مذكرات تايهيونغ 3

13 3 0
                                    

النعيم المفقود

مـــــVــــــذكرات

قلت لها ( : لماذا تفعلين كل هذا !؟ )

بدأت بالبكاء بصمت و دموعها الدافئة تنهمر على وجنتيها ، لعنت نفسي لما فعلت ثم إقتربت منها مجددا و ضممتها لصدري و كأني مخول لفعل هذا الشيء ... مسدت على ظهرها عدة لحظات حتى هدأت ، أبعدتها عني و مسحت دموعها بيدي ( : أعتذر .. لكن ما كان عليك فعل هذا . )

قالت من بين حروفها الممزقة ( : يخشى العودة وحيدا .. يخاف من الأولاد الآخرين . )

شددت على يداي اللتان تضمان أكتافها ( : حمقاء ... )

سرنا بإتجاه مكان أنوي الذهاب إليه و عندما أصبحنا أمام بابه الزجاجي أخبرتها أن تنتظر قليلا ، دخلت للداخل و طلبت دواء ليديها فمنحني الصيدلاني أحد الأدوية ، أخرجت النقود من جيبي و مددتهن له خائفا من أن يكونوا أقل من المبلغ المطلوب لكنه إبتسم لي و أعاد لي بعضا منه قائلا ( : هذا المقدار يكفي . )

تنهدت براحة و غادرت المكان إصطحبتها إلى أحد المقاعد و جلسنا فتحت الدواء و أمسكت بباطن يدها اليمنى و وضعته عليه كنت أشعر بنظراتها التي تراقبني بهدوء بينما أشغلت نفسي بوضع الدواء عوضا عن أي شعور أحمق كما الذي راودني في الأمس ، إنتهيت من يدها اليمنى فأبعدتها من بين يداي و إنتظرت أن تمد يدها اليسرى لكنها لم تفعل رفعت رأسي شيئا فشيئا عندها قابلتني دموعها المنهمرة ... دوك دوك دوك

يا إللهي لا يوجد أي رابط بيننا الآن .. ما هذا الصوت ، هل بت أستمع لنبضات قلبها عن بعد حتى ...

همست لي ( : أعتذر . )

قلت بالعلن ( : دوك دوك دوك .. هل تسمعين هذا الصوت ؟! )

نظرت لي بغرابة ( : ما هذا !؟ )

إبتسمت ببلاهة و أنا أنهض عن المقعد الخشبي تاركا الدواء على أرضيته ، رفعت يدي على صدري فبات ذلك الصوت أوضح و أوضح .. هل كانت هذه نبضات قلبي أنا .. لا لم أعتدها بهذا النغمة أبدا ، شعرت بإقترابها مني فقلت بحدة ( : توقفي . )

أغلقت عيناي أفكر بما يتوجب علي فعله الآن ، إلتفت للخلف و سرت بإتجاهها أمسكت بيديها و وضعتهن على صدري ( : هل تسمعينه الآن ... ) صمتُ للحظات ثم تابعت ( : دوك دوك دوك )

أشارت لي بالنفي فرفعت سبابتي إلى جبينها ( : والآن ؟! )

لم تجب فأنزلت سبابتي إلى أنفها ثم شفتاها .

تشاون ( : لا أسمع شيئا ... )

إختفت جميع الأصوات من حولي و من بعيد دوى صوت غناء والدتي , أخذ يقترب شيئا فشيئا رفعت رأسي للأعلى حيث مصدر الصوت فوجدتها بين الغيوم كما إعتدت أن أراها .. أمي ألم تكن ملاك قد أرسلتيها لحمايتي .. لمساعدتي ، لمسح دموعي .. أمي أجيبيني ..

Lost Paradise || النعيم المفقودWhere stories live. Discover now