ذكريات مُبعثرة

16 2 0
                                    

النعيم المفقود الجزء الثالث عشر

ذكريات مبعثرة

كيف يمكن للمشاعر أن تتحول إلى دقائق مكتوبة؟ كيف يمكن أن نجسّد الحب بحروف منظمة أو مبعثرة في اللامكان ؟ أن نحيك ثوباً من حرير شفاف .. لا لون له إلا ظلال ؟!

مرت دقائق .. بل أيام و شهور و سنين و في كل نفس نتنفسه نشتاق لحرية تعتق أجسادنا من همومنا .. من كدمات ألقت بقلوبنا بعيدا ،، على رزنامة فردت نفسها على طاولتها في كل يوم تذكرها بنفسها بأنها تمر ببطء ... بطء مميت يشعل حرارة قلبها، صلت في كل يوم ليأتي ذلك اليوم الذي إنتظرته مطولا ، إرتدت ثوبا وردي اللون و صففت خصلات شعرها الطويلة على أكتافها لتبدو بأجمل حلتها .. تناولت حقيبتها البيضاء و نظرت لنفسها بالمرآة ،لقد برزت ملامح جسدها لتخبرها عما مضى من وقت ، تسللت دمعة حارة على وجنتها فرفعت يدها سريعا و مسحتها ترفض إظهار ضعفها في هذا اليوم خرجت من غرفتها لتقابل والدتها وقد تزينت لمثل هذا اللقاء ، تعانقن بنظرات فرحة .. ممتنة و من ثم همت بالخروج من باب المنزل حينها إستوقفتها والدتها

( : فلتذهبي وحدك ... )

ناظرت والدتها بخوف فأومأت الوالده لها مبتسمة ، تنهدت هذه الفتاه التي بلغت سن الرشد مؤخرا براحة فتقبله من جديد كان يؤلم قلبها ، عانقت والدتها و خرجت من هذا المنزل الذي لطالما كان مكان يجمع عائلة .. عدة أشخاص بمسمى عائلة و إن كانت بصلة غير الدم المتعارف عليها ، خطواتها البطئية كانت تستجمع بهن حروفها التي ستطلقها أمامه بعد غياب طويل .. وحيدة بالرغم من وجود من حولها ، خوف من شيء كانت تصلي كل يوم لعدم ظهوره ،والدها .. إثنان غرباء أصبحوا بليلة و ضحاها من ضمن عائلتها ، عيون دامعة غدت تراها في كل يوم .. جسد مرهق يلقى على سريرها كل يوم ، أنفاس تسللت في كل أرجاء غرفتها ،، أصبح مكانها هو مكانه .. ( دوك دوك دوك ) حروف خرجت من شفتيه ذات مرة لتطرق على باب قلبها كل دقيقة بعدما أدركت ماهيتها

( : إنه الحب .. ) حوار ناضج من فتيات فصلها عرفها على ما يشعر به قلبها ، قابلته بعد غياب طويل غير معروف السبب و بخجل نبأته بسر ستخبره به في لقائهم التالي لم تكن تعلم أن في تلك اللحظات كان يودع آخر أنفاس له بالحرية .. بأن يكون نفسه ، عادت ظلمة الحياة لتحط أمامها ، فتلك الروح التي شعرت بالمسؤولية إتجاهها .. حيث تحركت غريزة الأمومة قبل أوانها لتصبح أم صغيرة لطفل يصغرها بعدة أعوام ..جاي هيونغ طفل فقد والداه ليغدو وحيدا برفقة أخاه ، طفل أشرقت الحياة لبعض اللحظات معه بوسط عائلة كبيرة يعانقهم .. يلعب برفقتهم ، يعود طفل بينهم من جديد ، رأت السعادة بعيناه للمرة الآولى و هو على أرجوحة تطير به في الهواء .. تغنى المكان بصوت ضحكاته الممتلئة بروح الطفولة ، بعيدا عن كل شيء أسود أمامه .. كانوا يعودون للمنزل بعد يوم طويل من كل شيء سوا تذكر الماضي ليواجهوا أمامهم من يعيش بنفس عمرهم لكن الحزن قد سرقه ليغدو بعالم الكبار قبل أوانه ، تقدم لهم الوالدة الطعام بكثير من الحب و من ثم يندسوا في أسرّتهم .. يشعرون بالدفئ .. بالآمان بينما ذلك الذي إهترأ جسده من العمل يجابه ما يجوب خاطره .. ما لا ينفك عن ملازمته ، مرت ذكرياتهم من أمام مخيلتها و هي ما تزال تسير و تسير .. هبات الهواء التي أصبحت باردة معلنة عن قدوم شتاء غير معلوم الملامح عادت لتذكرها لملامح طقس كما اليوم حيث أدركت حقيقة ما يواجه الطفل الصغير من خلال إستراقها لحروف والدتها التي كانت تتحدث على الهاتف مع أحدهم .. كانت تبكي ، تطلب المساعدة .. توقفت بمكانها و هي تناظر والدتها بهذا الحال .. ( : هل من تتحدث عنه هو جاي ؟! )

Lost Paradise || النعيم المفقودWhere stories live. Discover now