحبني ليعطيني مكان كلبه العزيز )
لتستفيق من أفكارها تلك عندما وجدت شمس يقتحم الغرفة وعيناه تقدح شرارا تتبعه تلك البغيضة ...وقفت بعياد تشاهد حالة الجنون الذي إعترته يعبث بأشيائها ...يبحث عن شيء كانت تعرف جيدا ماهو ليصيح فجأة وهو يقول
(ماهذا ياساقطة يبنة الساقطة )
أجابته ببرود عكس ماإعتقدته زلفة أنها ستسعى لنفي ذلك
(كما ترى صورة إيكو لجنين وماذا سيكون ؟أم أنك صرت ضعيف النضر ؟)
عقدت الدهشة لسان زلفة وهي ترى رويدا تثبت التهمة على نفسها لتسمع زوجها
يصيح برويدا هذه المرة
(كنت أعلم أنك وقحة متعجرفة ولكن أن تكوني بائعة هوى فهذا مالم أحسب له حساب )
إقتربت منه لتنزع الصورة التي كانت بيده وهي تقول
(رويدك ياسيد شمس فأنت تضلمني بهذا القول لأنه يمسك أنت أيضا )
أجابها شمس
(إذا كنتي تعتقدين أنك ستلحقين الأذى بعائلتي بسبب العقد الذي وقعته لي فلا تحلمي لأني سأرميك خارجا وسألغيه )
إبتسمت زلفة حتى بانت أضراسها لتمحي رويدا هذه الإبتسامة عندما قالت
(ترمي أم إبنك !!!!)
جمد الدم في عروقه وعروق زوجته لتقول رويدا بتسلي أكثر
(أنا حامل ..........حامل بإبنك يا إبن فيروزة )
................إنتهى الفصل التاسع .... ... .

لعنة متوارثة - الكاتبه فاتىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن