مذكرات سلفستيا 2

13 3 0
                                    

النعيم المفقود

مذكرات Selva

النعيم المفقود

‏بيني وبينك من جحيم العُرف باب لو جئت اجري جرني صوب الغيَابات الغياب بل شارعان من الضياع كف تلوح للقدوم واختها تبكي الوداع بيني وبينك راحلون ولا رجوع والرمل تغرقه الدموع نبكي الفراق وفي يدينا مقلتان تناثرتا عند الغروب

من بعيد يقف مادا لي يده يليح لي بالإقتراب و كأنني طفلة صغيرة سيستطيع إغوائها بهذه البساطة ... ملامحه غريبة قريبة لملامحي ، هل رأيته مسبقا لتبدو ملامحه مألوفة لهذا الحد ؟ إبتسامة صادقة تلك هي المرسومة على شفتيه الورديتان ....عيناه تهويان قربي و كذلك حروفه الصامته المختزلة في نظراته ...

كان هذا الحلم الذي لم يتوارى عني طيلة ثلاث ليال متتالية ، وجدت تفسيره عندما تذكرت ما حدث ذلك اليوم .. شاب أسيوي مار في الطريق بهدوء و كانت كلمات أندرو الحادة أول النقاش الذي تم ، لم أستطع تفسير موقفي حينها حيث وقفت بصفه لأنه يشبهني .. بشرته كلون بشرتي و كذلك عيناه ، رفضت ما قام به أندرو و أنبته و ما كان منه سوا الإستهزاء بي و إلقائي أرضا متألمة .. ذلك الأسيوي عيناه اللتان أصرتا على معرفتي .. رأيت بهن إستفسارا عن حالي إن كنت بخير بعد ذلك السقوط ، تجاهلته .. إدعيت أني مختلفة عنه ، ذلك الشعور الغريب عاد ليجتاحني مجددا .. إيطاليا ، كوريا لن ينصفنني .. لا تخوضي حديث مع غريب سيلفا ، بهذه الكلمات طرق قلبي متألما و خصوصا بعد فقداني لإسوار جدتي و كأن الأمان يبتعد عني عشر خطوات كلما إقتربت منه خطوة واحدة ... بدى إختلافي لكل من حولي ألا و هم والداي ، فأصدقائي الثلاثة او من كانوا أصدقائي إبتعدوا عني كما إقتربو .. بلحظة أصبحوا جزء مني و الآن بلحظة أصبحوا بعيدين .. بعيدين للغاية نظرت لهم فكانت نظراتهم باردة ، هل هي تنزف من الداخل كما حالي أم أنهم حقا تناسوا أمري لمجرد أني لم أعد جزء من يومهم ... سيلفا هذا قدرك من البداية فقط كوني ممتنة لتلك الأوقات التي كنت بها سعيدة برفقتهم ...

يومي عاد كما الأيام التي عشتها في الماضي ، بت أنهك نفسي في الدراسة لأتناسى أطيافهم من أمامي .. ثلاثة شهور أخرى تمر على فراقي عنهم ، حروفي لم تخرج سوا لحوار بسيط مع والداي اللذان تعذبا لعودتي لنفسي القديمة لعودة تلك الفتاه الصامتة مع الأخرين ، كنت في كل يوم أنظر لصورنا القديمة و عندما تنهمر دموعي أغلق هاتفي و بصوتي الممتليء بالدموع أقسم أني لن أنظر لتلك الذكريات مجددا .. قسم أحمق فكيف لا و أنا لا أزيل صورهم من الأساس هههه تبا لحالي إنني ضعيفة لذلك الحد الذي لا أستطيع نسيانهم حتى ....

حروف غريبة أعادتني لوعيي بعدما كنت أسير بهدوء مغادرة الجامعة بعد أن أنتهت محاضرتي الأخيرة

( : عفوا .. )

رفعت رأسي متعجبة من هوية المتكلم و عندما أصبحت ملامحه الأسيوية أمامي عادت ذكرى ذلك الحلم السخيف لمخيلتي .. من دون أي تفكير قلت له ( : ماذا تريد ؟ )

Lost Paradise || النعيم المفقودWhere stories live. Discover now