النعيم المفقود
مــــــGDـــــذكرات
ذكريات منقوشة على أسطح المنازل و على النوافذ ، أسرار مغروسة في فم عصفور و على جناح حمامة ، و حكايات مدفونة في لب زهرة إقحوان يسقيها ندى الصباح ....
من لقائنا بعد فراق زار عالمي الخيالي واقعي ، فعدنا لننقش حروف الحب بيننا بكل لقاء .. حوار .. همسات تجمعنا هي و أنا فقط ، تعاتبنا بنظرات ممزوجة بالدموع أنبتها لتركي وحيدا و أنبتني لجنوني .. لفقداني لوزني و لتركيزي ... لكل شيء حولي عداها ، قالت عذرها الذي كنت أحسبه أحمق
( : عدت لكوريا جي يونغ .. طيلة ذلك الوقت كنت هناك ، ألم تخبرني أنها جميلة ذهبت لرؤيتها و في يوم عودتي سائت حالة جدتي الصحية لذا إضطررت للبقاء هناك مزيدا من الوقت ، هل تصدق حروفي هذه ؟! )
أومأت لها بالإيجاب فأنا أصدق كل شيء بك فكيف هذه الحروف البسيطة عانقتها مجددا لأستمع لجوابها الحقيقي بين نبضات قلبها ، تناسيت كل ما مررنا به من فراق فما سيأتي سيكون أجمل بأضعاف هذا ما قلناه بتلك القبلة الطويلة التي أصبحت محط أنظار جميع طلاب الجامعة .. و كيف لا ، فهي قبلة شوق و حب منزوعة من أي خجل ..
قضينا يومنا معاً كما إعتدنا سابقا ، زرنا حديقتنا التي ضحكت بحرارة لإستقبالنا معا ، بعيدا عن قدومي وحيدا أو قدومها وحيدة لنعانق ذكرياتنا بدموع و صمت .. لعبنا و لهونا حتى عانقتنا سماء إختفت منها أشعة الشمس .. أبيت فراقها بل أصررت على البقاء و ما كان من شوقها لي سوا الرضوخ بكل سهولة إستلقيت على المقعد الخشبي واضعا رأسي على فخذيها .. أمسك بيدها و كأني أخشى هروبها مجددا بينما كانت تلاعب خصلات شعري بيدها الأخرى ، مر من الوقت الكثير لم نشعر به أبدا فهناك حيث كنا نلتقي دائما لا يوجد ساعة تدق كل دقيقة لا يوجد عقرب يسير ببطأ نحو النهاية .. لا يوجد أي من هذا ،أصبح لقائي بها يوميا أمر لا مفر منه و إن كان يوم عطلة نلتقي و كأننا نحصل على ترياق بكل نظرة و كلمة .. إنتهى الفصل الدراسي لأعود للجامعة بعد مغيب طويل كنت ادرس بإجتهاد منتظرا اليوم الذي سنتخرج به من الجامعة لتكون لي وحدي .. أنا فقط ...
مارسنا الجنون بعينه .. جنون العشاق الذي غَبطنا عليه كل من يرانا ، نرى في عيناه إفتقاره للحب و على ألسنة الجميع نسمعهم يرددون ( زوج مثالي .. إنني أغبطهم لجمال حبهم .. كيف لهم أن يكونوا رائعين هكذا .. أتوق لحبيب مثله .. أريد فتاه بجمال روحها )
كلمات تضحكنا كلما سمعناها ممن حولنا لنتوه في عشقنا السرمدي أكثر و أكثر حتى جاء اليوم الموعود حيث إرتدينا ملابس التخرج كنت برفقة أربعتهم فبالرغم من تأخري فصل واحد إلا أنني عوضته فيما بعد بتعويض ما فاتني ، رأيت الفرحة بعيونهم كانت ضحكاتنا أكثر صدقا من أي وقت مضى فمعنى إنتهاء دراستنا هو العودة لكوريا .. لوطننا ، كنت أراقبهم و أنا أنتظرها لأراها بهذا اللباس الأسود و المزين بشريط ذهبي إن كانت هي جميلة فكيف بهذا الأسود الذي لا يرحم أحدا بجماله ، أطلت من بعيد مرتديه إياه و قبعة تخفي قليلا من خصلات شعرها ، بيدها كانت الشهادة تتراقص بها في الهواء ركضت إتجاهي حتى قفزت علي كطفلة صغيرة عانقتها وقد إحتويتها بيدي الإثنتين درت بها بالمكان ، رافقت ضحكاتي ضحكاتها لتتغنى العصافير حولنا و تأخذنا لمكاننا وقد أعدت لنا جنة من الزهور تراقصنا بينها وقد تبللت أقدامنا بمياه بحيرة صغيرة قد وضعت نفسها عنوة بيننا لتراقب حبنا الذي لطالما سمعت به من تلك العصافير هناك .. واقفة على غصون الشجرة و تتمايل لتكون أغنيتنا بصوتها الرقيق ، همست البحيرة ( : كنت أتوق لرؤيته كل يوم .. )
YOU ARE READING
Lost Paradise || النعيم المفقود
Romanceهل يجب علينا أن نفترق الآن ؟! بعد هذا اليوم، علينا بدفن بعضنا البعض في قلوبنا حتى ولو كنت حزينة ، أرجوك لا تبكي احتفظي فقط بالذكريات الجميلة ... لا يستطيع أحد أن يتذكرك.. ألا يمكنك حبيبي ؟ لا تنسى الأيام التي أعتدنا فيها أن نكون مجانين بالحب لا...