....رفعت حاجبها مبتسمة لترد على إهانته بإبتسامة قائلة
(صدقت فأنا ساحرة بدليل ماجرى بيننا البارح)
توتر بمجرد ذكره بضعفه بقربها لتكمل قولها
(سحرتك بجمالي أليس كذلك ؟)
حاول أن ينتقي كلماته ولكن دون جدوى فما قالته صحيح فتأثيرها لايزال يطوله لحد الساعة وهروبه ليلة أمس من غرفتها وقطع قبلته تلك التي كادت تتحول لشيء ثاني ...لن يأتي بعد كل تلك المشاعر التي عصفت به لينكر أنها أثرت فيه لتقطع تفكيره ذاك بقولها وهي تحتفظ بإبتسامتها
(كانت لحضات ساحرة أليس كذلك وكنت أنا ساحرة )
هتف قائلا محاولا طرد تلك الأفكار
(كفي عن هذا الهراء )
أشارت رويدا لتلك الهمسة التي يتآكلها الغيض وهي تسمع ذلك الحديث فكل ضنها أن شمس قصد غرفتها البارحة فقط ليهين رويدا في ليلتها الأولى ...ولكن يبدو أن هناك جديد ...إمتقع لونها وهي تراها تشير إلى تلك الكمرة التي بحوزتها لتحاول التخلص من ذلك الموقف الحرج فهي لاتتوقع أن تقدم رويدا على إضهار هذا الدليل بل تتوقع منها الأسوء دائما لتقول
(شمس أريد منك أن توصلني لبيت جدتي يمامة )
قاطعتها رويدا قائلة
(قبل أن يأخذك أريد أن نحضر فيديو قمت بتحضيره بمناسبة صبحيتي)
هتف شمس
(بماذا تهذين بحق الجحي؟م )
إقتربت منه لتملس على خده بينما أبعد هو ذقنه عن ملمسها ليس كرها هذه المرة بل لأن لمستها أصبحت تؤثر فيه وهذا ما جعله يكره نفسه ليسمعها تقول
(أحتفل ب ماحدث بيننا البارحة لا أضن أنك نسيته حالتك تلك جعلتني أعذرك وأقدر توترك )
إبتسمت له وهو يشيح بنضره حاول أن يخرج من تلك الدوامة وهو يوجه كلامه لهمسة
(هيا بنا ياهمسة قلبي قبل أن نفسد نهارنا هذا بحماقات ناس فرضو علينا أنفسهم )
أسرعت رويدا إلى الكمرة لتشغيلها وهي تقول
(على الأقل جامل زوجتك وأعدل بيننا في الإهتمام فأنا لا ألومك على الميل القلب لي طبعا)
كادت زلفة أن يغمى عليا من الرعب وهي تر الكمرة تشتغل لتزفر رويدا بتصنع
(اوووه نسيت أن أصعها على وضعية التشغيل)
تنهدت زلفة براحة بينما إقتربت منها رويدة في غفلة من شمس لتهمس لها
(أنا لا أطعت في الضهر مثلكن ...فأمي رحمها الله علمتني أن أواجه خصمي مباشرة وهذا ماسأفعله )
تعتلي السلالم متجهة لغرفتها بعد أن رمت قبلة طائرة لذلك الواقف الذي صاح في زلفة وهو يخرج فتصرعات رويدا فوق إحتماله
(سأنتضرك في السيارة إجهري بسرعة)
بيما إنطلقت زلفة وهي تهمس
(إلى متى سأعيش تحت رحمتها ؟أين أنتي يا خالة فيروزة؟)
****
بعد سماعها لذلك الحوار الذي جمع بين جواد وأختها أحست بأنها قصرت كثيرا في حق أختها ...فمسؤوليتها كانت لها ...فكيف لم تفطنها على مايحدث بين الرجل وزوجته؟...ربما لأنها لم تتوقع أن تتزوج بهذه الطريقة ؟بل وفي هذه السن المبكرة ....زفرت بقلة حيلة وهي تنتوي أن تفطم أختها على ماعليها من واجبات نحوها ...خاصة بعد أن لمست طيبة جواد ...فكل واحدة منهن أحوج إلى إستقرار وحياة يكتنفها حماية زوج وهي لن تجعل الفرصة تضيع عن أختها ...بتصرفاتها الصبيانية ...لتحمد الله عى سعة صبر جواد
لم تنتبه لذلك الذي عاد من عمله ليقف يتأملها ...لايصدق أنها هنا ببيته ....لا وأكثر من ذلك زوجته ولكن شتم الضروف التي تدخلت لتجعل هذا الزواج كارثي بأتم معنى الكلمة ..إبتسم وهو يرى تغيرات ملامح وجهها من راضية إلى متضايقة كم تبدو طفوليه في هذه الهيئة ...جالسة على سريره هو في غرفته الذي لم يتوقع أنها ستزينها بهذه السرعة ليتنحنح معلنا بعد ذلك عن قدومه
