مذكرات تايهيونغ 2

27 3 1
                                    

النعيم المفقود

مــــــVــــــــذكرات

كم نحن مساكين !! كم نحن عاجزون ,,

حتى أن قلبنا يخفق بالرغم منا , لا نستطيع إيقافه حتى لو أردنا .. ليس هناك ما يدعى اختيار في هذه الحياة ,, و الحال هذا ليس في خيارك ,, أحيانا أشعر نفسي بأنني دمية , غير معروف خيوطي بيد من .......

عناق دافيء طويل إنتهى عندما إبتعدت عني و مسحت دموعها ، كنت أنظر ليداها الصغيرتان الناعمتين و هن يعانقن عيناها و وجنتاها لتزيل أي أثر للدموع ، رفعت رأسها و نظرت لي مبتسمة ( : سأغادر الآن .. )

لم أنبس ببنت شفة فقط راقبت رحيلها بصمت ، أغلق الباب لتختفي من أمام ناظري ، إلتفت للخلف حيث كان عناقنا توقف الزمن للحظات لم أدري بهن ... طرق الباب مجددا فسرت وعقلي مشوش للغاية ،اطل جاي هيونغ بعد ان فتحت الباب فإبتسمت ببلاهة ، أخذت عنه حقيبته و سرت خلفه خطوتان عندها توقف و إلتف لي و بدأت البسمة تظهر على وجهه ( : واااه الرائحة شهية .. )

مددت يدي و بعثرت خصلات شعره بفوضوية ( : هناك طعام لذيذ ينتظرك )

قفز إلى المطبخ و جلس على الطاولة رفع الغطاء عن الوعاء و قرب وجهه منه ( : وااااااااه ... )

جلست بجانبه بعد ان وضعت الحقيبة على الأرض و مددت له الملعقة و إنتظرت حتى تذوق قليلا منه ، ( مممممم لذيذ للغاية . )

إتسعت إبتسامتي عندما نال الطعام رضاه و تناولت ملعقة أنا الآخر و تناولت بعضا منه .. لقد كان لذيذ حقا و كأن من أعده سيدة أعدت الطعام في كل يوم ( : شكرا لك تشاون ... فلولاك لما رأيت هذه البسمة على وجه أخي .. شكرا لك )

إنتهينا من تناول الطعام فإتجه جاي هيونغ إلى تلك الغرفة الصغيرة و بدأ بالدراسة ، إنتهيت من تنظيف الأوعية و إتجهت له ، فأشار لي بيده من بعيد ( : توقف .. إن استصعب علي شيئا سأخبرك ، بإمكاني الدراسة وحدي )

نظرت له بإمتنان و أومأت له بالموافقة ( : سأغادر قليلا جاي .. حسنا )

أغلقت الباب و بعد أن إلتقطت معطفي غادرت المنزل ( : يجب أن أجد عملا .. )

جبت الحي كاملا بحثا عن المساعدة ، لكني لم أتوفق في شيء فجميع من في الحي حالهم كحالي .. لن ينفقون الاموال على شيء بإمكانهم القيام به بأنفسهم .. سرت على الطريق العام منتظرا أي سيارة تقلني إلى المدينة علني أجد ضالتي ، بعد ربع ساعة من المسير إستوقفت شاحنة صغيرة صعدت مسرعا في الخلف حيث صناديق البرتقال و أكمل مسيره للمدينة ، كنت أراقب الطريق من حولي و أستمتع بهبات الهواء التي تلفحني .. بالرغم من برودتها إلا أنها كانت جميلة ، لم أستمر على هذا الحال كثيرا إذ غرقت بالنوم و لم أستفق إلا على صوت السائق و هو ينزل بالصناديق لأحد المتاجر الكبيرة .. فتحت عيناي بنعاس ، نظرت حولي فكانت المدينة بالفعل . أناس كثر و مباني شامخة ، عاد الرجل ليلتقط صندوق آخر فنهضت و ساعدته في إلتقاطه ، ثم هبطت و حاولت أن أسحب صندوق آخر و أنقله إلى المتجر كان ثقيلا للغاية لكن إصراري كان أكبر منه ، خلعت قفازاتي و وضعتهن في جيب معطفي و بدأت بنقل الصناديق .. قرابة الخمسة عشر صندوق كان ما نقلت و عندما إنتهينا نفثت على يداي اللتان تجمدتا من البرد و إنحنيت للرجل شاكرا ، لحظات حتى إستوقفني صوته ( : أيها الفتى .. )

Lost Paradise || النعيم المفقودWhere stories live. Discover now