مذكرات سلفستيا 1

10 4 0
                                    

النعـــــيـــــم المفقود

Selva مذكرات

نحاول دوما البحث عن أمور تشبهنا ..نألفها نعلن حبها .. فقط لأنها تشبهنا ، نرضى بها .. بأنفسنا ، وتلك المعزوفة عثرت علي أثناء بحثي عن أشياء أخرى فاجأتني في حضورها .. في فرضها لذاتها ، ذلك اللحن الهادئ يحمل الطفولة و يسمعني أفكاري ، يتلوه مقطع آخر يشبه ارتباكي ..

ينطق اللحن من جديد .. كوقع المطر على الشجر ، كفراشة تتعثر في أجنحتها .. تحاول الطيران لأول مرة .. حزينة ثم فجأة أختفت عن ناظري ! ...

كنت مختلفة منذ وقت طويل منذ ذلك الوقت الذي تنفست به أول أنفاسي بهذه الحياة .. مختلفة بكل شي عن هذا المكان و عن ذلك المكان أيضا نمَوت يوما بعد يوم بين عاشقين رسما طريقاً مختلف لذلك المسمى بالحب .. كنت أراقبهم .. أناظرهم و أغبطهم ... أمي و أبي ، بالطبع ولدت من خلال حبكم الذي رأيته ينمو معي حتى حان وقت دخولي للمدرسة .. حياة جديدة أقبلت علي فاردة جناحيها بكل حب كما أخبرتني والدتي و كذلك والدي .. لكنّي لم أقابل ما قصوه عليّ حينها ، نظرات غريبة تناظرني من كل مكان و كأني كائن قد سقط من الفضاء .. إيطالية بملامح كورية في كل جزء من جسدي خطت ملامح حبهم و كأنهم تقاسموا حبهم على ملامحي أيضا ، بت وحيدة منعزلة في ذلك المكان الذي أزوره قرابة الثماني ساعات خمس مرات في الإسبوع و حين عودتي أقوم بفروضي و أتلذذ بوجود عائلة محبة كعائلتي إني إبنتهم الوحيدة كل ما أريد كان يأتي إليّ على حين غفلة بمفاجأة لطيفة منهم ..عائلة أبي الإيطالية كنا نزورها مرة في كل شهر بالرغم من إقناع والدي المتكرر لعائلته بتقبلي و أمي إلا أني كنت أرى في أعينهم نظرة عدم الرضا حتى جاء عيد ميلادي العاشر لأتفاجأ بوجودهم جميعا في منزلنا و قد أعدوا الكثير من الطعام و الهدايا حينها بكيت من شدة فرحي فقد إختفت نظرتهم تلك لي و لأمي .. هل سنصبح عائلة واحدة الآن جدي و جدتي و أعمامي و أولادهم ، كنت قد حلمت بالكثير و أمانيّ كبيرة ، فقد كان تقبلي بشكل كامل من إثنان قد إقترب الموت منهما لذلك فتحوا قلوبهم لإحتواء هذه الفتاه بملامحها الغريبة عليهم ، ضمتني جدتي بقوة و كأنها تودعني .. سمحت لدموعي بالإنهمار أمامها و كانت تلك المرة الأولى لي ، عانقتني و قالت بصوتها الذي أخذ الكبر منه نصيبا ( : أعتذر لعدم تقبلي لك طيلة السنوات الماضية .. )

همهمت من بين دموعي و ربت بيدي الصغيرة على ظهرها المغطى بسترة صوفيه شتوية ، بينما جدي ذا الملامح الجميلة بالرغم من كبر سنه إلا أنه ما زال يحتفظ بوسامته و ينافس بها شباب العشرون ، إبتسم لي إبتسامة دافئة كما التي كنت أراها في كل مرة ينظر لإبنة عمي فيولا التي تكبرني بثلاث أعوام .. كنت أحسدها .. أتمنى أن يبتسم لي بذلك الصدق ، ها هو الآن يبتسم لي أيضا. فيولا، سأقاسمك حبهم من الآن قلت هذه الحروف لها ذات مرة فإبتسمت إبتسامة لم أدري ما تفسيرها حتى هذا الوقت ....

Lost Paradise || النعيم المفقودWhere stories live. Discover now