إنتبهت لدخوله لتتورد وجنتيها فهي لم تعتد بعد هذا الوضع بينما سمعته يقول
(مسا الخير)
ردت عليه تحيته بصوت يكاد يكون مسموعا وهي منكسة رأسها ...هو حقا يشعر بإحراجها وتشتت أفكارها حاليا لأنه وجد نفسه في نفس وضعها ..ولكن عليه أن يضع النقاط على الحروف معها فما حصل حصل بغض النضر من هو المتسبب فيه
إتجه ناحيتها وجلس بقربها ليشعر بإرتباكها أكثر وليقول وهو يصوب نضره نحوها
(أبرار)
رفعت عيناها لتلتقي بعينيه اللوزيتين فأرتبكت أكثر ولكن أسرع هو في محاولة منه في إزالة إرتباكها بقوله
(ماحدث حدث والآن نحن في حكم زوج وزوجته فلاداعي لهذا الإرتباك وهذه الرسمية ....أنت أصبحتي مسؤوليتي أنا ...وتأكدي أني لن أتوانى عن فعل كل مايسعدك ....وبما أنا الزواج تم فعلى الأقل أتركي لنفسك مساحة لتفهمي طباعي وأفهم طباعك ودعينا ننجح هذا الزواج )
نضرة عينيه تؤكد لها على عزمه ماقاله لترتبك أكثر فكل تفكيرها كان منصب في أنها ستنفصل عنه بعد هدوء هذه الزوبعة ...ولكن بعد كلامه هذا فلتلغي فكرة الإنفصال حاليا على الأقل
لتسمعه يقول
(إتفقنا ؟!)
هزت رأسها موافقة لأن حتى الكلمات بقربه تفر منها .........
***
تسحبت رويدا إلى غرفة زلفة بعد عودة شمس وإعتصامه بها فهي كانت تريد أن تستعمل هاتفه دقت الباب بخفة فلم تجد جواب فسمحت لنفسها بالدخول لتسمع صوت خرير الماء توجهت مباشرة إلى الطاولة التي كان عليها هاتفه لتأخذه وتغادر هامسة
(أكيد لن يمانع زوجي بإستعمل زوجته هاتفه )
إستقرت على سريرها تبحث عن الرقم المنشود لتبتسم أول ماوجدته وتجري إتصالها
كانت قد أنهت مكالمتها عندما وجدته يدخل عليها الغرفة كالقضى المستعجل ليرتفع صوته
(من سمح لك بإستعمال هاتفي ؟)
إبتسمت وهي تناوله هاتفه قائلة
(أنسيت أنني زوجتك ويحق لي ماهو لك )
زفر بضيق ليقول
(كفي عن ترديد هذه التفاهات )
أخذ الهاتف من يدها ليتفحصه بينما بادرته بقولها
(لا داعي لذلك فقد إتصلت بزوج أختي جواد لأطمئن على أختي )
رمقها بنضرة غاضبة ليخرج بسرعة من الغرفة بينما إبتسمت وهي تهمس
(سنرى ماستفعله اليوم ياشمس )
كان جواد لازال يمسك هاتفه ليهتف بحنق
(لم أكن أعلم أني سأتزوج الصغرى وتتحكم في زواجنا الكبرى ...أوف من أين أتت تلك الرويدا ..أعلم جيدا إذ لم أنفذ ماطلبته مني فستنفذ تهديدها بإبعاد أختها ولكن طلبها ضرب من الجنون كيف سأبقي زلفة هنا ؟هي تعشق زوجها ....يارب ماذا أفعل الآن ؟كنت أضن أن العقبة الوحيدة في زواجنا هي همسة ولكن يثصهر أنهن لن يهنأن حتى يجعلنني على حافة الجنون )
نهض من مكانه قاصدا الصالة عازما على ضرب طلب رويدا بعرض الحائط ليستوقفه الحديث الذي جمع بين همسة وأختها أبرار ليسمع همسة تصيح
(أمن المعقول أن أتركه يتواقح معي بخذا الشكل أختي )
زفرت أبرار لتقول
(ولكنه زوجك ياهمسة وعليه حقوق عليك )
أجابتها وهي تعقد ساعديها في حنق
(أطلب غير ذلك يا أبرار )
هكس جواد بينه وبين نفسه
(يالله لما أطالت رويدا مكالمتها معي لكتر الآن عرفت ماهي تلك الأشياء التي طلبتها منها أن تقوم بها تبا )
ليعيد التلصص عليهم ولكن هذه المرة رأى أبرار تربت على شعر أختها وهي تقول
(إتفقنا إذا ستتركينه ينام في الغرفة )
إبتهج جواد وهو يقول
(وهذا أول الغيث قطرة )
