النعيم المفقود
مـــــــGDـــــذكرات
( : أرجوك أيها الرب .. احميها ، أعدها لي .. أرجوك أن تحفظها )
هذه الحروف لم تنفك عن شفتاي طيلة الوقت .. ارددها بكل حواسي ، لبثت في هذا المكان لأيام اجهلها لم أحصيها حتى .. أراقب شمس الصباح و هي تشرق و بكل شعاع يخرج من الفراغ أهمس بإسمها .. بكل دفء يلامس يداي المرتجفتان أهمس بأني أشتاق لها ..
( أشتاق لك .. لا أقوى على العيش من دونك ، إنني اختنق بهواء لا توجدين به ... ذبلت عيناي بإختفائك )
كان في كل مرة يتقرب مني الراهب ليعلم ما قصتي أرفض أن تخرج حروفي مع شخص غيرك فألتزم الصمت و بعد العديد من المحاولات يغادر خائبا و نظرات الحزن و الشفقة تملأ عيناه على حالي .... يقدم لي الطعام كما حال القطة التي تزوره في كل يوم طالبة للطعام ، لكني غير تلك القطة فمجيئي إلى هنا غير الذي تريده هي .. لم يكن الطعام و الهدوء مقصدي و إنما أن يلبي الرب مطلبي و يردها لي لأعشقها من جديد .. ليؤرخ حبنا كما تلك الليالي التي قضيناها سويا بعيدا عن كل بشر ....
في ذلك اليوم حيث لم أعد أستمع لنبض قلبي كما العادة و الضباب في عيناي طغى على كل شيء ، رأيت من بعيد الراهب يسير راكضا نحوي و عندما خيل لي أنه هي أغلقت عيناي و قد شقت إبتسامة هادئة على شفتاي الجافتين ..
( شعرت بالآمان حينها فطيفها يقترب مني )
.....
بعد عدة دقائق شعرت بوغزة في يدي و أصوات العديد من الناس حولي عاد تنفسي لطبيعته و قد وضع على وجهي قناعا طبيا يدخل الاوكسجين لداخل رئتي .. و في يدي شعرت ببرود قد إكتسى عروقي أدركت بعدها أنه ربما مغذي وريدي ..
( ويحكم ألا تعلمون أن هذا ليس دوائي .. دعوني أشتم عطرها من بعيد دعوني أتنفس أنفاسها حينها سأستعيد وعي و صحتي بالكامل )
كنت أستفيق لدقائق و أعود لعالم الآحلام ساعات كثر ، تعجب الأطباء لحالي فقد مر على غيبوبتي وقت طويل لم يكونوا يعلمو أني هناك برفقتها في البساتين الخضراء و بين الزهور الفواحة .. أرقص برفقتها على أنغام أغنية صنعنها بأنفسنا يتطاير ثوبها في الهواء كما هو حال خصلات شعرها التي تداعب وجهي و يداي تحيطان خصرها الرقيق .. أمد لها يدي لتدور حولي و ضحكاتها تملأ المكان أقربها مجددا مني لأخطف عدة قبلات حارة من بين شفتيها و عنقها لتبتعد خجلة و عيناها ترسلان لي من دون حياء بطلب المزيد ....
شعرت بيدين دافئتين تضمان يدي ففتحت عيناي و أنا أسترق النظر من عالمي لأرى الراهب و الدموع بعيناه على حالي .. دموع صادقة لا أشك بذلك البتة .. إبتسمت له بإمتنان فإقترب مني و قال بلهفة ( : هل تراني ؟! .. هل تسمعني ، أيها الشااااب .)
شددت على يده و همست بضعف ( : إني آراك . )
قرب يدي من يده الأخرى و ضمهن لبعض و بدأ بالدعوة و شكر الرب بأني بحال جيد ...
YOU ARE READING
Lost Paradise || النعيم المفقود
Romanceهل يجب علينا أن نفترق الآن ؟! بعد هذا اليوم، علينا بدفن بعضنا البعض في قلوبنا حتى ولو كنت حزينة ، أرجوك لا تبكي احتفظي فقط بالذكريات الجميلة ... لا يستطيع أحد أن يتذكرك.. ألا يمكنك حبيبي ؟ لا تنسى الأيام التي أعتدنا فيها أن نكون مجانين بالحب لا...