مذكرات تايهيونغ 1

51 3 0
                                    

النعيم المفقود

من مــــ Vـــــــــذكرات

كم يختلف اليوم عن الامس .. كم تختلف اللحظة عن والدتها .. البارحة .. اليوم و غدا.

أحدق في اللاشيء ! أغصباً ؟ لماذا نرغبها فتجدف بنا إلى هناك و إلى هنا .. و هناك .. خيرا ما نراه و شرا ما نراه ، لا اخاف الشر !

بقدر ما اخاف الخير .. اخافه ، اهابة .. ارجو بعده ...

جلست في تلك الحجرة لوحدي بعد يوم طويل و شاق أنظر في أرجاء المكان فأرى طيفها يحوم بكل بقعة فيه تخاطبني .. تؤنبني و حيناً تربت على رأسي .. إني أشتاق لها ... لم يمضي على فراقها سوا يوم واحد و ها أنا أشتاق لرائحتها .. لكلماتها للمستها الحنونة ...من بعيد دخل بعيونه المرهقة و جسده الذي غدا نحيلا أكثر من ذي قبل ... أهداني إبتسامة لم أعلم ما حقيقتها من بين الصحة و الكذب أهي كما التي أرسمها على شفتاي الآن أم أنها أشد كذبا ..

( : أخي ... )

أخرج هذه الحروف بإرهاق تام ثم إستلقى أمامي متخذا من فخدي وسادة له رفعت يدي و انا في صراع داخلي أيحق لي أن أفعل كما كانت تفعل أمي أن هذا الشيء يجب أن يبقى مخصصا لها توقفت عن التفكير عندما أمسك بيدي و وضعها على رأسه فأدركت أنه بجاحة مميتة ليد عطوف ... إنهمرت دمعة من عيني بالرغم من إصراري على البقاء قويا أمامه ...

مر الوقت سريعا و لم أشعر كيف إنتهى ذلك اليوم ليأتي اليوم الذي بعده كنت مستلقيا على الأرضية العارية كما هو حالنا و تدثرنا الذكريات الجميلة التي جمعتنا الأربعة ... أبعدت يده التي تحاوطني و نهضت باحثا عن أبي .. فمنذ ظهر الأمس لم آراه و قد بدأ القلق يجتاحني ... بحثت في أرجاء منزلنا الصغير فلم أجد أحدا أو أي دليل على أنه قد قضى ليلته برفقتنا في الأمس .. أخرج بطني أصواته المعتادة فوضعت يدي على بطني سريعا كي أنكر هذه الحقيقة .. إتجهت نحو باب المنزل الخشبي و مقصدي البحث عن والدي .. فتحت الباب فسقطت ورقة بيضاء على الأرضية هبطت لألتقطها و عندما أصبحت حروف هذه الرسالة أمام عيناي لعنت نفسي .. لعنت كل شيء ...حروف قاسية ... أودت بي شخصا أضعف بمئات المرات مما أنا عليه الآن ....

( أعتذر يا آبنائي ... سأعود عندما أصبح أب جيدا ، إعتنوا بأنفسكم جيدا )

تساقطت دموعي على غفلة و قبل ذلك سقطت قدماي لأصبح جالسا بضعف على عتبة الباب ..

( : لماذا ؟!؟!؟ ... أرجوك أبي لا تفعل هذا )

كيف سأعتني به و أنا لم أتجاوز الخامسة عشر ... كيف لطفل أن يعتني بطفل آخر ، لا أريد ... هل يتوجب علي الهروب مثلك أبي أم ماذا ...لمَ تركتينا أمي ... ألا تعلمين ضرب جنون ابي و أفعاله الطائشة ..

ذرفت الكثير من الدموع و قد أصبحت الحقيقة أمامي ... وحيدا و عليّ رعاية أخي الصغير الذي لا أعلم حقا ما مدى مرضه أو حقيقته بالفعل ... ففي كل مرة يصاب بها بالحمى كنت أصاب بالذعر و كأن هناك وحشا يطاردني .. أندس خلف غطاء سريري و أبكي بصمت و بين دموعي أدعوا الله أن يشفى أخي سريعا كي لا أراه يتألم بهذا القدر .. لم ألعب برفقته سوا قليلا و كأن حقيقة ذهابه تأتي دوما و تذكرني بنفسها أكره الوداع ... أكره أن يذهب من حولي بعيدا .. ههههههه لكن ما الذي يتوجب علي فعله الآن فقد غادرت أمي و هرب والدي و بقيت بجانب الشخص الذي أتقطع بداخلي إن أصابه مكروه و إن كان من بعيد .. لا أعرف أحدا في هذه المدينة التي جئنا لها قبل عدة شهور هربا من أصحاب الديون في مدينتنا القديمة .. اي حياة سأعيشها الآن ، من أعلى السلم سمعت صوت خطوات فمسحت دموعي سريعا و عدلت من وقفتي كنت سأدخل للداخل لكن ذلك الصوت إستوقفني ..

Lost Paradise || النعيم المفقودWhere stories live. Discover now