ليرفع يده إلى السماء وهو يقول
(يارب إجعله فيضانا يارب ...والآن عليا أن أكسب الأخت الثانية لصفي تايضا فتلك قواها خارقة )
ليتجه إلى السالة وهو يحبك خطته في جعل زلفة تقضي ليلتها عندهم
***
بمجرد أن إطلعت على مافي المغلف إتجهت إلى بيت شمس أين إستقبلتها رويدا ببرود لتسألها بعد أن جلستا في الصالة
(مالذي جاء بك إلى هنا ياريدا ؟وأين هو زوجك)
تركت ريدا مجلسها لتقترب من أختها وتجثو على ركبتها قائلة
(أختي أرجوك لا تعامليني بهذه الطريقة أقسم أني لم أقصد أن أهين أمنا )
نضرت رويدا إليها مطولا لتقول
(ريدا مادا حصل ؟ومالذي أتى بك إلى هنا ؟)
سلمتها ريدا المغلف لتتناوله وتقرأ ماجاء فيه ...تفاجأت ريدا برد فعل رويدا وهي تضع المغلف جانبا قائلة
(اهذا ماجاء بك ؟)
اجابتها ريدا بإستغراب
(رويدا لاتقولي أنك كتت تعلمين بما جاء فيه قبلا !؟!؟ )
إبتسمت رويدا لتقول
(أكيد وإلا ماكنت تزوجت شمس )
أجابتها ريدا
(صرت لا أفهمك يا أختي تخفين أسرار علينا ولا تشاركينا في شيء متى تفهمين أننا كبار؟)
نضرت لها رويدا وعلا حاجبها قائلة
(ومتى كبرتن ياريدا؟ فلولاي لما إستقرت كل واحدة في بيت زوجها الآن .....ولن أخفيك أنك أوفرنا حضا حتى ولو كان من إختارك إبنا لتلك العجوز الشمطاء فهو مستعد أن يحرق الأخضر واليابس من أجلك والآن عليك أن تتمسكي به وأن تنجبي منه لكي تنتهي لعنتك )
شهقت ريدا وهي تقول
(ماذا؟أنجب منه ؟)
أجابتها رويدا
(لاتكوتي حمقاء ألم يقل لك سراف أنه يجب أن تنبعث حياة جديدة وأن ماكان في الصندوق كانت ثيابك وأنت صغيرة مغمورة بالدم ...دم من الله أعلم ....ولكن أمي حاولت جهدها من السحر الذي ألقته عليك فيروزة و أخبرتني أنك ستعانين فترة من المشي أثناء نومك وبالتالي إستغللت ذلك في جعل تلك الفيروزة تعتقد أنك تحت سيطرتها لحد الآن )
كان وقع كلام رويدا على ريدا كبير وهي تقول
(ولما....لم تخبريني...لما تركتني أتعذب طيلة هذه المدة ؟)
أجابتها رويدا
(لأني كنت خائفة عليك...أمنا وماتت وتكالب الناس على نعتنا بصفات لا تقبل ...ففضلت اللعنة على أن أخسرك كان عليا أن أتصرف ياريدا )
كان لايصدق مايسمعه من هذين الأختين فلم يعد يفهم شيئا ولكن ماتفوهت به ريدا بعد ذلك هي تذرف دكوعا لم يكن يصدق لو لم يراها
(ريدا فيروزة تلك التي جئت لتسأليني عنها قلبت حياتنا رأسا على عقب لأن زوجها كان يحب أمي ......تركت إبنها سراف يعيش حياته بغية إبعاده عن هذه الزوبعة لتزج بإبن أختها فيها )
همست ريدا
(تقصدين أن شمس ليس إبن فيروزة؟)
إبتسمت بين دموعها
(كيف تتصورين أن تقدم أم على تخريب حياة إبنها ؟لقد بثت في شمس سمومها وهي تأمل أن تنجح لأن نجاحها هو تدميرنا وإذلالنا )
نضرت إليها ريدا بتعجب
(رويدا هنسيها هي الأن ميتة وهناك رب يحاسبها )
صاحت رويدا بقهر
(ومن أخبرك أنها ميتة فيروزة حية ترزق شقيقتها أم شمس من ماتت )
لتسقط دمعة من عين من كان يستمع الحوار ........................إنتهاء الفصل السابع عشر .........
أنت تقرأ
لعنة متوارثة - الكاتبه فاتى
Romansaكل حقوق الملكيه خاصة للكاتبه فاتى جروب الخاص بالكاتبه على الفيس بوك : قصص وروايات بقلم فاتي (zahra dahmani) ** اقتباس** ....كانت تقبع في زنزانتها وحيدة كما إعتادت....تفكر في ماسيؤول إليه أمرها ....تعلم أن ذلك الشمس لن يتركها في حالها .....خصوصا بعد...