مذكرات جي يونغ 1

121 3 2
                                    

الـــنــــعــــــيــــم المفقود

مــــــGDــــــذكرات

ها أنا أكتب .. هههههه لم أتوقع يوما أن أكتب يومياتي في دفتر صغير كما يفعل البعض ، لكن لا بأس سأفعل مثلها كي نصبح متطابقين في كل شيء .. أخبرتني أن أكتب كل شيء إستحوذ على تفكيري يوما ما و هكذا سأفعل ...

سأعرفكم بنفسي أولا إسمي جي يونغ أتممت الخامسة و العشرين الشهر الماضي إنني كوري الأصل فرد في عائلة صغيرة تقليدية مكونة من أب محب و أم حنونة و أخ يصغرني بخمسة أعوام .. إعتدت أن أكون طالبا مجتهدا في دروسي ، مطيعا لوالديّ .. حياة مثالية هي تلك التي عشتها في طفولتي و شبابي ، أنهيت المرحلة الثانوية عندها أخبرني والدي أن لديه صديق يقيم في إيطاليا و قد تدبر أمر دراستي هناك في مجال إدارة الأعمال لم يكن ببالي شيء معين لذا رحبت بالفكرة و حزمت أمتعتي مستعدا للسفر لتلك البلاد كانت من أصعب اللحظات في حياتي هي لحظة الوداع لم أتخيل يوما أن أترك أمي و أبي و أخي الصغير و أذهب بعيدا لكن كلمات والدي كانت كالبلسم المداوي للجروح إذ قال لي ( : بني .. إذهب و عد شابا يجعلني فخورا به ، سأنتظرك و أدعو لك في كل يوم ) ... كيف أجرأ أن أخالفه و هو يمتلك قلبا رقيقا كهذا و إن كانت لدي آمال و أحلام لكنت ألقيت بها بعيدا فقط لأجعله مبتسما .. مرتاح القلب .

مسدت والدتي على رأسي و الدموع بعيناها و قلبها يصرخ بنيران الشوق و أنا لا أزال أمامها ، فأهديتها إبتسامة و كررت كلمات والدي التي قالها للتو ( : سأعود لأجعلك فخورة بي أمي ) كما هدأت كلمات أبي قلبي .. رسمت هذه الكلمات أيضا بستان من الأمل و التفاؤل في قلبها الحنون .. و عندما نظرت لأخي الصغير الذي كان يدعي القوة و عدم الإهتمام ( : ماكر .. ) قلتها وقد ضممته بقوة ثم تابعت بنفس النبرة المستنكرة ( : سأجلب لك الكثير من الهدايا عندما أعود )

أجابني وقد إختنقت حروفه بالدموع ( : لا أريد منك شيئا .. فأنت ستتركني الآن )

منذ أن طرح أبي فكرة سفري و هو معارض بشدة و حاول مرارا و تكرارا أن يقنعني بالتراجع .. ( أعتذر ) همست بها ..

في كل مرة يضايقه زملائه بالمدرسة أكون الدرع الحامي له كيف سيجعلني أذهب بعيدا .. ( أعتذر حقا .. سأكون برفقتك دائما ) قلتها بنبرة أكثر وضوحا فضربني على صدري مبعدا إياي فإبتسمت ممتنا لوجوده ... إلتفت مانحا إياهم ظهري و قد إنهمرت دموعي رغما عني سرت مقتربا من البوابة التي ستكون أخر محطة للتراجع إن أردت لكني لم أنظر للخلف أبدا و بدأت طريقي الذي أراده أبي ...

اوووه لقد كتبت بعاطفة لكن حقا تلك اللحظة هي الأكثر ألما في قلبي .. سأخبركم الآن عن حياتي في تلك الجنة .. ( إيطاليا ) ، تختلف إختلافا شاسعا عن كوريا عن بلدتي التي ترعرعت بها أقسم أنها كحياة ثانية قد بدأتها للتو .. أول ما خطت قدماي في أرضها كان صديق والدي ينتظرني و بين يديه لافتة باللغة الكورية ( أهلا بك في إيطاليا جي يونغ ) إبتسمت و قد خف القلق و التوتر الذي كان يأكلني طيلة طريق المجيء ، إقتربت منه و حييته كنت قد إلتقيت به بضع مرات في كوريا عندما كان يأتي في الإجازات الصيفية بجانبه كان يقف إبنه يبدو بنفس سني تقريبا عرفني على نفسه ( : إسمي سيونغ ري أهلا بك هنا )

Lost Paradise || النعيم المفقودWhere stories live. Discover now