البداية

386 10 2
                                    

الـــنــــعــــــيــــم المفقود

البداية

لا تحاول الاعتياد كثيرا عليّ فإني أحب .. و أهوى إرجاع القديم حين لا يموت !

قد أشتاق إلى نظرتك الخجولة و إلى جملك العذبة ، إلى قرصة تسرقها من خدّي ... قد أشتاق أن نشعر بذنب لذيذ إن تلاقت يدانا ، إلى ارتباكنا .. حين تلتقي سهوا عينانا و حين نحاول بعد ذلك الخروج من الصمت عبر التصفير أو الضحك أحيانا دون مبرر .. ربما أكون اليوم قد ذكرت لك الصيف و فصوله !

لربما تشدّني أيامه .. الى ذكريات السمر الطويل .. ما كنا نخاف ترك يدينا كطفلين .. يغفوان في عناق جميل .. ما كنّا نهاب شيئا

كصغـــار العصافير ..

نحلق فوق الشجر ..

فوق البراكين .. دون علم ، دون دراية من نار تهيج بنا و لا تستكين !

خرجت بثوبها الأبيض الناصع أمام الجميع و كم كانوا متلهفين لخروجها فجمالها بأرثى الملابس يضاهي ملكة جمالا بكامل أناقتها فكيف إن كانت معدة لليوم الأكثر تميزا بحياتها ، تسير بخفة و هي تمسك بذراع والدها الذي ترقرقت عيناه بالدموع فرحا و إمتنانا لأن هذا اليوم قد آتى ...

من بعيد توقف قلبه عن النبض عندما لمحها من بعيد إرتجاف جسده قد يبدو ظاهرا للعلن إنها حبيبته و خليلة روحه إنها تتقدم أمامه الآن لتصبح زوجته أمام العالم أجمع بعيدا عن تلك السنين التي تلذذ بها الإثنان بالحب سرا ، همس كطائر حب قد حصل على قبلة للتو : اووه قلبي ...أشعر أني سأفقد الوعي .

شقت الإبتسامة على شفتيها طريقها وقد لاحظت إضطرابه و حروفه المستنجده قد وصلت لقلبها بعيدا عن كل الحاضرين فكيف لا تعلم ما يقول و هم بروح واحدة ، لم تكن ترى أمامها سوا هو .. عشرات من الحضور لم يكونوا شيئا بوجود الإثنان فقد كان المكان كمكان فارغ تملأه الغيوم البيضاء المحملة بعبق زمردي عوضا عما إعتادت عليه الا و هو زخات المطر ... و تتلون الأجواء بموسيقى الحب خاصتهم ليست هذه الكلاسيكية التي قد وضعتها منسقة الحفلات فهذه الموسيقى كانت تصل إلى كل الآذان إلا طائرا الحب الذي لم يعد يفصلهما عن بعض سوا بضع إنشات .

همس بحب : هل بإمكاني أخذك و الذهاب بعيدا عن كل هذه المراسم ..

همست له : فلنهرب .

إستوقف الملقي حديث الروح بين الإثنان بتلقينه القسم ، لم تكن حروف القسم ما يتزاحم إلى شفتاه و قبل أن ينهي الملقي حديثه قال بصوت مرتفع و بحروف يملئها العشق

: أحبـــك .. سأبقى برفقتك طيلة الحياة ستكونين حبيبتي و عشيقتي لن أتركك أبدا و إن أصبحت كالعلقة التي تلتصق بك طيلة النهار .. ( ضحك بخفة ثم تابع ) : كما كنت ، لن أتغير فقلبي الذي يعشقك و يقدس حروف إسمك في قلبه لن يعرف طريقا للحياه يوما غيرك .

Lost Paradise || النعيم المفقودWhere stories live. Discover now